الأدلة على أن تارك الصلاة كافر مرتد من القرآن . حفظ
الشيخ : ولهذا كان من تركها كافراً كفراً مخرجا عن الملة أي أنه يكون مرتداً تجري عليه أحكام المرتدين في الدنيا وفي الآخرة بخلاف غيرها من الأركان التي تليها كالزكاة والصوم والحج فإن من ترك هذه الثلاثة لا يكفر على القول الصحيح وإن كان بعض العلماء يقول إن من ترك أي ركن من أركان الإسلام فإنه يكفر لكن الصحيح أنه لا يكفر إلا بترك الصلاة ودليل ذلك من كتاب الله وسنة رسوله وأقوال الصحابة رضي الله عنهم والنظر الصحيح أما الكتاب فقد قال تبارك وتعالى: (( فإن تابوا )) أي المشركون (( وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين )) ووجه الدلالة من الآية أن الله اشترط للإخوة في الدين ثلاثة شروط الأول التوبة من الشرك والثاني إقامة الصلاة والثالث إيتاء الزكاة ومفهومه أنه إذا لم تتم هذه الشروط الثلاثة لم يكن أخاً لنا في دين الله ولا تنتفي الأخوة الدينية إلا بالكفر المخرج عن الملة أما الكفر الذي دون ذلك فإنه مهما عظم لا يخرج من الأخوة الإيمانية ويدل لهذا أن من أعظم الذنوب بعد الكفر قتل النفس بغير حق ومع ذلك لو قتل الإنسان شخصاً عمداً لم يكن كافرا بذلك لقول الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ )) فجعل الله القاتل أخا للمقتول مع أنه قد فعل هذه الجريمة العظيمة وقال تعالى: (( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ )) فجعل الله الطائفتتين المقتتلتين إخوة للطائفة الثالثة المصلحة بينهما وهذا يدل على أنهما لا تخرجان من الإيمان المهم أن قوله تعالى: (( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين )) يدل على أنهم إذا لم يقوموا بذلك فليسوا بإخوة لنا في الدين ولا تنتفي الأخوة الدينية إلا بالخروج من الإسلام بتاتاً
يبقى على هذا الاستدلال إشكالا وهو أن ترك الزكاة لا يوجب الكفر المخرج عن الملة وهو داخل في ضمن الشرط فيقال إن ترك الزكاة خرج بدليل السنة عن كونه ... وذلك في قول النبي عليه الصلاة والسلام: ( ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار وأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ) وهذا يدل على أن مانع الزكاة لا يكفر لأنه لو كفر لم يكن له سبيل إلى الجنة.