تفسير قوله تعالى : (( لله ما في السموات و ما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ....." حفظ
الشيخ : أما ما أريد أن أتكلم عليه كما جرت العادة فهو ما قرأه إمامنا في صلاة الفريضة حيث تلا قول الله تعالى : (( لله ما في السماوات وما في الأرض )) إلى آخر السورة ولنتكلم عليها بإيجاز فقوله تعالى : (( لله ملك السماوات والأرض )) هذه جملة خبرية فيها ما يدل على الحصر وطريقه ؟ الأخ، قم .
أقول هذه الجملة فيها ما يفيد الحصر (( لله ملك السماوات والأرض )) (( لله ما في السماوات وما في الأرض )) فما طريقه ؟ اصبر يا أخي ايش طريقه؟ يعني تعرف ولا ما تعرف جزاك الله خيرا استرح جاره.
الطالب : ... .
الشيخ : لا. استرح.
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت استرح طريق الحصر في هذه الآية تقديم ما حقه التأخير لأن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر - انتبه - شقلت ؟
الطالب : تقديم الحصر .
الشيخ : استرح يا أخي تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر في هذه الآية (( لله ما في السماوات وما في الأرض )) قدمنا ما حقه التأخير وهو الخبر على ما حقه التقديم وهو المبتدأ.
(( لله ما في السماوات وما في الأرض )) وما هنا من صيغ العموم أي كل ما في السموات وما في الأرض فإنه لله لا يشاركه فيه أحد أبدا لا ملك مقرب ولا نبي مرسل واستمع إلى قول الله تعالى : (( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظهير وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) (( لا يملكون مثقال ذرة )) ملكا مستقلا، (( وما لهم فيهما من شرك )) ملك مشترك، (( وما له منهم من ظهير )) يعني لا أحد عاونه على خلق السماوات والأرض (( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له )) يعني لا أحد يشفع إلا بإذن الله.
وبهذه الأمور الأربعة المنفية انقطعت عرى المشركين الذين يدعون أن آلهتهم تشفع لهم عند الله.
وقوله : (( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحسابكم به الله )). يعني أن الإنسان إذا أضمر شيئا في نفسه فأبداه للناس يعني أظهره أو أخفاه فإن الله يحاسبه وإذا حاسبه فالنتيجة (( فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء)) .
وهذه الآية لما نزلت شقت على الصحابة لأن الإنسان يكون في نفوسه أشياء يستحق أن يعذب عليها ولكن أنزل الله عز وجل بعد ذلك (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )). فما لا يدخل في وسعك لا تحاسب عليه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ).
فلو حدثتك النفس، حدثتك بأشياء كفرية ولكنك لم تركن إلى هذا الحديث ورفضته فهل تحاسب عليه ؟
الجواب : لا، الشيطان يلقي في قلب الإنسان أشياء لو أنه ركن إليها لكان كافرا قد يلقي في قلبك وجود الله عز وجل ما هو الدليل على وجود الله مثلا، قد يلقي في قلبك أن القرآن ليس كلام الله، قد يلقي في قلبك أن الصلاة لا فائدة منها، قد يلقي في قلبك أنك طلقت زوجتك، إلى غير ذلك من الوساوس التي لا حصر لها.
فإذا لم تركن إليها فإنها في سبيل العفو معفو عنها لا تؤاخذ عليها ولا تحاسب عليها لأن الله قال : (( لا يكلف الله نفسا )) ايش ؟ (( إلا وسعها )). ولهذا يبتلى كثير من الناس بهذه الوساوس فتجد يأتي يسأل يقول إني فكرت أني طلقت زوجتي ماذا نقول له ؟ تطلق أو لا ؟ لا تطلق طيب.
قال إني تصورت أنني اخاصمها وأنازعها وأنها تقول لي فعلت كذا وأقول فعلت كذا وإنني غضبت فطلقتها تطلق ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ليش ؟ لأن هذا حديث نفس ماركن إليه الإنسان وإني أقول إراحة لهؤلاء الذين ابتلوا بالوسواس في باب الطلاق أقول إن الموسوس لا يقع له طلاق أبدا حتى لو قال امرأتي طالق، فإنه لا يقع طلاقه لأنه موسوس. بعض الناس إذا ابتلي بالوسواس وضاقت نفسه قال إذن أفتك من هذا الأمر، امرأتي طالق، نعم. هل تطلق ؟ لا. ليش ؟ لأن هذا طلاق في إغلاق وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا طلاق في إغلاق ).
سأل سائل: شخصا عنده شيء من العلم وقال إني شككت هل أحدثت أم لا ؟ وكان طاهرا لكن شك هل أحدث أم لا فقال له المفتي اضرط عشان ايش ؟ تتيقن أنك أحدثت. وهذه فتوى غلط الصواب أن نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أشكل عليك شيء هل خرج منك شيء أم لا ايش ؟ ( فلا تنصرف من الصلاة ) ولا تخرج من المسجد ( حتى تسمع صوتا أو تجد ريحا ).
وعلى هذا ففتوى هذا الرجل تعتبر فتوى غلط لأنه في الواقع لم يحل مشكلة إلا بما هو أشكل منها إذ أن الإنسان لا يريد أن يتوضأ وهو شاك في الحدث فكيف نقول انقض وضوءك ثم تطهر هذا غلط. وهذا مما يسوؤنا كثيرا أن يتقدم أحد بمثل هذه الفتاوي التي ليست مبنية على هدى من الله والأمر خطير الفتوى بلا علم وبرهان هي ممن افترى على كذبا أو هي من الافتراء على الله كذبا فعلى الإنسان أن يتأهب لمناقشة يوم القيامة أن يفتي بغير علم.
