معنى قوله :" فأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال تلك امرأة يغشاها أصحابي اعتدى عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك " مع ذكر فوائد الحديث . حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديث من الفوائد : أنه لا بأس أن يتردد الناس إلى المرأة التي تطعمهم ، وتنفق عليهم ، لكن بدون خلوة .
دليل ذلك قصة أم شريك رضي الله عنها ، فإن الناس كانوا يأتونها إذا صلوا الجمعة ، ليطعموا عندها شيئا ، تصلحه لهم فيأكلون ، وقد أمر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فاطمة أن تعتد في بيت أم شريك ، ثم بعد ذلك عدل وقال : ( اعْتَدِّي في بيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ ) .
وفي هذا الحديث دليل على أن المرأة ، يجوز لها أن تنظر إلى الرجل لقوله : ( اعْتَدِّي في بيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَعْمَى ) ، وهذا هو الواقع هو الشرع والواقع ، أن المرأة يجوز لها أن تنظر إلى الرجل إلى وجهه وإلى كفيه وإلى قدميه ، بشرط ألا يتبع ذلك لذة ، ولا تمتع بالنظر إلى الرجل ، فإن صاحب ذلك النظر شهوة أو تمتع ، كان هذا ممنوعا .
إنما مجرد النظر للرجل لا بأس به بالنسبة للمرأة ، عكس الرجل فالرجل لا يجوز أن ينظر للمرأة ، لا لشهوة ولا لمتعة ولا لغير ذلك ، والفرق ظاهر ، لأن تعلق الرجل بالمرأة ، أشد من تعلق المرأة بالرجل ، ولذلك كان الذي يطلب هو الرجل يخطب المرأة ، ولم تكن نساء يخطبن الرجال ، فلما كان كذلك كان نظر الرجل إلى المرأة حراما ، إلا أن تكون زوجته أو من محارمه .
وأما نظر المرأة إلى الرجل فلا بأس به ، قلت لكم بشرطين هما ؟ نظر المرأة للرجل جائز بشرطين ؟
الطالب ... .
الشيخ : نعم استرح ، نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : تمام أحسنت ، أن يكون بدون شهوة ، وبدون تمتع ، والفرق أن الشهوة : الشهوة الجنسية ، والتمتع : الاستمتاع واستراحة النفس والاستئناس ، بدون شهوة ، بدون ، شهوة جنسية ، فالمهم أن المرأة لا بأس أن تنظر للرجل .
وأما حديث : ( أن ابن أم مكتوم دخل على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعنده امرأتان ، فأمرهما أن يحتجبا ، أمرهما أن تحتجبا ، فقالتا يا رسول الله إنه رجل أعمى فقال : " أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا " ) ، فهذا حديث ضعيف لا تقوم به حجة .
وفي هذا الحديث أيضا ، حديث فاطمة بنت قيس دليل على أن المرأة البائن ، لا يجب عليها أن تبقى في بيت زوجها ، بل لو فرض أنها بقيت مع أولادها ، فإنه لا يحل لزوجها أن ينظر إليها ، ولا أن يخلو بها ، لأنها أجنبية منه ، فإن قال قائل : كيف تعتد في بيت ابن أم مكتوم ، والمرأة لا يجوز للرجل أن يخلو بها ؟ قلنا من قال : إن بيت ابن أم مكتوم ليس فيه أحد ، فيه أهله ، فلا خلوة ولهذا نقول يحرم على الرجل أن يخلو بالمرأة ، سواء كانت من أقاربه أو غير أقاربه إلا أن يكون محرما لها .
ولقد قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ إياكم بمعنى إيش ؟ أحذركم أن تدخلوا على النساء ، قالوا : يَا رَسُولَ اللهِ أرأيت الْحَمْوَ ؟ ـ يعني أقراب الزوج يدخلون على بيته ـ قَالَ : الْحَمْوُ الْمَوْتُ ) ويش معنى الموت ؟ يعني فروا منه ومن الخلوة به ، كما تفرون من الموت ، مثل ما نقول نحن " الحمو هو البلاء " فالمعنى أن الحمو هو البلاء ، لأن قريب الزوج إذا دخل على بيت الزوج لا يستغرب ، ولا يقال ليش دخل ، وهو يدخل بدون أن يستحيي ، فإذا دخل بامرأته ـ إمرأة قريبه ـ فالخطر داهم وعظيم ، وكم من بلاء حدث بخلو الرجل بامرأة قريبه .
