مسألة وهي أنه لا جمع بين الجمعة والعصر . حفظ
الشيخ : وأحب أيضا أن أتكلم عن مسألة ربما تقع لبعض الناس الذين يسافرون بعد صلاة الجمعة حيث إن بعض الناس إذا صلى الجمعة وهو يريد أن يسافر جمع إليها العصر يظن أن الجمع بين الجمعة والعصر جائز، يظن أن جمع العصر إلى الجمعة جائز وليس كذلك جمع العصر إلى الجمعة لا يجوز ومن جمع العصر إلى الجمعة فقد صلاها قبل وقتها ولا يجوز أن تقدم الصلاة قبل وقتها إلا بدليل شرعي ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه جمع العصر إلى الجمعة والعبادات مبنية على إيش على التوقيف والدليل فإذا لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام في حديث ضعيف ولا صحيح أنه جمع العصر إلى الجمعة فليس لنا أن نجمع العصر إلى الجمعة لأننا لو فعلنا لصلينا العصر قبل وقتها والصلاة قبل وقتها باطلة .
فإن قال قائل : أقيس الجمعة على الظهر وأقول تجمع العصر إلى الجمعة كما تجمع إلى إلى الظهر لحديث عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال ( جمع النبي صلى الله عليه وسلم ) ـ انتبه يا أخي ... أنت تدير بصرك يمينا وشمالا ضايع شيء أنت ـ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال ( جمع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر قالوا ما أراد إلى ذلك قال أراد ألا يحرج أمته ) أي ألا يلحقها الحرج في عدم الجمع فيقول إذا كان الرسول يجمع بين العصر والظهر فلنجمع بين العصر والجمعة نقول هذا قياس غير صحيح لأن الجمعة تخالف صلاة العصر في أكثر من ثلاثين حكما وإذا كانت تخالفها في أكثر من ثلاثين حكما فكيف تلحق بها إذا أردنا القياس فهو إلحاق فرع بأصل في حكم لإيش لعلة جامعة ولابد من التساوي بين المقيس والمقيس عليه الجمعة من شرطها الجماعة أو لا ؟ أجيبوا يا جماعة نعم الجمعة من شرطها الوقت أو لا ؟ والظهر من شرطها الجماعة ؟ لا تصح من المنفرد من شرطها الوقت لا ليس من شرطها الوقت يا جماعة إذا أخطأت فقوموني جزاكم الله خير الجمعة من شرطها الوقت الظهر ليس من شرطها الوقت غلط ولا صحيح لا هو صحيح غير الجمعة من شرطها دخول الوقت وإذا نام الإنسان أو نسيها يصليها متى بعد الوقت إذا نام ولم يستيقظ إلا بعد الوقت يصلي بعد الوقت لكن الجمعة إذا خرج وقتها لا يصليها جمعة يصليها ظهرا إذا الجمعة من شرطها الوقت والظهر ليس من شرطها الوقت ولكن الظهر من شرطها إيش دخول الوقت والفرق بين العبارتين واضح الجمعة لا تصح إلا في القرى والمدن ولا تصح في السفر لو أن قوما مسافرين أرادوا أن يجمعوا ما صح ذلك حتى لو خطبوا وصلوا ما تصح والظهر تصح في السفر أو لا تصح تصح طيب الجمعة ركعتان في الحضر وفي السفر لا تقام والظهر كم في الحضر أربعة ركعات الجمعة تقرأ القراءة بها جهر والظهر سر الجمعة لا تقام في أكثر من موضع من البلد إلا لحاجة والظهر تقام في كل مسجد حي والفروق أكثر من ثلاثين فرقا وإذا كان كذلك لم يصح القياس فلدينا الآن دليل سمعي شرعي وهو أن العبادات مبنية إيش على التوقيف يعني على ما ورد عن الشرع ولم يرد عن الشرع الجمع بين العصر والجمعة ثانيا أنه لا قياس بين الظهر والجمعة لوجود الفوارق الكثيرة وأقول لكم أليس يمر على النبي صلى الله عليه وسلم جمعة فيها مطر أجيبوا بلى يمر فالرجل الذي دخل يوم الجمعة وقال يا رسول الله اسأل الله أن يغيثنا أمطرت السماء إلى الجمعة الثانية ولم يجمع الرسول إليها العصر مع أنه يجمع بين الظهر والعصر في المطر فعلى كل حال أحببت التنبيه على ذلك لأن السؤال عنها كثير والإشكال فيها عند بعض الناس أيضا كثير ولكن الحمد لله إذا تبين الإنسان الأدلة وتأملها وجد أن من جمع العصر إلى الجمعة فقد صلى العصر قبل وقتها بغير إذن من الشرع ويجب عليه أن يعيدها إذا كان قد فعل .