سائل يقول : يقول الله تعالى عن سليمان :" إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد . قال رب إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق " ما سبب قتل سليمان عليه السلام للجياد وهل هذا بسبب خطأ الجياد وضحوا لنا ؟. حفظ
السائل : يقول الله تعالى عن سليمان: (( إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد )) إلى أن قال (( فطفق مسحا بالسوق والأعناق )) ما سبب قتل سليمان عليه السلام للجياد؟ وهل هذا بسبب خطأ الجياد؟ وضحوا..
الشيخ : ايش؟
السائل :خطأ الجياد، يعني ...
الشيخ : نعم، سبب قتل سليمان عليه الصلاة والسلام للجياد أن هذه الجياد ألهته عن ذكر الله فانتقم من نفسه بنفسه الصافنات الجياد هي الخيل الجيدة عرضت عليه، عليه الصلاة والسلام بعد العصر وألهته عن الصلاة صلاة العصر حتى توارت أي اختفت الشمس بالحجاب أي بالأرض. غابت الشمس قبل أن يصلي فانتقم من نفسه بنفسه (( وطفق مسحاً بالسوق والأعناق )) الأعناق يعني يبتر أعناقها والسوق بتر سوقها لأجل أن لا تلهيه عن ذكر الله مرة ثانية.
وهكذا إذا وجد الإنسان بشيء من ماله أنه يلهيه عن ذكر الله فينبغي له أن يبعده عنه، انظر إلى ما فعله الرسول عليه الصلاة والسلام حينما صلى ذات يوم بخميصة، خميصة كساء مخطط معلم فنظر إلى أعلامها نظرة واحدة فلما انصرف قال: ( اذهبوا بخميصتي إلى أبي جهم وأئتوني بأنبجانية أبي جهم ) وكان أبو جهم قد أهدى هذه الخميصة إلى رسول الله صلى لله عليه وسلم فقال: ( اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وائتوني بأبجانيته فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي )
فأخرجها عن ملكه لأنها إيش؟ ألهته عن صلاته.
طيب لكن لماذا قال: ( ائيتوني يأبجانية أبي جهم ) الأبنجانية كساء غليظ ليس كالخميصة قال ذلك: لئلا يقع في قلب أبي جهم شيء حين رد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رد عليه الخميصة، وهذا من حسن سياسة الرسول عليه الصلاة والسلام وقد أشرنا إلى حسن سياسته وخُلقه في درس الصباح اليوم.
ونظير ذلك أن الصعب بن جَثّامة حين نزل به النبي صلى الله عليه وسلم ضيفا في طريقه إلى مكة وهو محرم في حجة الوداع. كان الصعب بن جثامة رضي الله عنه رجلا عدّاء سبوقا يصيد. فاصطاد للرسول عليه الصلاة والسلام حمار وحش وهو نوع من الصيد معروف. ثم جاء به إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فرده. رده الرسول، فتغير وجه الصعب، فلما رأى ما في وجهه قال : ( إنا لم نرده عليك إلا أنّا حرم ) أي محرمون.
الخلاصة : أن سليمان عليه الصلاة والسلام إنما فعل ما فعل بالجياد لئلا لا تلهيه مرة أخرى عن ذكر الله عز وجل، هذا من وجه ومن وجه آخر..