ما واجب الإنسان اتجاه ما ينقل عن بعض العلماء من أشياء لم يقل بها غيرهم من أهل العلم . حفظ
الشيخ : ثم إنه ينقل عن بعض العلماء أشياء لم يقل بها العلماء أو أشياء قال بها العلماء لكن لهم وجهة نظر. فيأتي بعض الناس الذين لهم أغراض فاسدة أو عن حسن نية ويتكلم في العلماء من خلال ذلك والواجب إذا سمعت من عالم شيئاً تستنكره الواجب عليك أولاً أن تتصل بمن؟
الطالب : بالعالم.
الشيخ : بالعالم اتصل به لأنه ربما ينقل عنه شيء كذب، وربما يفهم الناقل عنه أنه قال كذا ولم يقله اتصل به، فإذا اتصلت به وأيد ما نقل عنه وكان هذا الأمر مشكلاً عليك فناقش العالم ناقش لكن لا تناقشه وكأنك مثله لا. ناقشه مناقشة احترام وأدب، لأنه هو أعلم منك له حق التقدير ناقش بأسلوب هادئ وقل مثلاً: أحسن الله إليك ألم يقل الله تعالى كذا وكذا، أحسن الله إليك ألم يقل الرسول عليه الصلاة والسلام كذا وكذا، فأنت إذا خاطبته بمثل هذا الخطاب اللين يلين لك لكن تأتي وشعرك منتفش وعينك محمرة نعم وأوداجك منتفخة ثم تقول كيف تقول: كذا وكذا وكذا هذا مخالف لقول الرسول، مهما كان سيكون في قلبه شيء لكن ائته بأسلوب ولباقة وحسن أدب حتى يلين لك.
إذن الواجب على من سمع عن أحد من العلماء شيئاً يستنكره من قول أو فعل الواجب إيش؟ أن يتصل به وأن يسأله وأن يناقشه لكن بهدوء وأدب والواجب على العالم أيضاً الواجب عليه أن يتلقى هذه المناقشة أن يتلقاها بصدر رحب، فإن هذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم حتى أن الرسول عليه الصلاة والسلام لما نهى الصحابة عن الوصال عن قرن يومين من الصيام بعضهما البعض قالوا : يا رسول الله إنك تواصل فناقشوه فقال: ( إني لست كهيئتكم ). وبيّن الفرق. فالإنسان العالم العاقل الذي يريد أن يتقبل الناس ما يصدر منه ينبغي له أن يكون واسع الصدر وأن يتلقى ما يلقى عليه من المناقشة بصدر رحب والحق لا يمكن أن يضيع يعني لو أنه قابل هؤلاء المناقشين له بعنف ضاع الحق لكن إذا قابلهم بأدب كما هم قابلوه بأدب حصل الخير الكثير.