السائل : يقول السائل : قلت مرة من المرات لكي أروع نفسي علي الطلاق بالثلاث أني لا أعود لشرب الدخان وإن عدت فإن زوجتي طالق بالثلاث وتلفظت بها ولكن ليس نيتي أن أطلق زوجتي بل لكي أروع نفسي من هذا الخبث؟
الشيخ : نقول للأخ السائل نسأل الله تعالى أن يعينك على ترك الدّخان وكونك تأتي بهذا اليمين المغلظة الشديدة على نفسك يدل على أن نيتك صادقة فاستعن بالله عزّ وجلّ واجزم بنية صادقة على تركه فيعينك الله عزّ وجلّ على ذلك فإن حصل أنك قلت هذا الكلام إن عدت إلى شرب الدخان فزوجتي طالق ثم عدت إليه فليس عليك إلا كفارة يمين لأن هذا حكمه حكم اليمين ولكن لا يعني ذلك أننا نرخص لك في شرب الدخان فإن الذي نرى أن شرب الدّخان حرام لما يتضمّنه من الضّرر على البدن والإضاعة للمال والإسراف في النفقة وكراهة بعض العبادات التي تحرم الإنسان من شربه كالصوم مثلاً وكراهة مجالس الخير التي لا يمكن أن يشرب الدخان فيها فهو علة ضارة والناصح لنفسه هو الذي يتجنّبه وإذا ابتلي به فليحاول الخلاص منه وإذا علم الله منه صدق النيّة فإن الله يعينه على تركه والوسيلة إلى ذلك أن تقلل منه فإذا كان من عادتك أن تشرب منه عشراً فاشرب تسعا لمدّة أيام ثم ثمانيا ثم سبعا حتى تتخلص منه واحرص على أن لا تجالس من يشربونه لأن الإنسان إذا جالس من يشربه فإنه لا يملك نفسه بل يتابع غيره ونسأل الله للجميع العصمة مما يغضبه، نعم.