شرح حديث : (( أنتم أعلم بأمور دنياكم )) .مع الرد على من حمله على محمل غير حسن . حفظ
الشيخ : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) هذا الحديث من الأحاديث المشتبهة عند بعض الناس حيث زعم أن هذا الحديث يدل على أن الدين الإسلامي لا يرتب أحوال الاقتصاد ولا يرتب ما يتعلق في الدنيا قال لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ). .
فقيل له : إن هذا في تأبير النخل فهم أعلم من الرسول صلى الله عليه وسلم بتأبيره لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس يعرف ذلك فقال لنا : بيننا وبينكم قاعدة أصولية فقهية وهي : أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
ولنفرض أن السبب هو تأبير النخل لكن العبرة بالعموم فماذا نقول له؟
نقول له : هذا العموم الذي ادعيته ليس مرادا والدليل على هذا أن القرآن الكريم نظم أمور الاقتصاد بل إن أطول آية في القرآن كلها تتعلق بايش ؟ بالدين والدين من ماذا؟ من الاقتصاد. والأحاديث كثيرة طافحة بذلك بأن هذا حلال وهذا حرام والربا يكون في كذا الربا يكون في كذا وكيفيته كذا وكذا.
والمراد بقوله صلى الله عليه وسلم : ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) المراد بذلك قطعا ما يتعلق بالحرفة والصنعة والعمل وما أشبه ذلك.
وأما ما يتعلق بالأحكام فأمره إلى من؟ إلى الله .
قال الله تعالى : (( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله )). وقال تعالى : (( إن الحكم إلا لله )). وقال تعالى : (( فإن تنازعتم في شيء فرده إلى الله وإلى الرسول )).
وأما الحرفة والصنائع فلا شك أن الناس أعلم ولهذا تجد الرجل الجاهل الذي لا يعلم من الدين شيئا يصنع أحسن ما يكون من المصانع والعالم الذي من أعلم ما يكون في شريعة الله لا يعرف أن يصنع هذا بل ولا يعرف أن يحركه. هذا الذي معنا الآن اسمه مسجل.
لو أردت من واحد من الطلبة الذي أمامي الآن أن يصنع بابه فقط يستطيع أو لا؟
ويأتي كافر لا يعرف الله ورسوله ويصنع هذا أو أحسن منه هذا معنى الحديث : ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ). في ما يتعلق بايش؟ بالحرف والصناعات وما أشبه ذلك.
أما الأحكام فإلى الله عزوجل سواء كانت في الأحكام الشرعية التعبدية أو في الأحكام التي تقع بين الناس من عقود وعهود وغيرها.
ومن أجل هذا الاشتباه يا إخواننا زعم بعض الناس أن الاقتصاد وإصلاحه وتنظيمه مقدم على ما تقتضيه الشريعة حتى أحل الربا وقال : إن الربا ينقسم إلى قسمين : قسم استغلالي وقسم استثماري.
فالاستغلالي حرام، والاستثماري حلال.
ما هو الاستغلالي ؟ قال : الاستغلالي هو الذي يظلم فيه المدين ويضاعف عليه الربا كما يصنع أهل الجاهلية إذا حل الدين على المدين قال له صاحب الدين : إما أن توفي وإما أن تربي.
فما معنى توفي أو تربي ؟ يعني إما أن تعطيني ديني وإما أن أضيف إليه شيئا آخر ونجعل المائة مائتين أو ما أشبه ذلك هذا هو الربا المحرم.
وأما الربا الاستثماري الذي ينتفع به الآخذ والمعطي فهذا حلال وليس حراما وهو الربا الذي لا يشتمل على الظلم وقال مثال ذلك البنوك القائمة رباها حلال لأنها ايش؟