تفسير قوله تعالى :"ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكورا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير ". حفظ
الشيخ : قال : (( ويهب لمن يشاء الذكور )). ولم يقل ذكورا فأتى ب"ال" الدالة على شرف المقام، وعلى أن الذكور هم المحبوبون إلى الناس.
ويهب لمن يشاء ايه؟ الذكور، يعني لو أن الإنسان قرأ الآية ما تطابقت (( يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ))، وكان مقتضى اللفظ أن يقال : ويهب لمن يشاء ذكورا، لكن قال: الذكور، لأن الذكور هم المقصودون، ولهذا دخلت "ال" التي للتعريف على الذكور (( أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير )) سبحانه وتعالى.
وإذا كان الإنسان عقيما سواء الذكر أو الأنثى فما الواجب عليه؟ الواجب أن يرضى بقضاء الله، وأن يقول: لعل ما حدث هو الخير، لقول الله تعالى : (( فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا )) لم يقل : فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوهن ويجعل الله فيه خيرا كثيرا، قال: (( فعسى أن تكرهوا شيئا )) أي شيء، (( ويجعل الله فيه خيرا كثيرا )) وهذا واقع دائما يريد شيئا ثم لا يتيسر ويحصل شيء آخر، وتكون العاقبة الحميدة في ايه؟ فيما أردنا أو فيما حصل ؟ فيما حصل.
واعتبر هذا فيما يجري عليك من يوميات أو أسبوعيات أو شهريات، فنقول: ارض بقضاء الله وقدره وعسى أن يكون هذا خير.
ربما لو ولد لك ولد صار علة عليك وعلى مجتمعه، كما أنه يمكن أن يكون خيرا لك وللمجتمع، لكن حكمة الله تبارك وتعالى منها ما يعلم ومنها ما لا يعلم.
ثم قال : (( إنه عليم قدير )) عليم بإيش؟ أجيبوا ؟ بكل شيء، لأن من القواعد المقررة عند علماء البلاغة أن حذف المعمول يفيد العموم. انتبه لهذه القاعدة، حذف المعمول يفيد ايه؟ العموم. اسمع إلى قوله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : (( ألم يجدك يتيما فآوى )) ما قال فآواك (( ووجدك ضالا فهدى )). ولم يقل فهداك. ((ووجدك عائلا فأغنى )). ولم يقل فأغناك، لماذا؟ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حصل إيوائه بنفسه وحصل به إيواء من آمن به.
أيضا حصل بهذا الوحي العظيم الذي أوحى الله به حصل الهداية التامة له صلى الله عليه وسلم وهداية غيره.
(( ووجدك ضالا )) يعني جاهلا لا تعلم فعلمك، كما قال عز وجل : (( وعلمك ما لم تكن تعلم )) علمه.
هداه وحده ولا هداه وهدى به؟ أجيبوا يا جماعة؟ هداه وهدى به.
(( ووجدك عائلا فأغنى )) أغناه وأغنى به، ولا أغناه وحده ؟ أغناه وأغنى به.
اقرأ في التاريخ، وانظر الغنائم الكثيرة التي حصلت بالتمسك بشريعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
إذن القاعدة عندنا الأخ؟ ما القاعدة التي قررناها؟
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت، أن حذف المعمول يفيد العموم.
إذن إنه عليم بايش؟ بكل شيء.
قدير على كل شيء، قدير يفعل الشيء بلا عجز (( وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا )).
ومن قدرته تبارك وتعالى أنه قال : (( وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب )) يعني بل هو أقرب، وقال عز وجل : (( وأمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )).
الساعة يأمر الله تعالى من في باطن الأرض أن يخرجوا فيخرجوا بلحظة (( إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون )).
وقال تعالى : (( إن هي إلا زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة )). طيب.
إذن قدير لا يعجزه شيء مهما كان صعبا (( وإنما أمره إذا أراد شيئا )) كمل يا أخ؟ (( أن يقول له كن فيكون )) بارك الله فيك.