النهي عن التنطع والتعمق في الدين . حفظ
الشيخ : بل قال عليه الصلاة والسلام ( هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون ) ثلاثا والجملة هنا خبرية أو دعائية ؟
الطالب : خبرية .
الشيخ : هاه نعم أحسنت جملة دعائية يعني أنه دعا على المتنطعين بالهلاك ويحتمل أن تكون جملة خبرية أي أن الرسول أثبت بأن المتنطعين المتعمقين في دينهم هالكون ولهذا مثال آخر واصل الصحابة رضي الله عنهم في الصيام أتعرف الوصال ؟
الطالب : الوصال .
الشيخ : إيه نعم .
الطالب : اذكره .
الشيخ : هيا قم ؟
الطالب : الوصال ...
الشيخ : أن يصوم يومين ولا يفطر بينهما تمام هذا هو واصل الصحابة رضي الله عنهم فنهاهم الرسول عليه الصلاة والسلام عن الوصال وقال ما بال هؤلاء المتعمقين مع أنهم إنما واصلوا يرجون إيش
الطالب : ... .
الشيخ : لا يرجون كثرة الثواب لكن الرسول سماهم متعمقين وأنكر عليهم حتى إنه لما رآهم رضي الله عنهم مستمرين في الوصال ظنوا أن الرسول عليه الصلاة والسلام إنما نهى عنه رأفة بهم وهم قادرون على الوصال تركهم فواصل بهم حتى رؤي هلال شوال يوما ويوما ويوما حتى رؤي الهلال ثم قال ( لو تأخر الهلال لزدتكم ) كالمنكل لهم عليه الصلاة والسلام لكنهم أوردوا عليه قالوا يا رسول الله إنك تواصل فكيف لا تسمح لنا أن نواصل قال ( إني لست كهيئتكم إني أطعم وأسقى ) يطعم إيش يطعم خبزا ويسقى ماء لو كان كذلك ما كان وصال لكن لقوة تعلقه بربه عز وجل وانشغاله بذكره استغنى بذلك عن الطعام والشراب هذا معنى قوله أطعم وأسقى وكلكم يعلم أن الإنسان إذا تعلق قلبه بالشيء تعلقا كبيرا ينسى الأكل والشرب أليس كذلك يخرج مع صاحبه يتحدثان ويعني محادثة ودية تامة فينسى وقت الغداء وقت العشاء لقوة تعلق قلبه بهذا ولهذا قال الشاعر :
" لها أحاديث من ذكراك تشغلها *** عن الشراب وتلهيها عن الزاد "
يعني تنسى الأكل والشرب إذا تحدثت بك فالنبي صلى الله عليه وسلم له صفة خاصة بالنسبة للوصال ونحن لنا صفة خاصة .