ما هو الواجب على الإنسان إذا أصابته مصيبة وهل يلزمه الرضا على المقدور في كل حال أم لا وهل يلزمه الصبر أيضا في كل حال نرجو التوضيح ؟. حفظ
السائل : أثابكم الله يقول السائل ما هو الواجب على الإنسان إذا أصابته مصيبة وهل يلزمه الرضا على المقدور في كل حال أم لا ؟
الشيخ : أعد أعد
السائل : ما هو الواجب على الإنسان إذا أصابته مصيبة وهل يلزمه الرضا على المقدور في كل حال أم لا وهل يلزمه الصبر أيضا في كل حال نرجو التوضيح ؟
الشيخ : الإنسان أمام المصيبة له أربع مقامات أربعة مقامات :
المقام الأول : السخط .
والمقام الثاني : الصبر .
والمقام الثالث : الرضا .
والمقام الرابع : الشكر .
كل إنسان يصاب بمصيبة فإنه لا يخلو من واحد من هذه المقامات الأربعة .
الطالب : ... .
الشيخ : تمام أما السخط فإنه حرام أن يتسخط الإنسان من المصيبة التي أصابته لأن تسخطه منها يعني أنه لم يرض بالله ربا وعلامة السخط أن يدعو بالويل والثبور فيقول يا ويلاه وا ثبوراه أو أن يشق الجيب أو أن يخمش الوجه أو ينتف الشعر أو يكسر الأواني أو ما أشبه ذلك فهذا حرام .
الثاني : الصبر وهو واجب لقول الله تعالى (( واصبروا إن الله مع الصابرين )) ولأن ضد الصبر السخط فيجب أن يصبر على المصيبة التي أصابته وإن كره في قلبه قد يكون في قلبه كارها لها يود أنها لم تقع لكنه صابر محتسب لا يقول قولا يغضب الله ولا يفعل فعلا يغضب الله .
الثالث : الرضا وهو مستحب وليس بواجب والرضا معناه أن الإنسان يرضى بالمقدور وكأنه لم يقع فالفرق بينه وبين الصبر أن الصابر كاره لما حصل من المصيبة لكنه صابر نفسه عما يسخط الله أما الراضي فهو لم يبالِ يقول هذا بقضاء الله والله سبحانه وتعالى له الحكم وأنا راضي ولا يقع في قلبه كراهة لما حصل .
الرابع : الشكر أن يشكر الله سبحانه وتعالى على ما حصل له من المصيبة ولكن قد يقول قائل كيف يشكر الإنسان ربه على المصيبة ؟
والجواب عن هذا : أن نقول يمكن أن يشكر الله على المصيبة إذا قارنها بما هو أعظم منها فيقول أشكر الله أن لم تكن مصيبتي مثل مصيبة فلان وأعظم المصائب مصائب الدين نسأل الله العافية ولهذا من دعاء المسلمين في القنوت ( ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ) فإذا أصيب الإنسان مثلا بموت ابنه فهذه مصيبة يمكن أن يشكر الله عليها من أي وجه من جهة أن من الناس من أصيب بموت أكثر من ابن واحد وقد يشكر الله عليها من جهة أخرى وهي أن هذه المصيبة تكون سببا لتكفير السيئات ورفعة الدرجات ومعلوم أن تكفير السيئات ورفعة الدرجات من أعظم ما يتمناه الإنسان وحينئذ يشكر الله سبحانه وتعالى على هذه المصيبة فالمقامات إذا أربعة الأول السخط وهو محرم بل من كبائر الذنوب والثاني الصبر وهو واجب والثالث الرضا وهو مستحب والرابع الشكر وهو كذلك مستحب لكنه أعلى مقاما من مقام الرضا . نعم