تفسير قوله تعا لى : (( ولا تطع الكافرين و المنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله و كفى بالله وكيلا )). حفظ
الشيخ : (( وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا ولا تطع الكافرين و المنافقين ودع أذاهم )) .
(( لا تطع الكافرين ولا تطع المنافقين )) والفرق بينهما أن الكافر يصرح بكفره والمنافق يخفي كفره من النافقاء وهي جحر اليربوع أتعرفون ما هو اليربوع؟ تعرفونه؟
اليربوع ذكي يحفر له جحرا في الأرض ويجعل له بابا مفتوحا منه يدخل ومنه يخرج ويجعل في أقصى الجحر بابا مغلقا بطبقة من الأرض يحفر حتى إذا لم يبقى على خروجه إلا قشرة رقيقة توقف ليش؟ من أجل إذا أتاه إنسان يريد إمساكه من باب الجحر وإذا الباب الآخر ايش؟ ليس فيه، جاهز، ما في إلا قشرة رقيقة يضربه برأسه ثم يخرج. فهذا هو النافقاء.
المنافق كذلك (( إذا لقوا الذين آمنوا )) ايش؟ قالوا (( آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم )) وهم في الحقيقة مع من؟ مع الشياطين مع شياطينهم.
قولهم آمنا يقولون آمنا وما هم بمؤمنين. يقول الله عز وجل : (( لا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم )). اترك أذيتهم فإن الله تعالى يتولى ذلك اصبر عليها والله تعالى يتولاهم وهذا من باب التهديد للكافرين والمنافقين الذين يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم (( توكل على الله )) أي اعتمد عليه في جلب المنافع ودفع المضار (( وكفى بالله وكيلا )).
تأملوا هذه الآيات بأكثر من هذه العجالة و تأملوا أيضا بقية كلام الله عز وجل تجد الخير الكثير في كلام الله عز وجل وتجد العجائب التي لا تنتهي ولا تنقضي ولهذا قالت الجن وهم أقل عقولا من الإنس قالوا : (( إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به )) هذا وهم الجن وهم أبلد من الإنس وأبعد من الصواب من الإنس ومع ذلك أقروا بأن القرآن عجب يهدي إلى الرشد وآمنوا به.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم تلاوته حق تلاوته وأن يرزقنا فهمه فقها وتطبيقه عملا إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.