الكلام حول الخوف من المخلوق ومثاله وحكمه . حفظ
الشيخ : من ذلك أيضاً ما يفعله بعض الناس من خوف المخلوق الذي يمنعه عن فعل ما أمر الله به ورسوله أو عن ترك ما نهى الله عنه ورسوله يخافون الناس كما يخافون الله، تجد الرجل لا يتكلم بالحق مع تمكنه من الكلام منه خوفاً من المخلوق وهذا خلاف طريق المؤمنين، لأن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه: (( يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء )) قل كلمة الحق ولا تخف إلا الله عز وجل، فإن كلمة الحق لها تأثير بالغ على القلوب ولو على المدى البعيد، قد لا تنفع في الوقت الحاضر لكن يكون لها أثر، انظروا إلى قول موسى عليه الصلاة والسلام حين جمعت السحرة له، وألقوا حبالهم وعصيهم حتى أوجس في نفسه خيفة فقال الله تعالى: (( لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى )) قال موسى عليه الصلاة والسلام كلمة قال لهم: (( ويلكم لا تفتروا على الله كذباً فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى )) كلمة من رجل يتكلم مع عدوه ومع ذلك هل أثرت هذه الكلمة فيهم شيئاً؟ أجيبوا، ما الذي أثر؟
(( فتنازعوا أمرهم بينهم )) لما قال هذه الكلمة تنازعوا الأمر صار كل واحد يرى رأيا ومن المعلوم أن التنازع سبب للفشل كما قال تعالى: (( ولا تنازعوا فتنفشلوا وتذهب ريحكم )) هذه كلمة واحدة أثرت هذا التأثير الذي صارت بالنسبة له كقنبلة ألقيت بين أقوام مجتمعين.
ولكن هل كل كلمة حق تقال في كل موطن أو تقال في الموطن الذي يمكن أن تنفع فيه؟ الأول ولا الثاني؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني. يعني أنه لا ينبغي للإنسان أن يتهور فيقول الكلمة في موطن لا يزول بقوله أو لا تزول بقوله المفسدة بل ربما تحصل مفسدة أكبر.
أنت لا تدع قول الحق لكن انظر أين تضع هذا القول، قد تقوله في مكان يلومك عليه من يلومك، لكن قله في مكان يكون له أثر وهذا يختلف باختلاف الناس. لو أن صبيك فعل منكرا فقلت يا بني هذا منكر. إياك أن تفعله فإن فعلته سأفعل بك وأفعل، هذا مناسب وإلا غير مناسب؟
الطالب : مناسب.
الشيخ : مناسب لكن تقوله لرجل بالغ عاقل أجنبي منك ورأيته على هذا المنكر هل تقول مثل هذا القول له؟ لا ولكن تتكلم بالكلام المناسب وربما لا يكون الكلام مناسباً في هذا الكلام، ربما يكون مناسباً في مكان آخر، رأيت رجلاً مثلاً قد أسبل ثوبه وهو رجل شريف وجيه نافع للعباد في ماله وجاهه في مجمع رأيته مسبلاً في مجمع، هل من الحكمة أن تقول له في هذا المكان: يا فلان أنت فاعل كبيرة اتق الله ارفع ثوبك؟ أو غير مناسب. لا شك أنه غير مناسب لأن الرجل يرى لنفسه مقاماً ويرى لنفسه مرتبة إذن نزله منزلته، تكلم معه سرا ًوقل: يا أخي هذا حرام عليه وهذا من الكبائر و لا يحل لك أن تنزل ثوبك إلى أسفل من الكعبين.
(( فتنازعوا أمرهم بينهم )) لما قال هذه الكلمة تنازعوا الأمر صار كل واحد يرى رأيا ومن المعلوم أن التنازع سبب للفشل كما قال تعالى: (( ولا تنازعوا فتنفشلوا وتذهب ريحكم )) هذه كلمة واحدة أثرت هذا التأثير الذي صارت بالنسبة له كقنبلة ألقيت بين أقوام مجتمعين.
ولكن هل كل كلمة حق تقال في كل موطن أو تقال في الموطن الذي يمكن أن تنفع فيه؟ الأول ولا الثاني؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني. يعني أنه لا ينبغي للإنسان أن يتهور فيقول الكلمة في موطن لا يزول بقوله أو لا تزول بقوله المفسدة بل ربما تحصل مفسدة أكبر.
أنت لا تدع قول الحق لكن انظر أين تضع هذا القول، قد تقوله في مكان يلومك عليه من يلومك، لكن قله في مكان يكون له أثر وهذا يختلف باختلاف الناس. لو أن صبيك فعل منكرا فقلت يا بني هذا منكر. إياك أن تفعله فإن فعلته سأفعل بك وأفعل، هذا مناسب وإلا غير مناسب؟
الطالب : مناسب.
الشيخ : مناسب لكن تقوله لرجل بالغ عاقل أجنبي منك ورأيته على هذا المنكر هل تقول مثل هذا القول له؟ لا ولكن تتكلم بالكلام المناسب وربما لا يكون الكلام مناسباً في هذا الكلام، ربما يكون مناسباً في مكان آخر، رأيت رجلاً مثلاً قد أسبل ثوبه وهو رجل شريف وجيه نافع للعباد في ماله وجاهه في مجمع رأيته مسبلاً في مجمع، هل من الحكمة أن تقول له في هذا المكان: يا فلان أنت فاعل كبيرة اتق الله ارفع ثوبك؟ أو غير مناسب. لا شك أنه غير مناسب لأن الرجل يرى لنفسه مقاماً ويرى لنفسه مرتبة إذن نزله منزلته، تكلم معه سرا ًوقل: يا أخي هذا حرام عليه وهذا من الكبائر و لا يحل لك أن تنزل ثوبك إلى أسفل من الكعبين.