هنا مشكلة اجتماعية ، إذا كان الإنسان له زوجة وعنده أخ ، وليس في البيت إلا هؤلاء الثلاثة ، فماذا يصنع أخو الزوج ، إذا خرج الزوج إلى العمل ، وبقيت الزوجة في البيت ماذا يصنع ؟ أجيبوا نعم ، تفضل .
الطالب : يخرج من البيت .
الشيخ : يخرج من البيت هذا حل ، استرح ، لكن إذا كان لا يخرج الرجل كثير النوم ، وإذا قام يحتاج إلى فطور ومشاكل ، ويقول ما أخرج ، نعم ،
الطالب : ... .
الشيخ : هذا طيب ، لأ ، الحل الثاني أن يزوج أخاه ، ويكون في البيت امرأتان ورجلان . لكن إذا قال أنا ما عندي شيء ، ليس عندي ما أزوجه .نعم ؟ .
الطالب : ... .
الشيخ : تغلق على نفسها في حجرة ، مشكل ، هذا حبس طيب نعم ؟
الطالب : ... .
الشيخ : هذا يقول حل آخر ، يتزوج هذا الرجل بزوجة أخرى ، ويكون في البيت امرأتان ولا يكون خلوة ، لكن إذا قال ما عندي شيء ، ثم إذا قال أيضا لو عندي شيء ، لو تزوجت مشكلة مع الزوجة الأولى ، نعم ؟
الطالب : ... .
الشيخ : يقول يجعله في ملحق ، ملحق البيت ، ويغلق الباب الذي بينه وبين الزوجة ، ـ عندك شيء قم ـ
الطالب : ... .
الشيخ : الحل الأخير ، أن يخرجه من البيت وهذا مشكل أيضا ، يخرج أخاه من البيت ، قد يكون هذا الأخ شابا ، لو خرج من البيت لهلك إيش ؟
الطالب : ترضعه .
الشيخ : ترضعه ، هذا غلط ، تفضل إيش ؟
الطالب : يصوم .
الشيخ : دعنا من ...كونه يصوم حتى لو صام ، لا يجوز أن يخلو بالمرأة ، هذا انتهى .
على كل حال المسألة مشكلة ، بعض الناس يقول : هذا أخي وأنا آمن وواثق والزوجة طاهرة عفيفة ، ولا يكون إلا خير إن شاء الله فيتمنى على الله الأماني ، ولم يعلم أنه ما خلا رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ، ولا شك أن هذا غلط ، فالواجب الفصل بين الزوجة وبين الرجل بأن يجعل بينهما ، باب يغلق ويكون مفتاحه مع الزوج يخرج به معه ، ويحرص غاية الحرص على ألا يكون مع الزوجة مفتاح ومع ذلك يراقب المسألة ، يراقب المسألة ، ولا يتهاون في الأمر ، ما دام النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول : ( الْحَمْوُ الْمَوْتُ ) ، فإنه يجب علينا أن نحذر من الموت ، أن نحذر من الحمو كما نحذر من الموت ، في بعض الحلول التي طرحت ما سمعتموها أن ترضعه ، وتعجبت من هذا ، ولكن لا عجب لأن المجيب بهذا له شيء من الشبهة ، وهو في قصة سالم مولى ؟ :
قصة سالم أن زوج المرأة تبناه ، أي جعله ابنا له ، وكان الناس في أول الأمر ، يتبنى الإنسان من يراه أديبا صالحا للتبني ، فيقول : " أنت ابني " ويقول : " أنت أبي " فقد تبنى هذا سالما ، وصار عندهم في البيت بمنزلة الابن تماما ، فلما أنزل الله عز وجل نسخ التبني وإبطال التبني ، وقال الله تعالى : (( مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ )) ، فبطل التبني ، فجاءت امرأة حذيفة إلى الرسول عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وقالت إن الأمر مشكل مع سالم ، لأن سالما كان لهم بمنزلة الابن تماما ، يدخل ويخرج ويعمل كما يعمل الابن ، وفي التحرز منه مشقة شديدة ، فقال لها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عَلَيْهِ ) فأرضعته وصار ابنها من الرضاع ، وإذا صار ابنها من الرضاع ، صار محرما لها .
فاستدل بعض العلماء رحمهم الله بهذه القصة على أنه إذا احتيج إلى اجتماع الرجل مع المرأة ، فإنها ترضعه لكن هذا قول ضعيف ، مخالف لرأي الجمهور ، ويدل لضعفه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما قيل له أرأيت الحمو ؟ قال إيش : ( الْحَمْوُ الْمَوْتُ ) ولم يقل الحمو ترضعه زوجة قريبه فيكون محرما ، فلما لم يرشد إلى ذلك ، علم أنه لا يصح إرضاع الكبير ولا يؤثر ، ويدل لذلك أيضا ، قول الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنَ الْمَجَاعَةِ ) يعني أن اللبن لا ينفع إلا إذا كان يغني من الجوع ، والذي قد فطم وكبر لا ينفعه الرضاع ولا يغنيه من الجوع ، يحتاج إلى طعام .
