ما حكم الوقوف في الصف والإنسان يفتح قدمه ليسد الخلل الذي بجانبه وما هي صفة الوقوف الصحيح في الصف ؟. حفظ
السائل : يقول السائل : ما حكم الوقوف في الصف والإنسان يفتح قدمه ليسد الخلل الذي بجانبه، وما هي صفة الوقوف الصحيح في الصف ؟
الشيخ : كثير من الشباب فهم من قول الصحابة أو بعض الصحابة إن الرجل ليلزق كعبه بكعب أخيه ومنكبه بمنكب أخيه، فهم أن المعنى أنه يفرج بين قدميه حتى يمس قدم أخيه، وهذا فهم خاطئ، ليس هذا المراد، بل المراد أن الإنسان يقف وقوفا عاديا ويدنو إليه صاحبه حتى يكون كعب صاحبه ملتصقا بكعبه.
لكن لو فتحنا أرجلنا لصار الإنسان كأنه هرم. أسفله واسع وأعلاه ضيق، أحيانا تجد صفا كاملا يأخذ أربعين رجلا لكن بهذا الفعل الذي هو فتح بالقدمين يأخذ ثلاثين نفرا، لأنه يفتح قدميه فتحا واسعا فيبقى المنكب مع المنكب ايش؟ قريبا أو بعيدا؟ بعيدا.
والصحابة يلصق كعبه بكعبه ومنكبه بمنكبه، إذن فالمعنى هو التراص، ولهذا بين ابن حجر رحمه الله أن مرادهم بذلك تحقيق التسوية تسوية الصف والمراصة.
ويش المراد أن يفتح القدمين؟ لو كان المراد أن يفتح القدمين لقال فكان الرجل يفتح قدميه أو يفرج بين قدميه حتى يمس قدم الآخر.
ثم إن هذا المفرع على كونهم مأمورين بالتسوية. فيدل ذلك على أن المراد ايش؟ تحقيق التسوية لا التفريج.
وإنني دائما أحذر من فهم النصوص على خطأ وتعلمون بارك الله فيكم أنه لو كان الصيدلي، لو كان صيدلي تعلم الصيدلة من أولها هل له أن يصرف الدواء للمرضى قبل أن يعرضه على الأطباء؟ أجيبوا؟ لا، إذن طالب العلم لا ينبغي أن يقول أنا من أنا، إذا فهم حديثا أو آية فليسأل العلماء، هل هذا معنى الآية ؟ هل هذا معنى الحديث ؟ هل للآية ما يقيد مطلقها أو يخصص عمومها؟ وكذلك يقال في الحديث.
أما أن الإنسان يأخذ يبني أمره على فهم خاطئ لا شك فيه، ثم يقتدي به الشباب الآخرون بناء على أنه أعلم منهم بدرجة فيكون شيخا لهم. فهذا يقال لشيخكم شيخ أعلى بدرجات.
فلا يتسرع الإنسان بالإقدام على فهم النصوص على غير أساس وعلى غير ترو، لأن المشكلة ليست ضلاله بنفسه لو كان مثل هؤلاء يضلون بأنفسهم لقلنا عفا الله عنهم، لكنه يضلون ويضلون، وما أشد زلة العالم وجدال المنافق بالكتاب، هذا من أخطر ما يكون على الأمة.
نسأل الله لنا ولهم الهداية، ولا نبرئ أنفسنا من الخطأ والتقصير، لكن لا ينبغي أن يفوتنا التنبيه على مثل هذه الأمور الخطيرة.