يوجد في مسجد في إحدى القرى تحيط به المقبرة من جميع الجهات والطريق المؤدية إلى المسجد بين تلك المقابر فما حكم الصلاة في ذلك المسجد ؟. حفظ
السائل : أثابكم الله يقول السائل يوجد في مسجد .
الشيخ : إيش إيش ؟
السائل : يوجد في مسجد في إحدى القرى تحيط به المقبرة من جميع الجهات والطريق المؤدية إلى المسجد من بين تلك المقابر فما حكم الصلاة في ذلك المسجد ؟
الشيخ : الواجب أن ينقل المسجد عن هذا المكان الواجب أن ينقل المسجد عن هذا المكان لأن الناس سيتخطون القبور وربما يمتهونونها ولكن لو فرض أن القبر في وسط المسجد فهل تصح الصلاة في هذا المسجد أو لا ؟
الجواب فيه تفصيل : إن كان القبر قبل المسجد فلا تصح يعني أن المسجد بني على القبر فالصلاة غير صحيحة والواجب هدم المسجد ونقله إلى مكان آخر . وإن كان المسجد سابقا على القبر بمعنى أن الذي بنى المسجد قال لأهله ادفنوني في مسجدي فهنا يجب أن ينبش القبر أولا، لا يجوز تنفيذ الوصية ويدفن الرجل مع الناس، والثاني لو فرض أنهم لا يدرون ودفنوا صاحب المسجد في مسجده فالواجب نبشه ولو بعد حين وإزالة أثر القبر ويدفن ما بقي من عظامه مع الناس وحينئذ تصح الصلاة .
فإن قال قائل أليس قبر النبي صلى الله عليه وسلم في وسط المسجد النبوي فإننا نقول لا ليس في وسط المسجد النبوي قبر النبي صلى الله عليه وسلم في بيته وكان بيته حين دفن الرسول عليه الصلاة والسلام فيه خارج المسجد كل يعرف ذلك فالمسجد لم يبن على القبر والقبر لم يدفن في المسجد لأن النبي صلى الله عليه وسلم دفن في بيته خارج المسجد ولما اضطر الناس إلى توسعة المسجد رأوا أن يدخلوا بيوت زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام في المسجد ومن بينها بيت عائشة فدخل البيت الذي فيه النبي صلى الله عليه وسلم دخل في المسجد وبقي مقصورة منفرد ليس داخل المسجد وليس المسجد مبنيا عليه فلا شبهة حينئذ لا شبهة في ذلك ولا يمكن أن يدلي أحد بهذه الشبهة إلا كالذين يتبعون ما تشابه منه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فإن هؤلاء هم الذين سمى الله فاحذروهم ) ماذا سماهم الله في قلوبهم زيغ (( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه )) القبوريون يلبسون على الناس في قضية قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه والحمد لله ليس فيه تلبيس الأمر واضح كيف الجواب كيف الجواب يا ناس المسجد لم يبن على القبر القبر لم يدفن الرسول في المسجد وإنما دفن في بيته وبيته خارج المسجد فزال هذا التلبيس وصار هذا من باب اتباع المتشابه .
بقي أن يقال لماذا أدخل القبر في المسجد ؟ قلت لكم الجواب عن هذا : أن الذين وسعوا المسجد أرادوا أن يدخلوا بيوت النبي عليه الصلاة والسلام في المسجد وبيوته كلها ليس فيها قبر ليس فيها قبر إلا بيت عائشة فاضطر أن يبقى البيت مع بقية البيوت يدخل في المسجد ولكنهم مع ذلك أبقوه منفردا بحجرة منفردة واعلم أن الزيادة في المسجد النبوي التي أدت إلى إدخال بيوت زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام لم تكن في عهد جمهور الصحابة ما كانت إلا في عام تسع وتسعين من الهجرة يعني بعد موت أكثر الصحابة وعارض فيها من عارض أيضا فيه بعض التابعين عارضوا عن إدخال بيوت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد وقالوا نود أن تبقى البيوت حتى يعرف الناس كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم زاهدا في الدنيا وأن بيوته على هذا الشكل ولكن الذي أراده الله هو الخير أن تهدم البيوت وتدخل في المسجد ولعل ذلك فيه خير للرسول عليه الصلاة والسلام ولزوجاته أن تكون محل بيوتهم إيش محل عبادة وصلاة تابعة للمسجد النبوي فهذا هو الجواب عن هذا الإشكال الذي يورده القبوريون الذين يريدون أن يبنوا المساجد التي هي محل التوحيد وعبادة الله على القبور حتى تكون محل شرك وأوثان وإني أقول لكم كل مسجد بني على قبر لا تصلوا فيه فالصلاة فيه باطلة لأنه مسجد حرام أسس على غير تقوى وقد قال الله تعالى في مسجد الضرار (( لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى أحق أن تقوم فيه )) فيه والحمد لله مساجد أخرى ما بنيت على القبور فإياكم وأن تصلوا في مساجد بنيت على القبور فتقع صلاتكم باطلة غير مقبولة عند الله .
أما إذا دفن الإنسان في المسجد بعد أن قام المسجد فما الواجب نبشه وإخراجه من المسجد لأن المساجد لله ويدفن مع الناس حتى لو لم يبقى منه إلا الرميم ينقل ويدفن مع الناس ويطم القبر تماما ويسوى بأرض المسجد نعم .