بيان معتقد أهل السنة والجماعة في رؤية الله تعالى يوم القيامة مع ذكر الأدلة على ذلك . حفظ
الشيخ : نريد أن نتكلم عن : هل الله عز وجل يرى يوم القيامة أو لا يرى ؟
وهذه المسألة مهمة أثبتها أهل السنة والجماعة المتبعون لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولخلفائه الراشدين ولأئمة الهدى من بعدهم أثبتوها لأن القرآن دل عليها والسنة المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة الصريحة دلت عليها هذان دليلان والدليل الثالث إجماع الصحابة على ثبوتها أي ثبوت رؤية الله عز وجل هكذا أقول ولكل إنسان منكم أن يقول ما الدليل على ما تقول أليس كذلك كل إنسان يحكم بشيء فلكل إنسان أن يقول له ما دليلك لأنه لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال ما شاؤوا ولابد من الدليل أنا قلت لكم الآن إن رؤية الله في الآخرة دل عليها القرآن والسنة وإيش وإجماع الصحابة رضي الله عنهم أسأل الله ألا يحرمني وإياكم رؤيته طيب ما هو الدليل من القرآن أنا أجيب ؟
الدليل من القرآن عدة آيات من أصرحها قوله تبارك وتعالى (( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )) وجوه يومئذ ناضرة، ناضرة يعني حسنة بهية تتلألأ نورا (( إلى ربها ناظرة )) تأمل يا أخي الأسلوب القرآني إلى ربها ولم يقل إلى الله لأن هذه ربوبية خاصة أوصلهم الله بها إلى هذا المقام العظيم وهذه المنزلة العالية وهي أنهم ينظرون إلى من إلى الله عز وجل إلى ربها الذي وفقها حتى وصلت إلى هذه المنزلة ناظرة ولهذا سأسأل الآن ما الفرق بني ناضرة وبين ناظرة من حيث الرسم تفضل .
الطالب : ... .
الشيخ : يقول الأولى بدون إشالة والثانية بإشالة ولكن ما معنى إشالة وغير إشالة ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لماذا لا تقول الأولى كالصاد والثانية كالطاء نعم عشان الناس يعرفون الصاد معروف والطاء معروف طيب . الأولى بدون ألف يسمونها أخت الصاد أي مشبتهتها والثانية بألف ويسمونها أخت الطاء أي بألف أي تشبهها والفرق بينهما واضح من حيث المعنى الأولى (( وجوه يومئذ ناضرة )) معناها إيش ؟ أي بهية وجميلة تتلألأ نورا أسأل الله أن يجعل وجوهنا جميعا على هذا (( إلى ربها ناظرة )) تنظر إلى الله عز وجل وتأمل قوله إلى ربها ناظرة ولم يذكر أنها تنظر النعيم الذي أعد لها في الجنة هي تنظر النعيم العظيم في الجنة الذي قال الله عنه (( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون )) وقال في الحديث القدسي ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) بل قال إلى ربها والعارفون منكم بالبلاغة واللغة يقولون إن هذه الجملة تفيد الحصر لأنه قال إلى ربها فقدم المعمول وتقديم المعمول يدل على الحصر لماذا لأن أعظم شيء تنظر إليه هو النظر إلى الله عز وجل فكأنها لا تريد سواه كأن نظرها محصور في هذا الرب عز وجل أسأل الله ألا يحرمني وإياكم من ذلك (( إلى ربها ناظرة )) مع أنها تنظر إلى كل النعيم لكن هذا نظر خاص ولهذا لا يجد أهل الجنة شيئا ألذ عندهم ولا أنعم من النظر إلى وجه الله تعالى هذه الآية صريحة فإذا قال محرف من المحرفين (( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )) أي إلى ثواب ربها منتظرة قلنا هذا تحريف فالقرآن لا يدل على هذا أتريد أن تحرف كلام الله على ما تعتقده أنت وتلوي أعناق النصوص إلى ما تريد كلا الآية صريحة الآية الثانية قول الله تبارك وتعالى في الفجار (( كلا إنهم عن ربهم يومئذ )) كمل يا أصغر القوم كمل (( كلا إنهم عن ربهم يومئذ )) ؟ في المطففين يالله ما في شيء استرح تفضل .
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت تمام هذا في الفجار (( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )) لو كان الناس كلهم محجوبين عن الله هل يكون لتخصيص الفجار بالحجاب أو بالانحجاب عنه هل يكون لهم فائدة لا ولهذا قال الإمام الشافعي رحمه الله : " ما حجب هؤلاء عند السخط إلا ليراه الأبرار عند الرضا ". وهذا دليل واضح وفيما سمعنا من التلاوة الليلة دليل على رؤية الله .