تفسير قوله تعالى :" بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب - إلى قوله - وعندنا كتاب حفيظ " . حفظ
الشيخ : فنقضت العهد فانتقض العهد منهم ، فأقول : القرآن كما وصفه الله مجيد (( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ )) وقال هنا (( وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ))
((بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ )) عجبوا ، الفاعل من ؟ سبحان الله ! (( بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ )) قريش ، منهم يعرفونه ويصفونه بصفات العقل والأمانة .
(( بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ )) ولم يقل فقالوا هذا شيء عجيب ، بل أظهر في موضع الإضمار ، من أجل أن يسجل عليهم ، أنهم كانوا كافرين (( فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ )) إيش العجب ؟ (( أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً )) نبعث ؟ فالاستفهام هنا للإنكار والتكذيب (( أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ )) يعني لن نرجع ، فجعلوا هذا شيئا عجبا ، ذلك شيء عجيب ، وما هو العجب حقيقة ؟ .
أن ننكر البعث ، هذا العجب ، لأنه كيف ننكر البعث ؟! والذي سيبعثنا الرب الذي هو على كل شيء قدير ، كيف ننكر البعث ؟! والذي يبعثنا هو الذي خلقنا أول مرة ، والقادر على خلقنا أول مرة ؟ قادر على إعادتنا من باب ؟ من باب أولى قال الله تعالى : (( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ )) (( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ )) طيب طيب (( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ )) .
إذن ما هو العجب ؟ العجب أن يبعث الناس بعد الموت ، أو أن ينكر منكر البعث بعد الموت ؟ الثاني أو الأول ؟ الثاني هذا العجب ، انظر مكابرة المشركين ، لما قيل لهم إن الله إله واحد ماذا قالوا ؟ قالوا : (( إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجابٌ )) قالوا : (( أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجابٌ )) .
قاتلكم الله ! العجاب والله أن ينكر منكر وحدانية الله ،! العجيب والله ، أن ينكر منكر قدرة الله على البعث ، قال الله تعالى : (( قَدْ عَلِمْنا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ )) يعني : من أجسامهم فإن الأرض تأكل الأجسام ، فإن الأرض تأكل أجساد بني آدم ، إلا صنفا واحدا من بتني آدم لا تأكلهم الأرض ، من هم ؟ .
الأنبياء عَلَيْهِم الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، حرم الله على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ، كما صح ذلك عن االنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حرم الله على الأرض هل الأرض مكلفة ؟ الأرض مكلفة كل شيء أمام أمر الله مكلف ، حتى الجماد ، قال الله تبارك وتعالى في سورة فصلت : (( ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ )) إيش ؟ (( ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً )) ماذا قالتا ؟ (( قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ )) .
فالأرض تأكل بني آدم إلا الأنبياء ، وإلا عجب الذنب وهو قطعة صغيرة في أسفل ظهر الإنسان ، تكون كالبذرة للشجرة ليخلق منها الإنسان عند إعادته يوم القيامة ، سبحان الله العظيم كل شيء له سبب (( وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ )) كتاب حافظ كتب الله فيه أعمال بني آدم ، وقد فصل هذا في قوله تعالى :