ما واجب الأمة نحو علماءها ؟ حفظ
السائل : أثابكم الله فضيلة الشيخ هذا يقول : ما واجب الأمة نحو علمائها الذين يبذلون المهج والوقت في سبيل تحذير الأمة من مضلات الفتن وتبيين طريق النجاة الموصل لمرضاة الله عز وجل وتبليغ العلم للناس؟
الشيخ : نعم نعم الواجب على عامة الناس تجاه علمائهم الواجب عليهم توقيرهم واحترامهم والكف عن مساوئهم ونشر محاسنهم، لأن العلماء حملة الشرع وهداة الخلق. ولا يمكن للأمة أن تعيش إلا بالعلماء. فإذا لم يكن علماء ضاعت الأمة في دينها وإذا لم يكن أمراء ضاعت الأمة في دنياها وأمنها ولهذا يجب علينا أن نحترم علماءنا وأن نقدرهم قدرهم من غير غلو ولا تقصير ويجب علينا أيضا أن نجعل لأمرائنا كلمتهم وطاعتهم إلا في معصية الله، لأن الأمة إذا هبطت هبط ميزان العلماء عندها ضاع الشرع فإن ثقة الناس بالعالم ثقة بما يقول. وهبوط منزلة العالم هبوط لما ايش؟ لما يقول. وكذلك في الأمراء. احترام الناس لأوامر الأمراء حفاظ للأمن وعدم الفوضى وهبوط ثقة الناس بالأمراء تعني الفوضى والتمرد والمعصية ولست أريد بذلك أن تعتقدوا أن العلماء معصومون لا العلماء يخطئون ويصيبون لكن أيهما أقرب إلى الصواب العالم أو الجاهل؟ طيب العالم الذي عنده رسوخ في العلم أو طالب العلم؟ الأول. فإذا كان كذلك فيجب علينا أن نحترم علماءنا ولا سيما المشهود لهم بالخير والذين يحرصون على تبليغ الشرع للأمة فإن لهم حقا على الأمة. هم حملة الشرع هم دعاة الخير فيجب علينا أن نحترمهم. والأمراء كذلك يجب علينا أن نطيعهم في غير معصية الله حتى لو كانوا على جانب من المعاصي معاصيهم عليهم. ولهذا نقول: إن الأمير يطاع نعم إن الأمير يطاع وإن عصى الله ولا يطاع في معصية الله. صح؟ العبارة سليمة يا جماعة الأمير يطاع وإن عصى الله ولا يطاع في معصية الله. ولهذا لو أمرك الأمير بأمر في غير معصية قلت والله لا سمع ولا طاعة ليش يا ولد؟ قال لان ثوبك طويل وهذه معصية ولا أمتثل أمرك وأنت تعصي الله هذا حرام ما يجوز. امتثل أمره وإن عصى الله ما لم يأمرك بمعصية الله. ولهذا كان الخلفاء من بعد الخلفاء الراشدين كثير منهم يحملون المعاصي ويرى العلماء أن طاعتهم واجبة ما لم يأمروا بالمعصية فإذا أمروا بالمعصية فإنه لا يجوز لأحد أن يوافقهم إطلاقا أبدا وكيف أعصي ملكا من ملوك الدنيا وكيف نعم وكيف أطيع ملكا من ملوك الدنيا وأعصي ملك الدنيا والآخرة الذي هو ملك علي وعليه؟ فلا يجوز أن نطيع ولاة الأمور في معصية الله إطلاقا لكن يجب أن نطيعهم وإن عصوا الله. والفرق بين العبارتين ظاهر. فأقول : إن الواجب علينا أن نحترم العلماء وأن نحترم الأمراء وأن نعامل كل واحد منهم بما تقتضيه الشريعة وإلا لضاع الأمن وضاعت الثقة بالشريعة.
ويجب أن نعلم أيضا أن الغيبة من كبائر الذنوب وهي في الأمراء والعلماء أشد وأشد لما يترتب عليها من المفاسد العظيمة التي لا يعرف مداها إلا الله عز وجل.