ذكر فضل الرواتب . حفظ
الشيخ : مما يتمم الصلاة الرواتب التابعة لها، وهي اثنتا عشرة ركعة، أربع ركعات قبل الظهر بتسليمتين، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل صلاة الصبح، فالجميع اثنتا عشر ركعة، من صلاها بنى الله له بيتا في الجنة، بيتا في الجنة لا يفنى ولا يبيد، بهذه الصلوات اليسيرة السهلة، اثنتا عشرة ركعة، فصلها لنا؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب، بقي ثلاث لم نذكرها.
الطالب : ... .
الشيخ : العصر، طيب العصر ليس لها سنة راتبة لا قبلها ولا بعدها، بارك الله فيك استرح.
تختص سنة الفجر راتبة الفجر بخصائص، تتميز عن بقية الرواتب.
الأول : الخصيصة الأولى أن لها آيات معينة ينبغي المداومة عليها، وهي (( قل يا أيها الكافرون )) في الركعة الأولى (( وقل هو الله أحد )) في الركعة الثانية.
والثانية : (( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا )) إلى آخر الآية في سورة البقرة، وفي الركعة الثانية (( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم )) إلى آخر الآية.
فينبغي للإنسان في سنة الفجر أن يحافظ على هذا على (( قل أيها الكافرون )) في الأولى والثانية (( قل هو الله أحد )) أو (( قولوا آمنا بالله في الأولى و(( قل يا أهل الكتاب )) في الثانية.
أفهمتم يا جماعة؟ طيب.
تختص ركعتا الفجر بأن السنة تخفيفهما يعني أن يخفف بحيث يقتصر على أدنى الكمال.
وقد ذكرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخففهما حتى تقول : ( أقرأ بأم القرآن؟ ).
فلو قال قائل : أنا أحب أن أطيلهما وأكثر من الدعاء والتسبيح في الركوع والسجود فأيهما أفضل؟ أن يفعل هذا أو يخفف؟ الثاني؟
نعم، أن يخفف، لأن اتباع السنة أفضل من كثرة العمل، اتباع السنة أفضل من كثرة العمل. واستمع إلى قول الله تعالى : (( هو الذي خلق الموت والحياة - ايش؟ - ليبلوكم أيكم )) أحسن عملا أو أكثر عملا؟ (( أحسن عملا )).
(( ليبلوكم أيكم أحسن )) و التخفيف في ركعتي الفجر أحسن من التطويل.
تختص ركعتا الفجر أي سنة الفجر بأنها سنة في الحضر والسفر، كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يدعهما حضرا ولا سفرا.
وأما راتبة الظهر والمغرب والعشاء فالسنة في السفر ألا تصلى.
تختص راتبة الفجر بكثرة الثواب، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ركعتا الفجر - يعني سنة الفجر - خير من الدنيا وما فيها ) استمع يا أخي.
لو قال لك قائل : إني سأعطيك بيتا لعملت عملا شاقا، يستوعب أكثر من ركعتي الفجر، يعني لبقيت تعمل من طلوع الشمس إلى غروبها لتحصل ايش؟ هذا البيت، لكن هذا خير من الدنيا وما فيها، أي دنيا؟ دنياك أنت؟ أو دنيا العالم كلهم؟ دنيا العالم كلهم، دنيا العالم في عصرك أو في أي عصر؟ في أي عصر، خير من الدنيا منذ خلقت إلى أن تفنى ركعتا الفجر.
لذلك أحث إخواني على المحافظة على هذه الرواتب.
ومن فاتته هذه الرواتب فليصلها إذا ذكرها لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك ).