تفسير قوله تعالى : ((شاهدا ومبشرا ونذيرا )). حفظ
الشيخ : (( يا أيها النبي إنا أرسلنا شاهدا ومبشرا ونذيرا )) شاهدا على الأمة بأنه بلغتها رسالة الله. (( مبشرا )) لمن ؟ (( وبشر المؤمنين )) في نفس الآية مبشرا للمؤمنين بما لهم من الثواب العاجل والآجل. (( ونذيرا )) لمن؟ للكافرين والمخالفين بالعقوبة العاجلة والآجلة.
فالنبي صلى الله عليه وسلم شاهد على أمته شاهد على من أطاع وعلى من عصى شاهد بأن الرسالة بلغتهم مبشرا لمن أطاع ومنذر لمن عصى.
فإن قال قائل : في حياته لا شك أنه شاهد لا شك أنه شاهد على أن الرسالة بلغت الأمة في حياته. فكيف يكون شاهدا على الأمة بأنه بلغها بعد مماته؟
نقول : يشهد لأن الله تعلى قال : (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) فما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في حياته من كتاب الله فلا بد أن يبلغ الأمة لأن الله تكفل بحفظه وهذا والحمد لله هو الواقع كتابنا الذي أنزله الله تعالى علينا لم يزل محفوظا منذ نزل إلى يومنا هذا أي خمسة عشر قرنا والكتب السابقة حرفت في أقل من ذلك.
كم بين عيسى ومحمد ؟ ستمائة سنة تقريبا ومع ذلك حرف الإنجيل وحرفت التوراة في أقل من هذه المدة التي مضت على هذا القرآن ولم يتجاسر أحد أن يحرفه أو يبدله. وإذا أراد أحد أن يحرفه قيض الله له من يكشف حقيقة أمره. ويبين عواره فيفتضح بين الأمة ويكون شاذا عن الأمة الإسلامية إذا حاول أن يخفي شيئا من كتاب الله أو أن يزيد شيئا في كتاب الله.
وهل الشهادة في تبليغ الرسالة خاصة بالرسول أو تكون له ولغيره؟
الطالب : له ولغيره.
الشيخ : من قالها؟ أقم الدليل على ما قلت وإلا فقد قلت بلا علم.
الطالب : لأن من علم بها لا بد أن يبلغها
الشيخ : يعني هل أحد من الناس غير الرسول يشهد على أن الرسول بلغ؟
الطالب : الأمة
الشيخ : كل الأمة.
الطالب : ... .
الشيخ : عندك دليل؟ ما عندك كيف تقف ما ليس لك به علم استرح.
الطالب : (( لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ))
الشيخ : أحسنت. (( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا )) ولكن من الشهداء حقيقة هم أولو العلم. (( لكن الله يشهد بما نزل إليك )) لا (( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولي العلم )) وهذه مزية عظيمة لأهل العلم أن يكونوا هم الشهداء مع الأنبياء والملائكة على توحيد الله عز وجل.