إذا كان الجماعة في مجلس علمي فهل لهم ترك الجماعة في المسجد ويجمعون في مكانهم .؟ حفظ
الشيخ : قلنا لك إذا كان المجلس مجلس علمي فلهم أن يدعوا الفريضة هناك ويصلوا هنا ، وهذا شو معناها .؟
السائل : ...
الشيخ : طول بالك ، أنا أقول لك أنا شو معناه .؟ معناه أن هؤلاء إذا لم يذهبوا إلى المسجد أولا ما تركوا فرضا لأنه في مجلس علم ، وإذا ما تركوا فرضا وصلوا هنا جماعة فقد حصلوا الأجر ، لكن إذا كان المجلس ما هو مجلس علم فقد ضيعوا فرضاً وصلوا هنا جماعة ما يكونوا أدركوا فضيلة هذيك الجماعة لأنه لا عذر لهم .
السائل : الدليل شيخنا على تقديم مجلس العلم على الصلاة .؟
الشيخ : ليس هناك دليل طبعا كما يتبادر للذهن ، وإنما هو الاجتهاد اسمع يا أخي وإنما هو الاجتهاد القائم على فهم يؤتيه الله عبداً في كتابه ، هناك في صحيح البخاري أن : أن أبا جحيفة السوائي صحابي قال يوما لعلي بن أبي : ( هل خصكم أهل البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دون الناس .؟ قال : لا . اللهم إلا فهماً يؤتيه الله عبداً في كتابه أو ما في قراب سيفي هذا ، وأخرج من جفن السيف من بيته ورقة من الأوراق القديمة مكتوب فيها حديث يتعلق بالقصاص والجراحات ونحو ذلك ) ، الشاهد قوله : ( اللهم إلا فهما يؤتيه الله عبداً في كتابه ) .
أنا أحكي عن نفسي لما كنا ندرس على إخواننا في دمشق وفي حلب بلد أخونا محمد ناصر الترمانيني وهو كنا ننزل في بيته جزاه الله خيرا كان مركز الدعوة هناك يومئذ ولا يزال لكن ضغط البعثيين معروف ، المهم كنا ـ هذا أول الأمر ـ مجرد ما نسمع الأذان نخرج من المجلس ونصلي في أقرب مسجد ، لكن كان في النفس شيء ، إلى أن وجدت ، كان في النفس شيء يعني أنا أشعر بأنه نحن معذورين . نحن الآن في دراسة كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا قد يعتبر عذراً في ترك الصلاة في المسجد . كنت أقول في نفسي هكذا ، ولكن ما عندي شيء يقنعني بهذا ، فكنت أمشي مع الأصل وهو إجابة المؤذن ، إلى أن قرأت في كتاب ( الجرح والتعديل ) لابن أبي حاتم رواية أن الأمام أحمد كان في مجلس علم فيه كبار علماء الحديث مثل يحيى بن معين مثل علي بن المديني فأذن لصلاة الظهر ، فقال أحدهم منبها مذكراً أنه أذن لصلاة الظهر ، كأنه يقول حي على الصلاة ، فقال الأمام أحمد : نحن الآن ـ ما أدرى إذا كان قال لفظة صلاة باللفظ أو بما يؤدى هذا المعنى ـ واعتبر مجلس العلم عذراً لترك صلاة الجماعة في المسجد أو يجمع بين صلاة الجماعة في المكان الذي هو فيه وبين مجلس العلم ، من يومئذ الذي كان يجري في نفسي من تساؤل راح وطاح ، وأصبحت أصلي هناك في مقر الدرس مع جماعة المسلمين ، وفي كثير من الأحيان تكون هذيك الجماعة أكثر بكثير من جماعة المسجد القريب منا .
فالشاهد فهما يؤتيه الله عبداً في كتابه ، هذا الإمام يقابل المصالح والمفاسد ، وهذه مسألة لا يستطيعها كل الناس ، هذه أمور مثل مسائل طبية دقيقة ، أطباء كلهم ما يشتركوا في معرفتها وإنما هم النوابغ المتخصصين في ذلك العلم هم بالكاد أن يدركوها ، ولذلك فنحن ننصح إخوننا جميعا أنه ما يتصوروا كما أقول أنا في كثير من المناسبات ما يتصور أن كل مسألة في عليها نص مفصل عليها تفصيل ، وعلى كيف كل واحد يخطر في باله ، هذه المسألة فيها نص .؟ لا ما فيها نص ، لكان من أين جبتوها .؟ وين نروح إلا فهماً يؤتيه الله عبداً في كتابه ، هذا مش حديث هذا كلام علي ، وين نروح بقوله عليه السلام : ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) هذا جواب ما سألت ، نعم ، ما شاء الله عشرة وربع الساعة .
السائل : شيخنا بالنسبة لهذه القضية نفسها ألا يستدل على قضية تأخير الجماعة أو مثلا لوجود مجلس العلم إيثاره على الصلاة في المسجد بحديث ابن عباس في الصحيح أنه أخر الصلاة إلى وقت إلى حتى خرج وقتها .
الشيخ : جمع .
السائل : وجمع بين الصلاتين فلما أنكر عليه الرجل قال : الصلاة الصلاة قال : " لا أم لك أتعلمنا السنة ".
الشيخ : أي نعم ، هذا من هذا الباب طبعا .