شرح أحاديث من كتاب عمدة الأحكام باب الرهن وغيره : وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مطل الغني ظلم وإذا اتبع أحدكم على مليء فليتبع " . حفظ
القارئ : والصلاة والسلام على من لا نبي بعده قال الإمام الحافظ عبد الغني المقدسي رحمه الله في باب الرهن وغيره الحديث الثاني: وعن أبي هريرة رضي عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مطل الغني ظلم وإذا أتبع أحدكم على مليء فليتّبع ).
الشيخ : فليتبع أحسن.
القارئ : فليتبع.
الشيخ : هذا الحديث الثاني أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( مطل الغني ظلم ) والمطل هو منع الوفاء والغني هو القادر على الوفاء والظلم عدوان ظلمات يوم القيامة وإذا أحيل أحدكم على مليء فليتبع أو ( وإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع ) أتبع يعني أحيل على ملي أي على قادر على الوفاء بماله وقوله وبدنه انتبه الملي هو القادر على الوفاء بماله وقوله وبدنه فليتبع اللام للأمر أي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره إذا أُحيل أن يحتال تضمن هذا الحديث حسن الوفاء وحسن الاستيفاء، أما حسن الوفاء فمأخوذ من قوله : ( مطل الغني ظلم ) وأما حسن الاستيفاء فمأخوذ من قوله: ( وإذا أتبع أحدكم على ملي فليتبع ) طيب قلنا إن الغني هو إيش؟ القادر على الوفاء وأن المطل هو التأخير فإذا بعت على إنسان شيئاً بثمن غير مؤجل وطلبت منه الثمن وقال: ائتني غداً فقلت أنا محتاج للثمن أنا أريد أن أسافر قال ائتني غداً ولم يشترط عليك عند العقد أن الثمن مؤجل إلى غد فهنا يكون هذا إيش؟ مماطلاً ظالماً ولا شك أن كثيراً من الناس اليوم ولا أقول أكثر الناس لا شك انه يماطل فيأتيه صاحب الحق يقول أعطني يقول غداً ويأتي غدا فيقول بعد غد ويأتي بعد غد فيقول بعد أسبوع ويأتي بعد أسبوع فيقول ما عندنا شيء عسى الله يرزقنا تعم وهو عنده نقول هذا الإنسان لا شك أنه ظالم وأن كل ساعة بل كل دقيقة تمضي فإنه لا يكتسب بها إلا إثماً والعياذ بالله مع أن هذا المماطل هل هو إذا ماطل سوف يسقط عنه بعض الحق أو الحق كله أبداً الحق ثابت سواء أوفاه مبادراً أو أوفاه بعد ذلك.