معنى قوله تعالى "إن سعيكم لشتى ...". حفظ
الشيخ : (( إن سعيكم لشتى )) سعي السعي هنا بمعنى العمل لا بمعنى الجري بشدة. انتبه. وهو يطلق عن السعي تارة على الجري بشدة كقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تأتوا الصلاة وأنتم تسعون ) يعني ايش؟ تجرون بشدة تركضون. وتارة يراد بالسعي مطلق العمل. كقوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي إلى الصلاة من يوم الجمعة )) الأخ كمل قم
الطالب : (( فاسعوا إلى ذكر الله )).
الشيخ : ايش معنى اسعوا يعني اجروا بشدة؟ ايش معنى؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب يعني مطلق العمل امشوا إليها هذه الآية الكريمة في سورة الليل (( إن سعيكم لشتى )) ما المراد بها؟
الجري بشدة أو مطلق العمل؟ الثاني ولا الأول؟
الثاني.
سعي الناس متفرق لشتى أي لمتفرق. وصدق الله عز وجل. سعي الناس متفرق لا في الدين ولا في الدنيا.
في الدنيا هذا مزارع وهذا متاجر وهذا بناء وهذا حداد وهذا نجار مختلف لأن الناس لو كان سعيهم واحدا لا ايش؟ لتعطلت المصالح. لو قدرنا كل الناس بنائين من يصنع القدور والأواني؟
كلهم مزارعون من يأتي ببضائع للأسواق؟
كلهم تجار من يزرع؟
لكن من حكمة الله عز وجل أن جعل سعينا ايش؟ مختلفا. كل يسعى حسب ما يقدر له من أجل أن تعمر الدنيا.
كذلك أيضا في الدين وما أعظم التفرق في الدين وما أكثر التفرق في الدين!
رجل والعياذ بالله خلق للكفر والاستكبار والجحود. ورجل آخر آمن مؤمن لكنه يغلب عليه جانب العبادة مع الجهل وآخر مؤمن عابد يغلب عليه جانب العلم لكنه ليس الأول في العبادة والثاني جامع بين أمرين علم وعبادة.
رجل سيء الخلق. مستكبر فخور مختال. وآخر بالعكس، حسن الخلق متواضع للخلق متواضع للحق بشوش يبدأ بالسلام ويرد السلام بطلاقة وهلم جرا،.
رجل حريص على اتباع السنة، سنة من ؟ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لا يبيعها بأي ثمن. لا في العقيدة ولا في العمل ولا في الفعل. نعم. لا في العقيدة ولا في القول ولا في الفعل ولا في الترك.
متمشي مع هدي النبي صلى الله عليه وسلم عقيدة وقولا وفعلا وتركا.
وآخر بالعكس مبتدع يقول في دين الله ما ليس منه. يفعل ما لم يؤمر به. يترك ما أمر به. بينهم فرق عظيم وأعظم شيء في ذلك هو الانحراف في العقيدة الانحراف في العقيدة هذا أخطر ما يكون. ونضرب لكم مثلا فيما عليه كثير من المتكلمين حيث لا يقرون بصفات الله عز وجل في أكثرها. يقرون بصفات معدودة لا تبلغ عدد أصابع اليدين وينكرون الباقي. لكن إنكارهم أياه ليس إنكار تكذيب بل إنكار تأويل لأنه لو كان إنكار تكذيب لا ايش؟ لكفروا لكنه إنكار تأويل قد يعذرون فيه وقد لا يعذرون.
واضرب لكم مثلا يبين لكم الفرق بين إنكار التكذيب وإنكار التأويل : رجل قال : في تفسير الآية التي أشرنا إليها قبل قليل (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) قال : هي النظر إلى وجه الله. قال والمراد بالنظر إلى وجه الله النظر إلى ثواب الله أي إلى ما أعد الله في الجنة. أقر بالنظر إلى وجه الله ولا لا؟
الطالب : أول أول.
الشيخ : أقر. ما قال ليس فيه نظر. ولكنه أول تأويلا فاسدا. لأنه هناك فرقا بين أن نقول النظر إلى وجه الله والنظر إلى نعيم الله بينهما فرق عظيم. فالذي يقول أبدا لا ينظرون إلى وجه الله هذا ماذا نقول له؟ هذا كافر لأنه كذب والذي يقول لا ينظرون إلى وجه الله لكن المراد بذلك النظر إلى ثوابه هذا مؤول والمؤول له درجات: تارة يصل تأويله إلى ما لا يسوغ لغة ولا شرعا. وهذا في حكم التكذيب. وتارة يكون له وجه سائغ. إما في اللغة أو في نصوص أخرى تشتمل عليه وهذا يعطى الحكم اللائق به.
(( الرحمن على العرش استوى )) قال : استوى يعني استولى وآخر قال لا ما استوى على العرش. والثالث قال : استوى يعني علا على وجه يليق بجلاله وعظمته. كم قولا؟ ثلاثة. الذي قال لم يستوي على العرش هذا مكذب مكذب كافر. والذي يقول استوى على العرش لكن معناها استولى هذا مؤول.
والذي يقول استوى بمعنى علا على وجه يليق بجلاله وعظمته لا كيف ولا مثل هذا سلفي على مذهب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
إذ لم يقل أحد من الصحابة إن استوى بمعنى استولى أبدا بل يقولون استوى أي علا على عرشه على وجه يليق به لا نكيف ولا نمثل.
فصار السعي المراد بالآية ايش هو؟ (( إن سعيكم لشتى )) ايش؟ العمل. (( شتى )) يعني متفرق.
ما مطابقة القسم يعني المقسم به للمقسم عليه ؟
الطالب : أقسم الله بالزمان ... .
الشيخ : طيب. أحسنت المطابقة ظاهرة جدا أقسم الله بأشياء متضادة ليل نهار وذكر ايش؟ وأنثى. السعي أيضا متضاد إيمان وكفر ومعاصي واستقامة وهكذا.