الجواب عن شبهتهم الثانية وهو الاستدلال بقوله تعالى :" وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ". حفظ
الشيخ : استدل أيضاً هؤلاء الجهمية المنكرون لعلو الله القائلون بأن الله بذاته في كل مكان بقوله تعالى: (( وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم )) قالوا: (( وهو الله في السماوات )) - يلا - (( وفي الأرض )) وهذا أيضا من تشبيههم و تلبيسهم الحق بالباطل.
معنى الآية (( وهو الله في السماوات وفي الأرض )) أي: وهو الإله في السماوات وفي الأرض وذلك لأن لفظ الجلالة على القول الراجح الذي لا شك فيه مشتق وليس اسماً جامداً مشتق من الـألوهية وهو فعال بمعنى مفعول وأصل الله الإله لكن حذفت الهمزة للتخفيف لكثرة الاستعمال.
وعلى هذا يكون قوله في السماوات متعلقاً بلفظ الجلالة، وفي الأرض معطوف عليه فهو متعلق به من حيث المعنى فيكون وهو الله أي هو المألوه في السماوات وفي الأرض.
وبعض العلماء قال: إنك تقف فتقول وهو في الله في السماوات ثم تستأنف فتقول وفي الأرض يعلم سركم وجهركم. فيكون قوله في الأرض متعلقاً بقوله: (( يعلم )) ويكون معنى الآية أن كون الله في السماوات لا يمنع من علمه سركم وجهركم في الأرض.