طيب إذن قوله : (( وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ )) هذا شيء ثقيل على النفوس ولكن الله خفف بماذا ؟ قم
الطالب : ... .
الشيخ : بقوله تعالى : (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )). فما لا يدخل في وسعك فإنك غير مكلف به.
أقول هذه الجملة فيها ما يفيد الحصر (( لله ملك السماوات والأرض )) (( لله ما في السماوات وما في الأرض )) فما طريقه ؟ اصبر يا أخي ايش طريقه؟ يعني تعرف ولا ما تعرف جزاك الله خيرا استرح جاره.
الطالب : ... .
الشيخ : لا. استرح.
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت استرح طريق الحصر في هذه الآية تقديم ما حقه التأخير لأن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر - انتبه - شقلت ؟
الطالب : تقديم الحصر .
الشيخ : استرح يا أخي تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر في هذه الآية (( لله ما في السماوات وما في الأرض )) قدمنا ما حقه التأخير وهو الخبر على ما حقه التقديم وهو المبتدأ.
(( لله ما في السماوات وما في الأرض )) وما هنا من صيغ العموم أي كل ما في السموات وما في الأرض فإنه لله لا يشاركه فيه أحد أبدا لا ملك مقرب ولا نبي مرسل واستمع إلى قول الله تعالى : (( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظهير وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) (( لا يملكون مثقال ذرة )) ملكا مستقلا، (( وما لهم فيهما من شرك )) ملك مشترك، (( وما له منهم من ظهير )) يعني لا أحد عاونه على خلق السماوات والأرض (( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له )) يعني لا أحد يشفع إلا بإذن الله.
وبهذه الأمور الأربعة المنفية انقطعت عرى المشركين الذين يدعون أن آلهتهم تشفع لهم عند الله.
وقوله : (( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحسابكم به الله )). يعني أن الإنسان إذا أضمر شيئا في نفسه فأبداه للناس يعني أظهره أو أخفاه فإن الله يحاسبه وإذا حاسبه فالنتيجة (( فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء)) .
وهذه الآية لما نزلت شقت على الصحابة لأن الإنسان يكون في نفوسه أشياء يستحق أن يعذب عليها ولكن أنزل الله عز وجل بعد ذلك (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )). فما لا يدخل في وسعك لا تحاسب عليه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ).
فلو حدثتك النفس، حدثتك بأشياء كفرية ولكنك لم تركن إلى هذا الحديث ورفضته فهل تحاسب عليه ؟
الجواب : لا، الشيطان يلقي في قلب الإنسان أشياء لو أنه ركن إليها لكان كافرا قد يلقي في قلبك وجود الله عز وجل ما هو الدليل على وجود الله مثلا، قد يلقي في قلبك أن القرآن ليس كلام الله، قد يلقي في قلبك أن الصلاة لا فائدة منها، قد يلقي في قلبك أنك طلقت زوجتك، إلى غير ذلك من الوساوس التي لا حصر لها.
فإذا لم تركن إليها فإنها في سبيل العفو معفو عنها لا تؤاخذ عليها ولا تحاسب عليها لأن الله قال : (( لا يكلف الله نفسا )) ايش ؟ (( إلا وسعها )). ولهذا يبتلى كثير من الناس بهذه الوساوس فتجد يأتي يسأل يقول إني فكرت أني طلقت زوجتي ماذا نقول له ؟ تطلق أو لا ؟ لا تطلق طيب.
قال إني تصورت أنني اخاصمها وأنازعها وأنها تقول لي فعلت كذا وأقول فعلت كذا وإنني غضبت فطلقتها تطلق ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ليش ؟ لأن هذا حديث نفس ماركن إليه الإنسان وإني أقول إراحة لهؤلاء الذين ابتلوا بالوسواس في باب الطلاق أقول إن الموسوس لا يقع له طلاق أبدا حتى لو قال امرأتي طالق، فإنه لا يقع طلاقه لأنه موسوس. بعض الناس إذا ابتلي بالوسواس وضاقت نفسه قال إذن أفتك من هذا الأمر، امرأتي طالق، نعم. هل تطلق ؟ لا. ليش ؟ لأن هذا طلاق في إغلاق وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا طلاق في إغلاق ).
سأل سائل: شخصا عنده شيء من العلم وقال إني شككت هل أحدثت أم لا ؟ وكان طاهرا لكن شك هل أحدث أم لا فقال له المفتي اضرط عشان ايش ؟ تتيقن أنك أحدثت. وهذه فتوى غلط الصواب أن نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أشكل عليك شيء هل خرج منك شيء أم لا ايش ؟ ( فلا تنصرف من الصلاة ) ولا تخرج من المسجد ( حتى تسمع صوتا أو تجد ريحا ).
وعلى هذا ففتوى هذا الرجل تعتبر فتوى غلط لأنه في الواقع لم يحل مشكلة إلا بما هو أشكل منها إذ أن الإنسان لا يريد أن يتوضأ وهو شاك في الحدث فكيف نقول انقض وضوءك ثم تطهر هذا غلط. وهذا مما يسوؤنا كثيرا أن يتقدم أحد بمثل هذه الفتاوي التي ليست مبنية على هدى من الله والأمر خطير الفتوى بلا علم وبرهان هي ممن افترى على كذبا أو هي من الافتراء على الله كذبا فعلى الإنسان أن يتأهب لمناقشة يوم القيامة أن يفتي بغير علم.
طيب إذن قوله : (( وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ )) هذا شيء ثقيل على النفوس ولكن الله خفف بماذا ؟ قم
الطالب : ... .
الشيخ : بقوله تعالى : (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )). فما لا يدخل في وسعك فإنك غير مكلف به.