تفسير قوله تعالى :" الرحمن على العرش استوى " . وذكر مسائل تتعلق بالإستواء . حفظ
الشيخ : (( الرحمن )) يعني هو الرحمن الذي أنزل هذا القرآن وفي هذا إشارة إلى أن الله أنزل هذا القرآن رحمة بالعالمين وهو كذلك فالله في إنزاله القرآن رحمنا أعظم رحمة نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن اهتدى به (( الرحمن على العرش استوى )) العرش : هو المخلوق العظيم الذي وسع السماوات والكرسي والأراضين وكل شيء لأنه إذا كان الكرسي وهو كما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه موضع القدمين قدمي الرب عز وجل وأقدامه تعالى لا تشبه أقدام المخلوقين فالعرش أعظم وأعظم ولهذا جاء في الحديث ( ما السماوات السبع والأراضون السبع في الكرسي إلا ) قم ( إلا كحلقة ألقيت في فلاة ) استرح ( وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة ) الله أكبر سعة ما يتصورها الإنسان اجعل حلقة مغفر وهي صغيرة جدا في أرض فلاة واسعة وش تشغل من الأرض أجيبوا يا جماعة ولا شيء هذا بالنسبة للكرسي وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة الله أكبر سبحان الخلاق العليم الرحمن على العرش على هذا المخلوق العظيم استوى يعني علا علا عليه وهنا سؤال هل علينا أن نسأل مم خلق العرش ؟ هل لنا أن نسأل مم خلق ؟ انتبه أيها النحوي أنا قلت بالأول هل علينا وقلت بالثانية هل لنا هل بينهما فرق ؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم تفضل .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : أو يجوز لنا بارك الله فيك أحسنت إذا قلنا هل علينا يعني هل يجب علينا أن نسأل عن هذا العرش من أي شيء هو من ذهب من فضة من لؤلؤ من زبرجد ؟ لا ليس علينا ذلك . هل لنا أن نسأل هل يجوز أن نسأل ؟ لا ما نسأل سبحان الله ليش ما نسأل لسببين : السبب الأول : أن من هم خير منا وأشد حرصا منا على العلم وهم الصحابة لم يسألوا من النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وهم والله خير منا وأشد منا حرصا على العلم ومع ذلك ما قالوا يا رسول الله وش هذا العرش من أين هو .
ثانيا : أن هذا من أمور الغيب وأدب المؤمن في أمور الغيب أن يؤمن بها بلا سؤال عن الكيفية لأن هذه أمور غيبية ولو كان لنا خير في بيان كيفيتها لبينها الله لنا فصار السؤال عنه إيش غير محمود وليس لنا الحق أن نسأل لسببين ؟
الطالب : ... .
الشيخ : تمام زين أول لأن الصحابة ما سألوا وهم أشد منا حرصا على العلم وثانيا أن هذا من أمور الغيب التي يجب علينا أن نؤمن بها كما جاءت دون أن نسأل فإن السؤال من التنطع وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( هلك المتنطعون ) .