معنى قوله :" أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له ". حفظ
الشيخ : في حديث فاطمة الذي معنا ، دليل على أنه يجوز أن يذكر الإنسان الغائب بما يكره ، إذا كان المقصود بذلك إيش ؟ النصيحة وجه الدلالة : أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لفاطمة : ( أمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ ) يعني لا تتزوجيه لأنه ما عنده مال ، وإذا لم يكن عنده مال ، فمن أين ينفق عليك ؟ فتبقى المسألة مشكلة ؟
وفي هذا دليل على ملاحظة المال ، بالنسبة لقبول الزوج يعني بعض الناس يأخذ بعموم قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا آتاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهَ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ ) ويقول يجب أن ننكحه ولو كان أفقر عباد الله ، وهذا ليس بواجب إذا كان الرجل فقيرا لا يملك النفقة الواجبة فللزوجة أن تمتنع ، ولأولياءها ان يمتنعوا من قبوله ، ولو كان من أتقى الناس .
ولكن لا شك أن اعتبار المال أمر ثانوي ، وأن المهم هو إيش؟ الدين والخلق ، لكن الإنسان يريد أن يعيش ، فكيف يزوج الإنسان ابنته رجلا فقيرا مدينا ، كل ساعة يقرع بابه أهل الدين ، هذا متعب وإن كان على خلق عظيم ودين قويم ، لكن كما قلت لكم : إن هذا أمر ثانوي والمهم هو إيش؟ الدين والخلق طيب ، لكن كون الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول : ( إن مُعَاوِيَةُ صُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ ) يعني فلا تزوجيه يدل على أنه تجوز مراعاة المال بالنسبة للخاطب ، وقال في أبي جهم : ( إنه لَا يَضَعُ ال ) تفضل ، ـ قم اشوي ـ قال في أبي جهم : ( أنه لَا يَضَعُ العَصَا عَنْ عَاتِقِهِ ) ويش معنىاه ؟ ويش معنى ( لَا يَضَعُ العَصَا عَنْ عَاتِقِهِ ) ؟ هه ، أولاً تعرف العاتق ولا ما تعرفه ؟
الطالب : هذا .
الشيخ : هذا ، هه ؟ العاتق ما بين الرقبة وطرف الكتف ، طيب وما معنى قوله : ( إنه لَا يَضَعُ العَصَا عَنْ عَاتِقِهِ ) ما معناه ؟ يعني أنه راعي غنم دائما العصا على ؟ هه
الطالب : يضرب .
الشيخ : يضرب ، أحسنت ، من أين عرفت من أن المراد يضرب ؟ أنت ما حضرت أمس ؟
الطالب : حاضر .
الشيخ : حاضر ، أجل ، أطالبك بهذا ؟ لا تنظر لإخوانك يا شيخ ـ استرح طيب ـ
الطالب : قيل أن المراد بأنه لا .
الشيخ : اترك قيل ، ما قيل ، هذا الأخ يقول إنه يضرب النساء فأقول : ما دليلك على أنه يضرب النساء ؟
الطالب : لأنه العصا قريبة .
الشيخ : خطأ ، استرح ، نعم ؟
الطالب : ورد في بعض ألفاظ الحديث أنه ضراب للنساء .
الشيخ : أحسنت ، استرح ، لأنه في بعض ألفاظ الحديث ( وأَمَّا أَبُو جَهْمٍ فضَرَّابٌ لِلنِّسَاءِ ) إذن الحديث يفسر بعضه بعضا ، طيب ،
وعلى هذا فإذا جاءك إنسان يستشريك في شخص ليزوجه ، أو يعامله ببيع أو شراء أو تأجير أو رهن ، وكنت ترى فيه عيبا ، فالواجب عليك إيش ؟ أن تبيّنه ، الواجب أن تبينه ، طيب فإن لم يستشرك ، وأنت تعلم أن فيه عيبا ، هل يلزمك أن تذهب وتخبره أو لأ ؟ .
مثال ذلك : سمعت أن فلانا خطب من هؤلاء القوم ، وأنت تعرف أن هذا الخاطب منحرف ، منحرف ليس له أخلاق ، أخلاقه بالية ، هل يلزمك أن تذهب إلى أهل المخطوبة ، وتقول : سمعت أن فلانا خطب منكم ، ولكن الرجل غير صالح ، وفيه كذا وكذا ، أو تقول هؤلاء لم يستشيروني فلست بملزوم ؟
الجواب : الظاهر لي أنه يلزمه ، يلزمه أن يذهب إليهم ، ويقول . ـ هذا ـ سمعت أن فلانا خطب منكم ، والرجل فيه كذا وكذا ، لكن بشرط أن يكون قد تيقن هذا الخلق فيه ، أما مجرد كلام الناس فإنه لا يعتمد عليه . وفيه أيضا :