مسألة تكرار العمرة في سفر واحد . حفظ
الشيخ : ولذلك نحث إخواننا المعتمرين وغير المعتمرين أن يجعلوا الأعمال الصالحة لهم لأنفسهم لأنهم في حاجة لها، وأن يجعلوا لآبائهم وأمهاتهم الدعاء، لأن هذا هو الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ولهذا تجد العاطفيين الذين ليس عندهم علم من الشرع تجدهم يعتمرون عن آبائهم وأمهاتهم في سفر واحد كم؟ مرات عديدة، أول ما يقدم يعتمر عن نفسه، وثاني يوم عن أمه، ثالث يوم عن أبيه، ورابع يوم عن جدته، وخامس يوم عن جده وهكذا، من أين لنا هذا الشرع؟
إننا نقول لأي إنسان طالب علم أو غير طالب علم: إذا أثبت لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في سفر واحد مرتين فاجعل ما نقوله تحت الأقدام.
أما إذا لم تثبت ذلك، فهل أنت أحرص على الخير من رسول الله؟ لو كان هذا خيرا لكان الرسول يفعله أو يأمر به، لأنه إذا كان خيرا كان من الشرع، والشرع يجب على الرسول أن يبلغه عليه الصلاة والسلام، فهل بلغه بقوله، هل قال للناس: كرروا العمرة في سفر واحد؟ هل بلغه بفعله؟ أبدا.
فتح مكة وانتصر على المشركين، وطاب له المقام، وبقي في مكة تسعة عشر يوما منها عشرة في رمضان، ولم يعتمر، لم يعتمر مع أنه يقول: ( عمرة في رمضان تعدل حجة )، ومن اليسير عليه جدا أن يركب ناقته إلى التنعيم ويأتي بعمرة، ولم يعتمر، ولا اعتمر أحد من أصحابه معه، مع أنه يسير عليهم أن يأتوا بالعمرة لا سيما أنهم انتصروا واطمأنوا، والزمن زمن فاضل، العشر الأواخر من رمضان، ومع ذلك ما أتوا بعمرة من مكة.
يا جماعة، هل هؤلاء جاهلون بما نفعل اليوم؟ أم أنهم تعمدوا أن يتركوا هذه السنة؟ لا والله لا هذا ولا هذا، لكن هذا ليس من السنة.
وأنا أرجو من إخواني الذين يطلعون على مشروعية تكرار العمرة في سفر واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من أصحابه أرجو منهم أن يبلغوني، حتى أكون على بصيرة من أمري، وقد تعبت في المراجعة ولم أجد أن أحدا كرر العمرة في سفر واحد.
فإن قال قائل : عائشة كررت العمرة، نقول ما كررت العمرة، من قال هذا؟ من قال إن عائشة كررت العمرة؟
قصة عائشة قصة منفردة، وليس فيها تكرار عمرة.
استمع للقصة: خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة في حجة الوداع، وكان خروجه لخمس بقين من ذي القعدة، وأحرم بالحج، ثم قيل له : قل عمرة وحجة، فقرن وقال : عمرة وحجة.
أصحابه منهم من أحرم بحج وبقي على الحج، ومنهم من أحرم بعمرة يريد أن يتمتع، ومنهم من أحرم بحج وعمرة كالرسول عليه الصلاة والسلام، في أثناء الطريق - والقصة مع عائشة - في أثناء الطريق حاضت عائشة، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال : ( ما يبكيك؟ ). فأخبرت أنها حاضت، فقال لها صلى الله عليه وسلم : ( هذا شيء كتبه الله على بنات آدم )، ويش أراد بذلك؟ ماذا أراد؟ تسليتها، وأنها ليس خاصا بها أن تحيض، كل النساء تحيض. ( هذا شيء كتبه الله على بنات آدم )، ثم أمرها أن تحرم بحج، لأنه لا يمكن أن تؤدي العمرة حيث إنها إذا وصلت إلى مكة ستكون حائضا والحائض لا تطوف ولا تسعى. ثم أمرها أن تحرم بحج وقال : ( افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت ). وفي رواية الموطأ :( ولا بين الصفا والمروة حتى تطهري ). ففعلت وصارت ايه؟ ماذا صار نسكها يا إخوان؟ أعوذ بالله يا جماعة، صار قرانا صار قرانا، لأنها أدخلت الحج على العمرة فصارت قارنة، ولهذا قال لها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( طوافك بالبيت وبالصفا والمروة يسعك لعمرتك وحجك - أو قال - لحجك وعمرتك ). صارت قارنة.
