بيان الأدلة على تحريم إسبال الثياب تحت الكعب مع الرد على المخالفين في ذلك . حفظ
الشيخ : الدليل ؟ هل يعني أسألكم هل أطالب بالدليل إذا قلت إن هذا حرام ؟ لأن الأصل الإباحة ، فلا بد من دليل .
الدليل : استمع إليه ، قول النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ : ( مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فَفِي النَّارِ ) ، ما أسفل من الكعبين ففي النار .
هذا الخبر من الصادق المصدوق عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، هل يراد به التحذير ؟ أو يراد به الإخبار المجرد ؟ أجيبوا يا جماعة ؟
الطالب : التحذير .
الشيخ : التحذير لا شك إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لم يقل هذا إلا ليحذرنا ، كما قال في الذين توضؤوا ، وأخلوا بواجب غسل الرجل نادى بأعلى صوته وقال : ( وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ ) يقول هذا الذي نزّل ثوبه إلى كعبه يقول : " أنا لم أفعله خيلاء " فيقال :
الحديث عام ( مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فَفِي النَّارِ ) ولم يقيده النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فإن قال : إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاَءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ ) وقال : ( ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ،
ـ قال له أبو ذر من هم يا رسول الله خابوا وخسروا ـ ؟ قال : الْمُسْبِلُ ، وَالْمَنَّانُ ، وَالْمُنْفِقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ )
.
الشاهد من هذا الحديث قوله : ( الْمُسْبِلُ ) هذا صحيح مطلق ، يقيد بما إذا كان مسبلا خيلاء ، أما إذا أسبل لغير الخيلاء فنقول : ( مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فَفِي النَّارِ ) يعني : إذا أسبل لغير الخيلاء أتى الحديث الآخر وهو : ( مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فَفِي النَّارِ ) ولا يمكن أبداً أن يقال إن قوله : ( مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فَفِي النَّارِ ) مقيد بقوله ( خُيَلاَءَ ) وذلك لاختلاف العملين ، واختلاف الحكمين ، والدليلان إذا اختلفا في الحكم ، واختلفا في العمل ، لا يمكن أن يقيد أحدهما بالآخر .
يقول بعض الناس : أليس أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه لما سمع بالحديث قال : " يا رسوا لله إِنَّ أَحَدَ شِقَّيْ ثَوْبِي يَسْتَرْخِي عليّ حتى أَتَعَاهَدَه " فَقَالَ له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّكَ لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ خُيَلاَءَ ) إِنَّكَ لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ خُيَلاَءَ ، لماذا ؟
لأن أبا بكر يقول : يسترخي علي إلا أن اتعاهده ، فكان إذا استرخى رفعه ، والذي يسترخي إزاره ثم ينزل إلى ما دون الكعبين ثم يرفعه لم يصنعه خيلاء .
لكن هل هؤلاء الذين يسبلون ثيابهم هل هي تسترخي عليهم ، إلا أن يتعاهدوها أجب يا أخ ؟ الأخ أجب ، هه ، طيب ، استرح ،
الجواب : لأ ، ليست تسترخي عليهم حتى يتعاهدوها لكنهم يتعمدون أن تسترخي ، يقولون للخياط : نزل الثوب حتى يسحب على الأرض ، فنقول لهؤلاء أنتم صنعتموه خيلاء ، وإلا ما الذي أوجب لكم أن تزيدوه على الكعبين ، مع أن في ذلك نقصا في المال فإنه كلما طال الثوب كثرت القيمة ، وفيه أيضا عرضة لكون الثوب يتقطع أسفله من حك الأرض ، وفيه عرضة لكون الثوب يتوسخ أسفله إذا انجر على الأرض أليس كذلك ؟ .
ولهذا استمع إلى قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه :