ذكر حكم السلام على الفاسق وبيان حالات هجر المخالف . حفظ
الشيخ : ثانيا : لقيت رجلا عاصيا معلنا لمعصيته بيده سيجارة يشرب، أتسلم عليه أم لا؟
نعم تسلم عليه، سلم عليه، لأنه مسلم، فإن المعاصي لا تخرج من الإيمان، وإذا كان كذلك فسلم عليه، قل: السلام عليك، لكن هل تسلم عليه وتدعه أو تسلم عليه وتلين له القول وتقول يا أخي هذا لا يجوز هذا محرم، لأن الدخان مضر بالبدن، مضيع للمال، مثقل للعبادة على شاربه، أيهما؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني، وش هو؟ ويش الأول؟ ويش الأول حتى تقول الثاني؟ - ترى هذه وديعة حطو هناك. ضعه هناك -.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم، نعم أحسنت، الأول تسلم وتتركه، الثاني تسلم وتنصحه.
هناك قسم ثالث تمر وتهجره، لا تسلم عليه، يذهب إلى هذا الفعل كثير من أهل الغيرة، ويقول: كيف أسلم على رجل بيده سيجارة؟ لا كرامة له ولا سلام له.
وهذا غلط، هل أنت إذا هجرت يخجل ويعرف أنه أخطأ فيرجع إلى صوابه؟ أجيبوا. لا بل إنه لا يزداد إلا استكبارا وازدراء لك وعداوة لك، ولا يفيد.
ولذلك كان القول الراجح في هجر أهل المعاصي القول الراجح في هجر أهل المعاصي أنك لا تهجرهم إلا إذا كان الهجر، أتم؟ مفيدا، يعني يأتي بنتيجة طيبة، فحينئذ اهجره من أجل النتيجة.
فإن قال قائل : أليس النبي صلى الله عليه وسلم هجر هو وأصحابه الثلاثة الذين خلفوا حين تخلفوا عن غزوة تبوك؟
فالجواب : بلى، لكن هذا الهجر هل حصل منه نتيجة طيبة؟ نعم، ما في شك، حصل نتيجة طيبة، ندم هؤلاء أشد الندم، وعتبوا على أنفسهم، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وأيقنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه لأن ظنوا أن لا ملجأ بمعنى أيقنوا كقوله تعالى : (( الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم )) أي يوقنون، والظن يأتي بمعنى اليقين في مواضع كثيرة، طيب.
نفع، وندموا أشد الندم، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، ولم يزدهم هذا الهجر إلا ذلا لله عز وجل وطاعة لله ورسوله، ألم تعلموا أن كعب بن مالك رضي الله عنه وهو أشب القوم الثلاثة جاءه كتاب من ملك غسان، كتاب من ملك غسان، يقول: بلغنا أن صاحبك قد قلاك، يعني أبغضك وأبعدك، فالحق بنا نواسك، شوف الفتنة، يعني تعال يمنا نجعلك مثلنا ملوكا، فماذا صنع؟ رأى رضي الله عنه أن هذا من المحنة ومن الفتنة، ذهب بالكتاب وسجّر به التنور، يعني: أحرقه، ولم يقتصر على إلقائه في الأرض أحرقه، لئلا ترجع نفسه فتحدثه بالإجابة لهذا الدعاء أو لهذه الدعوة.
إذن هجر هؤلاء لم يزدهم إلا ذلا لله وتعبدا له وندما على ما مضى، فصار هناك نتيجة.
الخلاصة: هل يهجر أهل المعاصي فلا يسلم عليهم؟ أجب؟
الطالب : نعم.
الشيخ : غلط.
الطالب : لا يهجرون.
الشيخ : لا يهجرون؟ خطأ.
تفضل. اصبر.
الطالب : يهجرون إذا الهجر فيه فائدة وإذا كان ما في فائدة لا يهجرون.
الشيخ : زين طيب، إذن فيه تفصيل، إن كان في هجرهم فائدة هجرناهم، وإلا فلا.