القارن هل يأتي بعمرة مستقلة، وإلا فعله كفعل المفرد؟
الثاني وإلا الأول؟ الثاني.
مشت معهم، وصار عملها كعمل المفرد تماما. ولما انتهى الحج وقالت : ( يا رسول الله، يرجع الناس بحج وعمرة وأرجع بحج؟ )
خافت من الغيرة، نساء النبي صلى الله عليه وسلم كلهن أتين ايش؟ بعمرة مستقلة وحج مستقل، وعائشة بحج، يعني بأفعال الحج فقط. فلما رآها النبي صلى الله عليه وسلم قد ألحت قال لأخيها عبد الرحمن : ( اخرج بأختك من الحرم فلتهل بعمرة ) فخرج بها إلى التنعيم، لأن التنعيم بالنسبة للمحصب أقرب الحل، خرج بها إلى التنعيم فأحرمت بعمرة.
أخوها معها، أخوها عبد الرحمن معها، ولم يحرم بعمرة مع أن الأمر عليه سهل وإلا صعب؟ سهل، الرجل خرج إلى التنعيم، ولم يحرم بعمرة، وإنما أحرمت عائشة فقط، مما يدل دلالة واضحة أنه ليس من هدي الصحابة أن يأتوا بعمرتين في سفر واحد.
فنقول : إذا وقع لامرأة مثل ما وقع لعائشة، وأحبت أن تأتي بعد الحج بعمرة من التنعيم ايش؟ فلها ذلك ولا يعد بدعة، لكن إنسان رجل يأتي بعمر متعددة في سفر واحد أين غاب هذا عن الصحابة؟ لماذا لم يفعلوه؟ لماذا لم يسنه من بلغ البلاغ المبين عليه الصلاة والسلام إما بقوله أو فعله أو إقراره؟ كل هذا ما حصل.
ولذلك كان الاستدلال بقصة عائشة على تكرار العمرة استدلالا غير صحيح، لأن الدليل أخص من المدلول، والواجب أن يكون الدليل مساويا للمدلول أو أعم منه، أما أن يكون أخص فلا يمكن، أفهمتم يا جماعة؟
إذن (( إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا )) من الأعمال الصالحة ولا السيئة؟ الصالحة ولا السيئة؟ الصالحة والسيئة.
(( وآثارهم )) أي: ما ترتب على أعمالهم بعد موتهم، من التأسي بهم في أعمال صالحة أو أعمال سيئة.
ولهذا تجد العاطفيين الذين ليس عندهم علم من الشرع تجدهم يعتمرون عن آبائهم وأمهاتهم في سفر واحد كم؟ مرات عديدة، أول ما يقدم يعتمر عن نفسه، وثاني يوم عن أمه، ثالث يوم عن أبيه، ورابع يوم عن جدته، وخامس يوم عن جده وهكذا، من أين لنا هذا الشرع؟
إننا نقول لأي إنسان طالب علم أو غير طالب علم: إذا أثبت لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في سفر واحد مرتين فاجعل ما نقوله تحت الأقدام.
أما إذا لم تثبت ذلك، فهل أنت أحرص على الخير من رسول الله؟ لو كان هذا خيرا لكان الرسول يفعله أو يأمر به، لأنه إذا كان خيرا كان من الشرع، والشرع يجب على الرسول أن يبلغه عليه الصلاة والسلام، فهل بلغه بقوله، هل قال للناس: كرروا العمرة في سفر واحد؟ هل بلغه بفعله؟ أبدا.
فتح مكة وانتصر على المشركين، وطاب له المقام، وبقي في مكة تسعة عشر يوما منها عشرة في رمضان، ولم يعتمر، لم يعتمر مع أنه يقول: ( عمرة في رمضان تعدل حجة )، ومن اليسير عليه جدا أن يركب ناقته إلى التنعيم ويأتي بعمرة، ولم يعتمر، ولا اعتمر أحد من أصحابه معه، مع أنه يسير عليهم أن يأتوا بالعمرة لا سيما أنهم انتصروا واطمأنوا، والزمن زمن فاضل، العشر الأواخر من رمضان، ومع ذلك ما أتوا بعمرة من مكة.
يا جماعة، هل هؤلاء جاهلون بما نفعل اليوم؟ أم أنهم تعمدوا أن يتركوا هذه السنة؟ لا والله لا هذا ولا هذا، لكن هذا ليس من السنة.