لكن لو قال قائل : إن من القواعد " أن الشريعة الإسلامية لا تعلق الأحكام بالأشخاص وإنما تعلق الأحكام بإيش؟ بالأوصاف " انتبهوا إلى هذه القاعدة المفيدة جدا " الشرع لا يعلق بالأشخاص يعلق بالأوصاف " فإذا كان سالم أرضعته امرأة حذيفة وصار ابنا ، لها فإننا لا نخص سالما بذلك ، لأننا لو خصصناه بذلك لكان هذا من باب تخصيص الشرع بإيش ؟ بالأشخاص ، وهذا ممنوع ، قلنا :نعم لا نخصص الشرع بالأشخاص ، ولا يمكن ان يثبت لشخص معين حكم دون سائر الأمة ، إلا لسبب .
السبب هنا : لا يمكن أن يوجد بعد أن نسخ الله التبني ، لأن سالما مولى أبي حذيفة ، مولى حذيفة ، " ليس العلة أنه يدخل ويخرج " " العلة أنه كان في الأول إيش ؟ ابنا " والآن لا يمكن التبني إطلاقا ، فلو فرض أن هناك تبنيا ، ولا يمكن أن يكون بعد النسخ ، لقلنا الناس سواء ، سالم وغيره سواء ، لكن هذا غير ممكن .
ولذلك لا يمكن أن نستدل بقصة سالم على أن ، إرضاع الكبير مؤثر لما سمعتم .
انتهى ، طيب الآن إلى الأسئلة لأن الوقت انتهى . وقت الكلام على الحديث نعم .
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
الشيخ : نعم . إيش يقول ؟
دليل ذلك قصة أم شريك رضي الله عنها ، فإن الناس كانوا يأتونها إذا صلوا الجمعة ، ليطعموا عندها شيئا ، تصلحه لهم فيأكلون ، وقد أمر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فاطمة أن تعتد في بيت أم شريك ، ثم بعد ذلك عدل وقال : ( اعْتَدِّي في بيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ ) .
وفي هذا الحديث دليل على أن المرأة ، يجوز لها أن تنظر إلى الرجل لقوله : ( اعْتَدِّي في بيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَعْمَى ) ، وهذا هو الواقع هو الشرع والواقع ، أن المرأة يجوز لها أن تنظر إلى الرجل إلى وجهه وإلى كفيه وإلى قدميه ، بشرط ألا يتبع ذلك لذة ، ولا تمتع بالنظر إلى الرجل ، فإن صاحب ذلك النظر شهوة أو تمتع ، كان هذا ممنوعا .
إنما مجرد النظر للرجل لا بأس به بالنسبة للمرأة ، عكس الرجل فالرجل لا يجوز أن ينظر للمرأة ، لا لشهوة ولا لمتعة ولا لغير ذلك ، والفرق ظاهر ، لأن تعلق الرجل بالمرأة ، أشد من تعلق المرأة بالرجل ، ولذلك كان الذي يطلب هو الرجل يخطب المرأة ، ولم تكن نساء يخطبن الرجال ، فلما كان كذلك كان نظر الرجل إلى المرأة حراما ، إلا أن تكون زوجته أو من محارمه .
وأما نظر المرأة إلى الرجل فلا بأس به ، قلت لكم بشرطين هما ؟ نظر المرأة للرجل جائز بشرطين ؟
الطالب ... .
الشيخ : نعم استرح ، نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : تمام أحسنت ، أن يكون بدون شهوة ، وبدون تمتع ، والفرق أن الشهوة : الشهوة الجنسية ، والتمتع : الاستمتاع واستراحة النفس والاستئناس ، بدون شهوة ، بدون ، شهوة جنسية ، فالمهم أن المرأة لا بأس أن تنظر للرجل .
وأما حديث : ( أن ابن أم مكتوم دخل على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعنده امرأتان ، فأمرهما أن يحتجبا ، أمرهما أن تحتجبا ، فقالتا يا رسول الله إنه رجل أعمى فقال : " أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا " ) ، فهذا حديث ضعيف لا تقوم به حجة .
