ما حكم متابعة الإمام في صلاته بالمصحف وكذلك القراءة معه حيث أننا نرى كثيرا من الناس يفعل ذلك ؟. حفظ
السائل : يقول السائل : ما حكم متابعة الإمام في صلاته بالمصحف وكذلك القراءة معه حيث أننا نرى كثيرا من الناس هنا في المسجد الحرام يفعلون ذلك ؟
الشيخ : هاتان مسألتان، المسألة الأولى: القراءة مع الإمام، وهذا منهي عنه في الكتاب والسنة.
أما الكتاب فقد قال الله تعالى : (( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له ))، والذي يقرأ مع الإمام لم يستمع له.
وأما السنة فلأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ذات يوم لأصحابه بعد أن انصرف من صلاة الصبح : ( لعلكم تقرؤون خلف إمامكم قالوا : نعم. قال : لا تفعلوا إلا بأم القرآن ).
فسكت الناس عن القراءة والنبي صلى الله عليه وسلم يقرأ إلا في أم القرآن.
وأما المسألة الثانية : فهي متابعة الإمام في المصحف.
هذا أيضا لا داعي له، بل لعله مكروه، لأنه يتضمن عدة أمور :
أولا : الحركة بلا حاجة، ما هي الحركة؟ حمل المصحف وتنزيله وفتحه وتصفحه، كل هذه حركات لا علاقة لها بالصلاة.
ثانيا : أنه يمنع الإنسان من النظر إلى محل السجود، لأنه سوف ينظر إلى المصحف. والمشروع عند أكثر العلماء أن المصلي ينظر إلى موضع سجوده إلا في حال الجلوس فينظر إلى محل إشارته.
والقول بأن الإنسان إذا كان في المسجد الحرام ينظر إلى الكعبة قول لا دليل عليه، ولهذا لا ينبغي لك أن تنظر في الصلاة إلى الكعبة، لأن ذلك يلهيك كثيرا إذ سيمر بنظرك من؟ الطائفون وتشتغل بهذا عن صلاتك التي هي أهم من النظر إلى الكعبة.
ثالثا : أنه يمنع الإنسان من وضع اليد اليمنى على اليسرى في حال القيام، ووضع اليد اليمنى على اليسرى مشروع، كما قال سهل بن سعد رضي الله عنه : ( كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة )، واضح؟
فبفوات هذه الأمور المطلوبة وبالحركة التي ليس لها داعي يتبين أن هذا مكروه وأنه لا ينبغي فعله.
لكن لو فرض أن الإمام ضعيف الحفظ، وقال لبعض من وراءه: أمسك علي بالمصحف، وصار هذا يتابع الإمام ليرد عليه إذا أخطأ فهذه ايش؟ هذه حاجة لا بأس بها، وهي أيضا تتعلق بنفس الصلاة، لأنه سيكون فيها تعديل لقراءة الإمام. وأما إذا لم يكن حاجة فلا.
على أني اتصور أن الإنسان إذا أمسك المصحف وجعل يتابع قراءة الإمام سوف يلهو قلبه عن كونه في صلاة، وكأنه معه في حلقة درس، وهذا أيضا خلل، لأن الذي ينبغي للإنسان في الصلاة أن يكون خاشعا يعتقد أن الله سبحانه وتعالى قبل وجهه وأنه سبحانه وتعالى يناجيه بكلامه. نعم.