وأنا أرجو من إخواني الذين يطلعون على مشروعية تكرار العمرة في سفر واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من أصحابه أرجو منهم أن يبلغوني، حتى أكون على بصيرة من أمري، وقد تعبت في المراجعة ولم أجد أن أحدا كرر العمرة في سفر واحد.
فإن قال قائل : عائشة كررت العمرة، نقول ما كررت العمرة، من قال هذا؟ من قال إن عائشة كررت العمرة؟
قصة عائشة قصة منفردة، وليس فيها تكرار عمرة.
استمع للقصة: خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة في حجة الوداع، وكان خروجه لخمس بقين من ذي القعدة، وأحرم بالحج، ثم قيل له : قل عمرة وحجة، فقرن وقال : عمرة وحجة.
أصحابه منهم من أحرم بحج وبقي على الحج، ومنهم من أحرم بعمرة يريد أن يتمتع، ومنهم من أحرم بحج وعمرة كالرسول عليه الصلاة والسلام، في أثناء الطريق - والقصة مع عائشة - في أثناء الطريق حاضت عائشة، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال : ( ما يبكيك؟ ). فأخبرت أنها حاضت، فقال لها صلى الله عليه وسلم : ( هذا شيء كتبه الله على بنات آدم )، ويش أراد بذلك؟ ماذا أراد؟ تسليتها، وأنها ليس خاصا بها أن تحيض، كل النساء تحيض. ( هذا شيء كتبه الله على بنات آدم )، ثم أمرها أن تحرم بحج، لأنه لا يمكن أن تؤدي العمرة حيث إنها إذا وصلت إلى مكة ستكون حائضا والحائض لا تطوف ولا تسعى. ثم أمرها أن تحرم بحج وقال : ( افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت ). وفي رواية الموطأ :( ولا بين الصفا والمروة حتى تطهري ). ففعلت وصارت ايه؟ ماذا صار نسكها يا إخوان؟ أعوذ بالله يا جماعة، صار قرانا صار قرانا، لأنها أدخلت الحج على العمرة فصارت قارنة، ولهذا قال لها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( طوافك بالبيت وبالصفا والمروة يسعك لعمرتك وحجك - أو قال - لحجك وعمرتك ). صارت قارنة.
القارن هل يأتي بعمرة مستقلة، وإلا فعله كفعل المفرد؟
الثاني وإلا الأول؟ الثاني.
مشت معهم، وصار عملها كعمل المفرد تماما. ولما انتهى الحج وقالت : ( يا رسول الله، يرجع الناس بحج وعمرة وأرجع بحج؟ )
خافت من الغيرة، نساء النبي صلى الله عليه وسلم كلهن أتين ايش؟ بعمرة مستقلة وحج مستقل، وعائشة بحج، يعني بأفعال الحج فقط. فلما رآها النبي صلى الله عليه وسلم قد ألحت قال لأخيها عبد الرحمن : ( اخرج بأختك من الحرم فلتهل بعمرة ) فخرج بها إلى التنعيم، لأن التنعيم بالنسبة للمحصب أقرب الحل، خرج بها إلى التنعيم فأحرمت بعمرة.
أخوها معها، أخوها عبد الرحمن معها، ولم يحرم بعمرة مع أن الأمر عليه سهل وإلا صعب؟ سهل، الرجل خرج إلى التنعيم، ولم يحرم بعمرة، وإنما أحرمت عائشة فقط، مما يدل دلالة واضحة أنه ليس من هدي الصحابة أن يأتوا بعمرتين في سفر واحد.
فنقول : إذا وقع لامرأة مثل ما وقع لعائشة، وأحبت أن تأتي بعد الحج بعمرة من التنعيم ايش؟ فلها ذلك ولا يعد بدعة، لكن إنسان رجل يأتي بعمر متعددة في سفر واحد أين غاب هذا عن الصحابة؟ لماذا لم يفعلوه؟ لماذا لم يسنه من بلغ البلاغ المبين عليه الصلاة والسلام إما بقوله أو فعله أو إقراره؟ كل هذا ما حصل.
ولذلك كان الاستدلال بقصة عائشة على تكرار العمرة استدلالا غير صحيح، لأن الدليل أخص من المدلول، والواجب أن يكون الدليل مساويا للمدلول أو أعم منه، أما أن يكون أخص فلا يمكن، أفهمتم يا جماعة؟
إذن (( إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا )) من الأعمال الصالحة ولا السيئة؟ الصالحة ولا السيئة؟ الصالحة والسيئة.
(( وآثارهم )) أي: ما ترتب على أعمالهم بعد موتهم، من التأسي بهم في أعمال صالحة أو أعمال سيئة.