بيان أن المقصود من فعل العبادة حصول الخشوع والإنابة . حفظ
الشيخ : النقطة الثالثة أننا نسأل هل نحن إذا صلينا في المسجد الحرام مع هذا الزحام والضنك والشدة هل يحصل لنا من الرقة والإنابة إلى الله كما يحصل إذا كنا نصلي في مساجدنافي بلادنا؟ هدوء خشوع اتصال القلب بالله عز وجل يشعر الإنسان بأنه في صلاة حقيقة وأنه متصل بالله عز وجل أقول لا يحصل هذا لكثير من الناس قد يحصل لبعض الناس لكن لا يحصل لكثير منهم وما المقصود بالعبادة؟ المقصود بالعبادة إصلاح القلوب أهم شيء إصلاح القلب دون الظاهر استمعوا إلى قوله تعالى: (( إنه على رجعه لقادر* يوم تبلى السرائر )) ولا تعتبر الظواهر يعتبر القلب استمعوا إلى قوله تعالى: (( إذا بعثر ما في القبور وحصّل ما في الصدور )) الكلام على القلب على إنابة القلب على رجوعه إلى الله أما الأعمال فهي أما الأعمال فهي أعمال تغذي القلب، تصلح القلب، فهي بمنزلة الماء في سقي الشجرة فإذا ضيعنا الأصل واكتفينا بالظواهر فإن هذا كالذي يعتني بالقشور ويدع اللب ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخوارج أنهم يقرؤون القرآن ويصلون ويحقر الصحابي صلاته عند صلاتهم وقراءته مع قراءتهم؟! ومع ذلك يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم حيثما لقيناهم هل نفعهم هذا الظاهر؟ ما نفع فأنت يا أخي إذا عملت عملاً صالحاً من ذكر أو قراءة أو صوم أو صدقة أو غير ذلك انظر إلى ذلك ماذا أثّر ذلك على قلبك ماذا أثّر؟ هل أثر إنابة وإقبالاً إلى الله وتوبة إليه فأبشر بالخير قد آتى ثمره وأكله هل كان قلبك كما هو حجر لا يلين يابس لا يندى فاعلم أن هذه الأعمال لم تنفعك.