الجمع بين حديث :" من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه " وبين حديث :" ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكذب " .مع شرحه وذكر بعض مسائله حفظ
الشيخ : في هذا المكان أو في هذا الحال سيقول لك أنا أعلم بذلك منك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه ) وأنا لم أنزله عن الكعبين خيلاء، لكن هذا شيء أريده وهذه عادتنا نحن التجار الوجهاء الشرفاء عادتنا أن تكون ثيابنا طويلة وما دام الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ( من جر ثوبه خيلاء ) فيقيد بالخيلاء وأنا لم أفعل هذا خيلاء فأنا بريء من ذلك. إيش نقول؟
الطالب : يجادل
الشيخ : نعم ربما يجادل بذلك كما يجادل غيره. نقول: بارك الله فيك، كلام الرسول عليه الصلاة والسلام لا يتناقض كلام الرسول لا يتناقض ( من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه ). وفي حديث أبي ذر في صحيح مسلم: ( ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قال : من هم يا رسول الله خابوا وخسروا؟ قال : المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ).
هذا الوعيد هل هو الوعيد الذي قاله الرسول عليه الصلاة والسلام فيمن نزل ثوبه عن كعبه؟ ماهو الوعيد الذي ذكره الرسول فيمن نزل ثوبه عن كعبه؟ ( ما أسفل من الكعبين ففي النار ) هذه عقوبة جزئية في نفس المكان الذي حصلت فيه المخالفة فقط، لو أننا حملنا هذا على هذا لكان الكلام إيش؟ متناقضاً، لأن العقوبة في الأول فيمن جره خيلاء غير العقوبة فيمن نزل ثوبه عن كعبه بدون خيلاء ومعلوم أن كلام الرسول لا يتناقض فيكون من جر ثوبه خيلاء له حال وله وعيد خاص ومن نزل ثوبه عن كعبه له وعيد خاص.
-أفهمتم؟ طيب-
قد يقول لي قائل منكم: كيف يمكن العذاب بالنار على جزء من البدن؟ كيف يمكن هذا؟
نقول : هذا ممكن شرعاً وحساً.
أما شرعاً: فإن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ذات يوم أصحابه يتوضؤون ولكنهم لا يسبغون الوضوء في أرجلهم أعقابهم يعني العراقيب لا يمسها الماء من العجلة لأن صلاة العصر أرهقتهم وصاروا يتوضؤون على وجه العجل، فصاروا لا يسبغون الوضوء في أقدامهم. فماذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( ويل للأعقاب من النار ). إذن النار هنا تكون في كل البدن ولا في المكان الذي حصلت فيه ا المخالفة؟
الطالب : حصلت فيه المخالفة
الشيخ : يعني الثاني. طيب إذن يمكن أن يكون العذاب على جزء من البدن. وبهذا عرفنا أن الوعيد يختلف باختلاف المعصية وأن العقوبة كذلك تختلف باختلاف المعصية. من العبادة.
الطالب : ... .
الشيخ : ايش؟
الطالب : نعم أما حساً: فإنه يمكن أن تكوي الرجل دون بقية البدن ويكون الألم المباشر على الرجل وحدها وإن كان في هذا الحال يعني يتألم الجسد كله لكن الألم المباشر هو هذا.
طيب فتكملة للبحث لو قال قائل: هل يجوز لي أن يكون ثوبي في ما بين نصف الساق والكعب؟ فما الجواب؟
الجواب : نعم يجوز هذا وهو من فعل الصحابة رضي الله عنهم، لأن أبا بكر رضي الله عنه لما حدث النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ( من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه. قال : يارسول الله إن أحد شقي إزاري يسترخي عليّ إلا أن أتعاهده. قال : إنك لست ممن يصنع ذلك خيلاء ). فهذا يدل على إيش؟ على أن إزار أبي بكر رضي الله عنه ليس إلى نصف الساق بل هو أنزل من ذلك لأنه لو كان إلى نصف الساق ثم استرخى عليه حتى ينزل إلى الأرض لزم من ذلك إيش؟ أن تنكشف عورته من فوق. وهذا دليل واضح على أن الصحابة رضي الله عنهم تكون أزُرهم إلى أسفل من نصف الساق، فما بين نصف الساق والكعب فلا بأس به ولا ينكر على الإنسان ولا يقال إن إيمانه ضعيف.