تفسير قوله تعالى من سورة الأعراف :" يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون ". حفظ
الشيخ : وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين ، وعلى آله وأصحابه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد .
فقد استمعنا إلى ما تلاه إمامنا في هذا الفجر ، فجر يوم العاشر من رمضان ، عام ثمانية عشر وأربع مئة وألف ، وسنتكلم بمعونة الله تعالى وتوفيقه ، على ما تيسر مما سمعنا .
فمن ذلك قوله تعالى : (( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ )) ـ اجلسوا بارك الله فيكم تتعبون وتشوشون على الآخرين ـ (( يَا بَنِي آدَمَ )) .
خاطب الله سبحانه وتعالى البشر ، بهذا النداء يا بني آدم ، وآدم هو أبو البشرية ، خلقه الله تعالى من تراب وعلمه أسماء كل شيء ، وأسجد له ملائكته ، وأسكنه جنته ، ولكن الله تعالى بحكمته قدر ما حصل من المخالفة من آدم وزوجه ، ثم أمرهما أن يهبطا إلى الأرض لحكمة أرادها الله عز وجل .
وآدم هو أول الأنبياء ، ونوح هو أول الرسل ، فلم يرسل أحد قبل نوح ، كما قال الله تبارك وتعالى : (( إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ )) قال : (( إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ )) وقال الله تبارك وتعالى : (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ )) .
وفي حديث الشفاعة الطويل ، أن الناس يقولون لآدم إذا طلبوا منه أن يشفع لهم إلى الله عز وجل ليريحهم من الموقف العظيم يقولون له : " أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض " .
وبهذا نعرف أن آدم عَلَيْهِ السَّلَامُ ، ليس رسولا ولكنه نبي ، ونعرف أن إدريس النبي الرسول ليس قبل نوح ،كما يوجد في كتب التاريخ فإن كتب التاريخ تقول إن إدريس من آباء نوح ، وأن هذا لا شك أنه كذب ولا يجوز اعتقاده ، لأن أول الرسل هو نوح عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ .
وأما آدم فمن قال إنه رسول فقد أخطأ ، واستمع إلى قول الله عز وجل : (( كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً )) يعني على دين واحد (( فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ )) .
وهذا دليل واضح على أن الناس كانوا على ملة واحدة ثم اختلفوا فأرسل الله الرسل ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا ، فيه .
إذن عقيدتنا : رقم واحد أن آدم إيش ؟ نبي وليس برسول .
ثانيا : رقم اثنين أن نوحا عليه السلام هو أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض .
ثالثا : أن إدريس ليس قبل نوح ، بل هو من بعده لأنه يلزم من قولنا أن نوحا هو أول الرسل ، أن يكون إدريس بعده وهذا لا شك فيه ،أحببت أنبه على هذا لئلا يغتر بعض الناس ، بما يوجد في كتب التاريخ ، التي ليس لها في الغالب ، ليس لها زمام ولا إسناد صحيح ، هذا في الغالب .
وإلا فمن المعلوم أن التاريخ منه ما هو صحيح يكاد أن يكون مقطوعا به ، ومنه ما دون ذلك ومنه ما هوضعيف جدا ، ومنه ما هو لا أصل له أبداً .
(( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ )) لباسا يواري أي يغطي ، سواءتكم أي عوراتكم ، وهذا اللباس الضروري الذي يحتاجه كل إنسان ، وريشا هذا لباس الجمال ، لأن لباس الناس ينقسم إلى قسمين : منه ما هو ضروري ، ومنه ما هو كمالي ما هو ضروري ؟ الضروري : ما يواري به الإنسان عورته ، سواء من قطن أو من صوف أو من جلود أو من غير ذلك .
وأما الكمالي : هو لباس الجمال والزينة ، يعني هذا زائد على اللباس الضروري ، وكلاهما من نعم الله عز وجل ، بل كلاهما من آيات الله كما قال تعالى : (( ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ )).
فقد استمعنا إلى ما تلاه إمامنا في هذا الفجر ، فجر يوم العاشر من رمضان ، عام ثمانية عشر وأربع مئة وألف ، وسنتكلم بمعونة الله تعالى وتوفيقه ، على ما تيسر مما سمعنا .
فمن ذلك قوله تعالى : (( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ )) ـ اجلسوا بارك الله فيكم تتعبون وتشوشون على الآخرين ـ (( يَا بَنِي آدَمَ )) .
خاطب الله سبحانه وتعالى البشر ، بهذا النداء يا بني آدم ، وآدم هو أبو البشرية ، خلقه الله تعالى من تراب وعلمه أسماء كل شيء ، وأسجد له ملائكته ، وأسكنه جنته ، ولكن الله تعالى بحكمته قدر ما حصل من المخالفة من آدم وزوجه ، ثم أمرهما أن يهبطا إلى الأرض لحكمة أرادها الله عز وجل .
وآدم هو أول الأنبياء ، ونوح هو أول الرسل ، فلم يرسل أحد قبل نوح ، كما قال الله تبارك وتعالى : (( إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ )) قال : (( إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ )) وقال الله تبارك وتعالى : (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ )) .
وفي حديث الشفاعة الطويل ، أن الناس يقولون لآدم إذا طلبوا منه أن يشفع لهم إلى الله عز وجل ليريحهم من الموقف العظيم يقولون له : " أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض " .
وبهذا نعرف أن آدم عَلَيْهِ السَّلَامُ ، ليس رسولا ولكنه نبي ، ونعرف أن إدريس النبي الرسول ليس قبل نوح ،كما يوجد في كتب التاريخ فإن كتب التاريخ تقول إن إدريس من آباء نوح ، وأن هذا لا شك أنه كذب ولا يجوز اعتقاده ، لأن أول الرسل هو نوح عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ .
وأما آدم فمن قال إنه رسول فقد أخطأ ، واستمع إلى قول الله عز وجل : (( كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً )) يعني على دين واحد (( فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ )) .
وهذا دليل واضح على أن الناس كانوا على ملة واحدة ثم اختلفوا فأرسل الله الرسل ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا ، فيه .
إذن عقيدتنا : رقم واحد أن آدم إيش ؟ نبي وليس برسول .
ثانيا : رقم اثنين أن نوحا عليه السلام هو أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض .
ثالثا : أن إدريس ليس قبل نوح ، بل هو من بعده لأنه يلزم من قولنا أن نوحا هو أول الرسل ، أن يكون إدريس بعده وهذا لا شك فيه ،أحببت أنبه على هذا لئلا يغتر بعض الناس ، بما يوجد في كتب التاريخ ، التي ليس لها في الغالب ، ليس لها زمام ولا إسناد صحيح ، هذا في الغالب .
وإلا فمن المعلوم أن التاريخ منه ما هو صحيح يكاد أن يكون مقطوعا به ، ومنه ما دون ذلك ومنه ما هوضعيف جدا ، ومنه ما هو لا أصل له أبداً .
(( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ )) لباسا يواري أي يغطي ، سواءتكم أي عوراتكم ، وهذا اللباس الضروري الذي يحتاجه كل إنسان ، وريشا هذا لباس الجمال ، لأن لباس الناس ينقسم إلى قسمين : منه ما هو ضروري ، ومنه ما هو كمالي ما هو ضروري ؟ الضروري : ما يواري به الإنسان عورته ، سواء من قطن أو من صوف أو من جلود أو من غير ذلك .
وأما الكمالي : هو لباس الجمال والزينة ، يعني هذا زائد على اللباس الضروري ، وكلاهما من نعم الله عز وجل ، بل كلاهما من آيات الله كما قال تعالى : (( ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ )).