معنى قوله : ( فيدعوهم فيؤمنون به فيأمر السماء فتمطر و الأرض فتنبت فتروح عليهم ما رحتهم أطول ..... فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ) . حفظ
الشيخ : استمعتم الآن إلى أن هذا الدّجال يدعو الناس إلى عبادته إلى أنه رب فينقسم الناس إلى قسمين قسم يجيب دعوته وقسم يرد دعوته، فأما الذين يجيبون دعوته فإنه يأمر السماء فتمطر أرضهم ويأمر الأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم وهي أوفر ما يكون ذرى يعني أسنمة أي تكون سمينة وهي أيضا أسبغ ما تكون ضروعاً يعني أكثر ما تكون لبناً فإذا دعا قوما آخرين وهم القسم الثاني وردّوا دعوته أصبحوا ممحلين يعني لا ينزل عليهم مطر ولا تنبت لهم أرض وهذه فتنة عظيمة لاسيما في البوادي الذين ليس عندهم إلا الماشية فإنهم يفتتنون به ويجيبون دعوته ولهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام أن نستعيذ بالله من فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال في كل صلاة.
القارئ : ( فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذ طأطأ رأسه قطر .. )
الشيخ : إذا
القارئ : ( إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدّر منه مثل جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لدّ فيقتله ثم يأتي عيسى إلى قوم قد عصمهم الله منه فيمسح على وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنّة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور وبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقول لقد كان بهذه مرة ماء ثم يسيرون حتى ينتهون إلى جبل الخمر وهو جبل ببيت المقدس فيقولون لقد قتلنا من في الأرض هلم فلنقتل من في السماء فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دماً ويحصر نبي الله وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خير من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم زنتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله طيراً كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله، -وفي رواية- تطرحهم بالنهبل ويستوقد المسلمون من قسيهم ونشابهم وجهادهم سبع سنين ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة ) رواه مسلم.