تفسير قوله تعالى :" ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد - إلى قوله - ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ". حفظ
الشيخ : (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ )) بين لي حبل الوريد ما هو ؟ إيش إيش هه ؟ ارفع صوتك علشان أسمع ، هو إيش ؟ يعني : عصب الرقبة أنتم تسمعون ويش يقول ؟ استرح ، تفضل .
الطالب : ... .
الشيخ : لكن حبل الوريد ويش ما هو ؟
الطالب : الشريان .
الشيخ : طيب الشريان ما هو ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ـ استرح ـ هو عرق غليظ يسمى الشريان ، ويسمى الوريد وهو أقرب ما يكون من الإنسان (( إوَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ )) وتقدير الآية الكريمة عن اليمين قعيد ، وعن الشمال ، وكلهما الله تبارك وتعالى بكتابة أعمال العبد (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ )) أي عنده (( رَقِيبٌ )) أي مراقب (( عَتِيدٌ )) أي حاضر فيكتب ،كل الأقوال يكتبها ؟ كلها التي يؤجر عليها والتي يؤزر عليها واللغو ، لأن الإنسان أقواله ثلاثة أقسام :
قول يكون عليه مأجورا ، وقول يكون به مأزورا ، وقول هو لغو يكون به محروما ، أليس كذلك ؟ .
قول يكون به مأجورا : ما هو ؟ قول الحق .
قول يكون به مأزورا : قول الباطل .
قول يكون به محروما : إيش هو ؟ اللغو .
فإن اللغو الذي ليس به أجر ولا وزر ، فيه حرمان ، لأن الإنسان لو استغله فيما يثاب عليه ، لكسب الوقت ، وما أكثر ما نلغو به من الكلام نسأل الله أن يعفو عنا .
ولهذا قالت عائشة : ( يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ، مَا أَقُولُ فِيهَا ؟ قَالَ : قُولِي : اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ ) .
إذن ما يلفظ من قول أي قول كان ، فإن لديه رقيا عتيدا ، دخل أحد أصحاب الإمام أحمد على الإمام أحمد رحمه الله ، وهو مريض يئن ، ويش معنى يئن ؟ يعني صوت وأنين من شدة المرض فقال له : " يا أبا عبد الله إن فلانا من التابعين يقول : إن الملك يكتب حتى أنين المريض ، فلما قال له هذا تصبر رضي الله عنه ورحمه ، تصبر حتى كان يحبس نفسه عن أنين المرض " شوف الورع ، الورع التام في الأئمة بخلاف نحن ألسنتنا دائما شغالة بالكلام اللغو والطيب والرديء .