بيان جواز الغيبة بالشروط المشروعة مع ذكر الدليل على ذلك . حفظ
الشيخ : فلا يحل للإنسان أن يغتاب أخاه إلا إذا قصد بذلك النصح والتحذير منه فهذا لا بأس به، إذ قد وقع هذا من النبي صلى الله عليه وسلم، فإن فاطمة بنت قيس أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستشيره، خطبها معاوية ابن أبي سفيان وخطبها أبو جهم، وكلاهما من الصحابة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أما معاوية فصعلوك لا مال له - يعني أنه فقير - وأما أبو جهم فضراب للنساء - يعني يضرب المرأة- انكحي أسامة بن زيد ) وأسامة بن زيد مولى مولى مولى، نعم، وأسامة بن زيد ابن مولى، من زيد؟ من زيد؟ زيد بن حارثة، أعتقه النبي صلى الله عليه وسلم، فكان من الموالي وابنه أسامة مولى، لأن من كان أبوه مولى فهو مولى. ( انكحي أسامة ). فكرهته، فقال : ( انكحي أسامة ). فنكحته، فوجدت فيه خيرا كثيرا وارغتبطت به.الشاهد من هذا الحديث ايش؟ قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أما معاوية فصعلوك وأما أبو جهم فضراب ) هذا لا شك أن معاوية وأبو جهم لا يرضيان بذلك لكن إيش؟ لكن هذا من باب النصيحة.
ومن باب النصيحة لو جاء أحد يستشيرك في شخص يريد أن يعامله ببيع أو شراء، وأنت تعرف أن هذا الشخص ذو خيانة فيجب عليك أن تقول هذا الرجل خائن لا تعامله.
لو أن أحدا استشارك في شخص خطب ابنته، وأنت تعرف أن في هذا الشخص عيبا يرد به في النكاح وجب عليك ايش؟ أن تبين العيب. ولكن إذا علمت أن فلانا خطب من فلان، وأنت تعلم أنه ليس كفؤا لأنك تعرف أنه مضيع للصلاة وأنه شرّاب للخمر نسأل الله العافية، فهل يجوز لك أن تقول لأهل البنت المخطوبة إن الخاطب ليس كفؤا؟
الجواب : نعم، حتى وإن لم يستشرك، لأن الدين النصيحة، وأنت تعلم أن ولي المرأة لو علم أن الخاطب على هذه الحال ما زوجه، فالواجب أن تخبره، كما أنك لا ترضى أن تزوج ابنتك مثل هذه الرجل فلا ترضى أن يزوج أخوك المسلم هذا الرجل، والتناصح بين المسلمين واجب.