الكلام على بدعية تخصيص الاعتمار في السابع والعشرين من رمضان الكريم . حفظ
الشيخ : ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فإننا استمعنا في قراءة إمامنا في قيام هذه الليلة، ليلة خمس وعشرين من رمضان عام 1418، وهي أحد أوتار العشر التي يرجى أن تكون ليلة القدر.
وليلة القدر لا تظنوا أنها في ليلة واحدة في جميع السنوات، بل هي ليلة واحدة تتنقل من واحد وعشرين إلى ثلاثين، يعني: ممكن تكون ليلة واحد وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع عشرين. ويمكن أن تكون ليلة اثنين وعشرين أو ثلاث وعشرين، أو نعم تكون ليلة اثنين وعشرين أو أربع وعشرين أو ست وعشرين أو ثمان وعشرين أو ثلاثين، لأن الأحاديث الواردة فيها كلها تدل على هذا، وعليه فكل ليلة تمضي عليك ينبغي أن ترجو أنها ليلة القدر، وأن تترقب الأجر من الله عز وجل.
ولكن هنا مسألة : وهي أن بعض الناس يعتمر ليلة سبع وعشرين يخص هذه الليلة بعمرة وهذا بدعة، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يخصها بعمرة ولا الصحابة رضي الله عنهم ولا علمت إلى ساعتي هذه أن أحدا من أهل العلم قال ينبغي أن تحيى ليلة سبع وعشرين بالعمرة. وإذا كان سلف الأمة وأئمتها لم يروا ذلك فكيف نحن المتأخرين كيف نعلم أن ذلك أفضل أي أن الاعتمار ليلة سبع وعشرين أفضل؟!
إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خص ليلة القدر بشيء واحد وهو القيام، فقال : ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ) لم يقل: من تصدق فيها، ولا من اعتمر فيها، ولا من أدى فيها عبادة سوى القيام وإذا كان كذلك فإننا نتلقى فضائل الأعمال من أي أحد؟ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وليس لنا أن نشرع لأنفسنا ولا لغيرنا شيئا في دين الله لم يشرعه الله ورسوله.
أرجو من طلبة العلم خاصة ومن جميع الذين يستمعون إلى كلامنا هذا عامة أن يبينوا لإخوانهم المسلمين أن تخصيص ليلة سبع وعشرين بالعمرة لا أصل له، لا في القرآن ولا في السنة ولا في عمل الصحابة رضي الله عنهم ولا في قول أحد من أئمة المسلمين.
وإذا كان كذلك فلماذا نتعب أنفسنا في عمرة نأخذها في هذه الليلة لا ندري أنؤزر فيها أم نؤجر؟