السائل : يقول : كيف نرد على من قال بأن هناك تعارض بين أحاديث نزول الله في ثلث الليل الأخير وبين علوه سبحانه على عرشه ؟
الشيخ : نقول لا يفهم، لا أحد ينطق بأن بينهما تعارضا إلا من لا يقدر الله حق قدره، لأنه إنما اعتقد أن بينهما تعارضا حيث قاس الخالق على المخلوق، وهذا لا يجوز.
نقول نحن نثبت ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله ولا نقول كيف، فنقول إنه على عرشه وينزل إلى السماء الدنيا، ولا تعارض بينهما، لأن الموصوف بذلك من؟ من الموصوف؟
الطالب : الله.
الشيخ : وهل يشبه المخلوقين؟ لا.
نعم أنت لو كان واحد في السطح لا يمكن أن نقول إنه في السطح وأنه في الدور الثاني، هذا لا يمكن، لأن البشر يحيط به ما كان عليه، لأنه السطح يحيط بك، والدور الثاني أيضا يحيط بك ولا يمكن أن تكون هنا فوق وتحت في آن واحد. أما الرب عز وجل فلا يحيط به شيء من مخلوقاته، وعلينا أن نؤمن بما وصف به نفسه من علوه ونزوله.
وإذا قال قائل : كيف يمكن؟
نقول : هذه كيف اجعلها في جيبك، لأن صفات الله عز وجل لا يقال فيها كيف.