تفسير قوله تعالى"....وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ...". حفظ
الشيخ : ثم بين الله أن هؤلاء المنافقين ذوو هيئة حسنة جميلة ، وذوو بلاغة عظيمة فقال : (( وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ )) ما شاء الله هذا العالم الكبير ، هذا الذي ليس أحد يماثله ، ليس أحد يماثله ، هيئة عظيمة (( وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ )) تسمع غصب عليك تسمع ، ليش ؟ لبلاغتهم وفصاحته ، فتظنه حقا وهو باطل كالسراب (( يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ )) ولهذا قال : (( كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ )) وصف منطبق تماما عليهم ، الخشب جماد لا خير فيها ، وهي خشب لم تعتمد على نفسها ، ولكنها مسندة ، إذا رأيت هذه الخشبة الكبيرة العظيمة تستعظمها ، ولكنها مسندة على إيش ؟ على إيش ؟ على جدار ، إذا سقط الجدار سقطت ، فلا خير فيهم ، واسمع إلى بهتانهم وجرأتهم وخبثهم .
(( يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا )) يعني : يقول بعضهم لبعض لا تعطوا المسلمين شيئا لا صدقة ولا هدية ولا شيئا ، حتى ينفضوا ، وا ، سأفسرها فإن أخطأت قولوا خطأ ، فإذا انفضوا ، فأنفقوا ؟
الطالب : لا .
الشيخ : (( لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا )) فإذا انفضوا عنه فأنفقوا ؟ من يوافقني على هذا التفسير ؟
الطالب : لا لا .
الشيخ : توافقوني على هذا ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا ، ولهذا نقول حتى هنا للتعليل ، وليست للغاية ، يعني لا تنفقوا عليهم لأجل أن ينفضوا ، ويدعوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فما أجهل هؤلاء المنافقين أيظنون أن صحابة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتركونه من أجل لقمة العيش ؟! لا والله ، ولهذا لما قال مندوب قريش في " صلح الحديبية " للنَّبِيّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ :
" إِنِّي لاَ أَرَى مَعَكَ إِلاَّ أَوْبَاشًا " يعني أناس مجمعين " يوشك أن يدعوك " قال له أبو بكر رضي الله عنه : " اُمْصُصْ بَظْرَ اللاَتِ " اُمْصُصْ بَظْرَ اللاَتِ ، فهذه كلمات ثلاث امصص ، وبظر ، واللات من يعرفها ؟ تفضل .
الطالب : ...
الشيخ : إيش ؟
الطالب : ...
الشيخ : لكن هذه ، واللات على كلامك ، أنثى ، يعني اللات نقص بظرها تختنها ؟
الطالب : ...
الشيخ : أي ، ـ استرح ـ المص : معروف ولا يحتاج أن نبينه كلنا يعرف المص ، والبظر : كما قال الأخ " اللحمة الزائدة في فرج الأنثى " واللات : الصنم ـ شوف الكلام القوي من أبي بكر رضي الله عنه ـ ، يقول : اذهب أنت عند اللات امصص بظرها ولن يأتيك من بظرها إلا البول ، واضح يا جماعة ؟ " أنحن ندع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ؟
أيضا هؤلاء المنافقون (( يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى )) إيش ؟ (( حَتَّى يَنْفَضُّوا )) عنه ، قال الله تعالى : (( وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ )) فليست الخزائن عندكم أيها المنافقون ، ولا عند أحد من الناس الخزائن عند من ؟
الطالب : عند الله .
الشيخ : عند الله عز وجل (( وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ )) .