تفسير قوله تعالى من سورة المنافقون :" إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ...". حفظ
الشيخ : التوسع في إنشاء الجوامع وتعدد الجوامع ، ولا يجوز إحداث جامع ثان إلا عند الضرورة ، إذا كان الأول لم يتسع أو تباعدت البلاد أو خيفت الفتنة أو ما أشبه ذلك .
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يقرأ بهاتين السورتين في صلاة الجمعة للمناسبة وللأهمية .
أما المناسبة : ففي قوله تعالى : (( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ )) .
وأما الأهمية : فالمنافقون ، المنافقون الذين يعيشون بيننا يقولون بألسنتهم ما نقوله بألسنتنا ، ويطلعون على أسرارنا ونحن نأمنهم وهم يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم .
هؤلاء المنافقون أشر وأضر على الإسلام والمسلمين ممن ? أعلنوا كفرهم ، لأن من أعلن كفره - اترك لحيتك جزاك الله خير - لأن من أعلن كفره فهو عدو ظاهر يسهل التحرز منه ، ويستعد لقتاله أو إدخاله في دين الله ، لكن المشكل ما هو ؟ ـ هل ـ الذي يخالطك ويقول ما تقول وقد أبطن الكفر والعياذ بالله .
(( وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ )) فهذا هو البلاء ، ولهذا قال الله تعالى : (( هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ )) والعالم باللغة العربية يفهم كيف عبر عن عداوتهم بقوله : (( هُمُ الْعَدُوُّ )) من يفهمها ؟ نعم
الطالب : جملة اسمية خبر مقدم .
الشيخ : لا ، خطأ ، يقول : جملة اسمية خبر مقدم غير صحيح ، هي جملة اسمية خبرها في موضعه ومبتدأها في موضعه ، لكن كلمة (( هُمُ الْعَدُوُّ )) جملة مكونة من مبتدأ وخبر وطرفاها معرفتان ومثل هذا يفيد الحصر ، الحصر ، يعني هم العدو الأكبر هم العدو الأعظم ، هم الذين يجب الحذر منهم ، ولهذا رتب على ذلك قوله إيش ؟ : (( فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ))
واستمع إلى خداعهم إذا جاؤوا إلى الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ (( قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ )) ، جملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات ، نشهد ، وإن ، واللام ، نشهد إنك لرسول الله ، وهل كلامهم صحيح ؟ أجيبوا .
الطالب : لا والله .
الشيخ : لأ ، ولهذا كذبهم الله فقال : (( وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ )) لكن أدخل قبل هذا التكذيب قوله : (( وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ )) حتى لا يتوهم واهم خلاف المقصود ، فالله عز وجل يعلم أن محمدا رسوله ، ويشهد بذلك كما قال الله تعالى : (( لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً )) .
إن الله تعالى يعلم أن مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّه ويشهد بذلك ، ويشهد إن المنافقين لكاذبون في قولهم : إيش ؟ (( نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ )) يعني هم كاذبون في الشهادة ، لا في المشهود به ، المشهود به حق ، وهو أن مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ، لكن الشهادة كاذبة باطلة ، لماذا يشهدون هذه الشهادة المؤكدة ، أن مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ؟ قل يا أخ ، أنت ؟
الطالب : ... .
الشيخ : إقرأ الآية : (( يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ )) ـ إقرأ ـ اتخذوا ـ خلاص ـ (( اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً )) يعني يجعلوها جنة يستترون بها ويخفون أمرهم ، ولكن الله يفضحهم ولله الحمد .