بيان بعض الآداب الشرعية : من اللين والرحمة وأثر ذلك في معاملة الأطفال مع ذكر الدليل . حفظ
الشيخ : ومن الآداب الشرعية التي غفل عنها كثير من الناس الغلظة في معاملة الأطفال تجد بعض الناس لا يرحم صغيره، له أبناء صغار لا يرحمهم لا يكلمهم لا يتحدث إليهم، إذا دخلوا عليه في المجلس انتهرهم وإذا لم ينصرف بالانتهار أخذهم بيده وذهب به إلى البيت بعنف، هل هذا من هدي الإسلام؟ أجيبوا يا جماعة، لا والله ليس من هدي الإسلام ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إنما يرحم من عباده الرحماء ومن لا يرحم لا يرحم ) والصغار يحتاجون إلى رحمة يحتاجون إلى ملاطفة كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلاطف الصبيان حتى إنه في يوم من الأيام قال لصبي يكنى أبا عمير وكان معه طائر صغير مثل عصفور أو قريب منه هكذا هكذا؟ ما الذي قلت؟ معه عصفور؟ ما قلنا مع عصفور نعم مع هذا طفل معه طير يسمى النغير نون غين ياء راء وكان يلعب به كما جرت به عادة الصبيان فمات الطير فحزن الصبي لفقده حزناً كثيراً ظهر عليه فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول لهذا الصبي: ( يا أبا عمير ما فعل النغير ) يلاطفه عليه الصلاة والسلام يعني ويش سوى، كذلك أيضا كان في يوم من الأيام يصلي بالناس ساجداً فجاء الحسن بن علي رضي الله عنهما وركب على ظهره ارتحله كما يفعل الصبيان الآن إذا وجد أباه منبطحاً على بطنه ركب عليه وربما يدزه بيده يقومه كأنه ناقة هذا الحسن ركب على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فأطال السجود الرسول عليه الصلاة والسلام أطال السجود ، فلما أطال السجود ونزل الصبي من الراحلة كأن الصحابة سألوا الرسول عليه الصلاة والسلام يعني لماذا أطلت السجود؟ قال : ( إن ابني ارتحلني وكرهت أن أقوم قبل أن يقضي نهمته ) شوف الملاطفة خلاه باقي ساجد إلى أن مل الصبي ونزل ما ظنكم لو كنت إماماً في الناس وجاء ابني الطفل وركب على ظهري هل أطيل السجود من أجل أن يقضي نهمته ولا يمكن أطلع يدي وأترك السجود على الأعضاء السبعة علشان أدزو واخليه يروح وراء ايهما؟ الغالب الثاني غالب الناس هو الثاني لكن هدي النبي صلى الله عليه وسلم تبقى الصبي خليه يبقى يقضي نهمته والأمر واسع ومثال ثالث: كان له بنت بنت اسمها أمامة وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسول الله صلى الله عليه وسلم جدها من إيش؟ من أمها كالحسن الحسن كان النبي صلى الله عليه وسلم جده من أمه وهذه أمامة جدها من أمها وكأنها والله أعلم تعلقت بالرسول صلى الله عليه وسلم فجاء بها إلى المسجد وصلى بالناس إماماً وهو يحمل هذه الطفلة إذا قام حملها وإذا سجد وضعها وهو يصلي بالناس فهل منا من يلاطف صبيانه هذه الملاطفة أقول لا نعلم أحداً يفعل هذا لكن لو فعله لكان أتم اتباعاً للرسول صلى الله عليه وعلى وسلم فملاطفة الصبيان والأهل والقصار والجهال هذه من هدي النبي عليه الصلاة والسلام، لكن أكثرنا نسأل الله أن يعاملنا بالعفو على العكس من ذلك تجدهم يعاملون هؤلاء القصار بالغلظة والشدة ولا يريدون أن يقرب إلى المجلس عند الرجال وما أشبه ذلك هذه أشياء يعني ذكرناها من محاسن الدين الإسلامي نحب أن نتبع النبي صلى الله عليه وسلم فيها وألا نكون جفاة غليظين لأن ذلك خلاف ما جاء به الدين الإسلامي والحمد لله.