من خصائص العشر الأواخر من رمضان : أن فيها ليلة القدر . حفظ
الشيخ : وفي هذه العشر الأواخر ليلة القدر التي عظم الله شأنها، وأنزل فيها سورة كاملة يقرؤها لنا أصغر القوم.
اقرأ (( إنا أنزلناه في ليلة القدر ))، تعرفها؟
الطالب : ... .
الشيخ : ما تعرفها.
نعم تعرفها ؟ يلا اقرأها.
أعوذ بالله، طيب استرح بارك الله فيك.
قال الله تعالى : (( إنا أنزلناه )) أي: القرآن، (( في ليلة القدر )) وليلة القدر في رمضان لقول الله تعالى : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ))، فإذا ضممت آية البقرة إلى هذه السورة تبين لك أن ليلة القدر في رمضان، ولكنها تعينت في الأخير في العشر الأواخر منه، وفي الأوتار آكد من الأشفاع، لكن تحتمل في هذا وهذا، لكنها في الأوتار آكد، عد الأوتار؟ أنت؟
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت تمام هذه هي الأوتار، الحادي والعشرين، والثالث والعشرين، والخامس والعشرين، والسابع والعشرين، والتاسع والعشرين، خمس ليال.
ويحتمل أن تكون في الثاني والعشرين والرابع والسادس والثامن والثلاثين.
كل ذلك ممكن، لأن الله تعالى أخفاها عن العباد حتى يتبين الجاد في طلبها ممن ليس بجاد، لأن الجاد في طلبها الحريص عليها يهون عليه أن يقوم عشر ليالي، ومن أجل أن يزداد الناس في العمل الصالح، لأنها لو كانت معلومة بليلة بعينها لقامها الناس ولم يقوموا سواها، ولكن الله أراد من عباده أن تزداد أعمالهم الصالحة ليزداد ثوابهم.
فإن قال قائل : ألم يثبت أن قوما من الصحابة أُروا ليلة القدر في السبع الأواخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر ) ؟
فالجواب : بلى، ولا نعم؟ ألم يثبت؟ الجواب : بلى، ثبت هذا، ولكن هذا يحمل على أن ذلك في ذلك العام المعين، كانت في السبع الأواخر، وليس ذلك في كل عام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم بقي يعتكف العشر الأواخر كلها.
وعلى هذا فيحتمل أن تكون هذه الليلة التي هي ليلة إحدى وعشرين كما جرى ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فإنه صلى الله عليه وسلم أري ليلة القدر وأعطي علامة وهي أنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين، فأمطرت السماء تلك الليلة ونزل المطر من السقف إلى الأرض، وصارت الأرض طينا، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبح وعلى جبهته أثر الماء والطين.
فتبين بذلك أنها في ذلك العام كانت ايش؟ ليلة إحدى وعشرين.
في عام آخر ربما تختلف وتكون في ليلة أخرى. ولذلك كان القول الراجح الذي تجتمع فيه الأدلة أن ليلة القدر تتنقل في السنوات، وليست دائما في ليلة واحدة، بل قد تكون في ليلة إحدى وعشرين أو الثلاثين أو ما بين ذلك.
فكن طمعا في فضل الله تعالى، كل ليلة تقرب إلى الله تعالى فيها وأنت ترجو أن تكون قد وافقت ليلة القدر.
وماذا يقول الإنسان في الدعاء فيها؟
قالت عائشة : ( يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال : قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ).
فأكثر من هذا الدعاء، وأكثر من قول : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. وأكثر من الدعاء بما شئت، ولكن حافظ أولا على الدعاء الوارد قبل أن تأتي بدعاء من عندك، لأن الدعاء الوارد فيه فائدتان :
الفائدة الأولى : ما يتضمنه من المطلوب.
والفائدة الثانية : التأسي برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعين الدعاء الذي كان يدعو به.