بيان كيفية نصيحة أهل العلم إذا أخطؤا في مسائل العلم. حفظ
الشيخ : فإذا أخطأ فالواجب عليك أن تناقشه ولكن علنا أو سرا بأدب؟ سرا بأدب.
العالم يرى أنه أكبر منك قدرا وأغزر منك علما وأقوى منك فهما فتأتي أمام الناس تقول يا فلان أنت قلت هذا حرام ويش دليلك؟ من يقول هذا حرام؟ هذا أسلوب جيد مع العلماء ولا غير جيد؟ غير جيد، كل أحد يعرف هذا، لكن لو ذهبت إليه وقلت سمعت أنك تقول هذا حرام وأشكل علي وجه الدليل، أفدني جزاك لله خيرا. تجد العالم يتهلل وينشرح صدره ويبين الدليل. أفهمت؟
ثم اعلم يا أخي أن الآفة كل الآفة أن كثيرا من الناس ينقلون إلينا وإلى غيرنا عن العلماء أشياء لا صحة لها، لا صحة لها إطلاقا.
ولذلك أقول يجب على كل من نقل إليه عن العالم شيء يرى أنه خطأ يجب عليه أولا أن يتثبت من الناقل يتثبت من الناقل، وما أحسن ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه منهاج السنة، حيث كان إذا ذكر العبارة المردودة قال : أول ما يقول : " أولا نطالب بصحة النقل ". وهذا هو الحقيقة تطالب بصحة النقل، إذا لم يصح النقل خلاص بطل كل شيء.
فإذا جاءك إنسان يقول العالم الفلاني يقول كذا وكذا وأنت تنكر هذا تنكر هذه المقالة، فأولا تثبت من الناقل؟ قد يكون عاميا لا يعرف كوعه من كرسوعه، ومع ذلك يقول قال فلان كذا ولكن ما فهم الكلام، أليس كذلك؟ ومن يعرف منكم كوعه من كرسوعه؟ قليل ما شاء الله. تعرفها قلها يلا قم. أي، أي والكرسوع؟ أي غلط. طيب تفضل.
الطالب : ... .
الشيخ : غلط. غلط.
الطالب : ... .
الشيخ : ايش؟ ايش؟
الطالب : ... .
الشيخ : الكرسوع؟ اترك الي عندك الفهم استرح.
أنشدكم بيتا قال :
" وعظم يلي الإبهام كوع وما يلي ** لخنصره الكرسوع والرسغ ما وسط ".
طيب عندنا الآن الكف يعني طرف الذراع. العظم الذي يلي الإبهام يسمى كوع وما يلي لخنصره ، الخنصر هذا الكرسوع والرسغ ما وسط ما بينهما.
" وعظم يلي إبهام رجل ملقب ببوع ** فخذ بالعلم واحذر من الغلط ".
يحذر من الغلط كما غلط الأخوان. طيب.
على كل حال إن بعض الناس يتلجلج في مخاطبة العلماء، فينقل أشياء غير صحيحة، فإذا نقل لك عن عالم ما تنكره فالواجب التثبت، خذ هذه أول مرتبة.
الثاني: وإذا ثبت ذلك، فالواجب أن تتأمل لا تأخذ الكلام على علاته، تتأمل هل هذا صحيح؟ هل ما قاله هذا العالم خطأ أو صواب؟ لأن الإنسان إذا سمع قولا لأول وهلة ربما يظنه خطأ ثم إذا تأمل وجد أنه صواب، وهذا يكون كثيرا فالواجب أن يتأمل إذا عرف أنه صواب يقول للناقل تعال أنت قلت لي إن فلانا يقول هذا حرام أو واجب، وهذا صحيح، ويأتي بالدليل.
فإذا رأى أنه خطأ فالواجب أن يذهب إلى العالم ويقول بلغني كذا وكذا، وكنت أظن الأمر خلاف ذلك ،يعني بأدب واحترام، ثم يأخذ معه في المناقشة بأدب واحترام، ومن تبين له الحق وجب عليه اتباعه، فإن أصر هذا العالم على باطله وهو يرى أنه حق فاجتهاده إليه والله هو الذي يحاسبه.
إذن يا إخواني الغيية حرام، وهي في العلماء والأمراء أشد وأشد، لأن غيبة العلماء قدح في العالم وكذلك إسقاط لهيبة الشريعة التي يحملها هذا العالم، وغيبة الأمراء قدح في الأمراء وإسقاط لهيبتهم، وحينئذ تحدث الفوضى.