وفي هذا الحديث أيضا ، حديث فاطمة بنت قيس دليل على أن المرأة البائن ، لا يجب عليها أن تبقى في بيت زوجها ، بل لو فرض أنها بقيت مع أولادها ، فإنه لا يحل لزوجها أن ينظر إليها ، ولا أن يخلو بها ، لأنها أجنبية منه ، فإن قال قائل : كيف تعتد في بيت ابن أم مكتوم ، والمرأة لا يجوز للرجل أن يخلو بها ؟ قلنا من قال : إن بيت ابن أم مكتوم ليس فيه أحد ، فيه أهله ، فلا خلوة ولهذا نقول يحرم على الرجل أن يخلو بالمرأة ، سواء كانت من أقاربه أو غير أقاربه إلا أن يكون محرما لها .
ولقد قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ إياكم بمعنى إيش ؟ أحذركم أن تدخلوا على النساء ، قالوا : يَا رَسُولَ اللهِ أرأيت الْحَمْوَ ؟ ـ يعني أقراب الزوج يدخلون على بيته ـ قَالَ : الْحَمْوُ الْمَوْتُ ) ويش معنى الموت ؟ يعني فروا منه ومن الخلوة به ، كما تفرون من الموت ، مثل ما نقول نحن " الحمو هو البلاء " فالمعنى أن الحمو هو البلاء ، لأن قريب الزوج إذا دخل على بيت الزوج لا يستغرب ، ولا يقال ليش دخل ، وهو يدخل بدون أن يستحيي ، فإذا دخل بامرأته ـ إمرأة قريبه ـ فالخطر داهم وعظيم ، وكم من بلاء حدث بخلو الرجل بامرأة قريبه .
هنا مشكلة اجتماعية ، إذا كان الإنسان له زوجة وعنده أخ ، وليس في البيت إلا هؤلاء الثلاثة ، فماذا يصنع أخو الزوج ، إذا خرج الزوج إلى العمل ، وبقيت الزوجة في البيت ماذا يصنع ؟ أجيبوا نعم ، تفضل .
الطالب : يخرج من البيت .
الشيخ : يخرج من البيت هذا حل ، استرح ، لكن إذا كان لا يخرج الرجل كثير النوم ، وإذا قام يحتاج إلى فطور ومشاكل ، ويقول ما أخرج ، نعم ،
الطالب : ... .
الشيخ : هذا طيب ، لأ ، الحل الثاني أن يزوج أخاه ، ويكون في البيت امرأتان ورجلان . لكن إذا قال أنا ما عندي شيء ، ليس عندي ما أزوجه .نعم ؟ .
الطالب : ... .
الشيخ : تغلق على نفسها في حجرة ، مشكل ، هذا حبس طيب نعم ؟
الطالب : ... .
الشيخ : هذا يقول حل آخر ، يتزوج هذا الرجل بزوجة أخرى ، ويكون في البيت امرأتان ولا يكون خلوة ، لكن إذا قال ما عندي شيء ، ثم إذا قال أيضا لو عندي شيء ، لو تزوجت مشكلة مع الزوجة الأولى ، نعم ؟
الطالب : ... .
الشيخ : يقول يجعله في ملحق ، ملحق البيت ، ويغلق الباب الذي بينه وبين الزوجة ، ـ عندك شيء قم ـ
الطالب : ... .
الشيخ : الحل الأخير ، أن يخرجه من البيت وهذا مشكل أيضا ، يخرج أخاه من البيت ، قد يكون هذا الأخ شابا ، لو خرج من البيت لهلك إيش ؟
الطالب : ترضعه .
الشيخ : ترضعه ، هذا غلط ، تفضل إيش ؟
الطالب : يصوم .
الشيخ : دعنا من ...كونه يصوم حتى لو صام ، لا يجوز أن يخلو بالمرأة ، هذا انتهى .
على كل حال المسألة مشكلة ، بعض الناس يقول : هذا أخي وأنا آمن وواثق والزوجة طاهرة عفيفة ، ولا يكون إلا خير إن شاء الله فيتمنى على الله الأماني ، ولم يعلم أنه ما خلا رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ، ولا شك أن هذا غلط ، فالواجب الفصل بين الزوجة وبين الرجل بأن يجعل بينهما ، باب يغلق ويكون مفتاحه مع الزوج يخرج به معه ، ويحرص غاية الحرص على ألا يكون مع الزوجة مفتاح ومع ذلك يراقب المسألة ، يراقب المسألة ، ولا يتهاون في الأمر ، ما دام النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول : ( الْحَمْوُ الْمَوْتُ ) ، فإنه يجب علينا أن نحذر من الموت ، أن نحذر من الحمو كما نحذر من الموت ، في بعض الحلول التي طرحت ما سمعتموها أن ترضعه ، وتعجبت من هذا ، ولكن لا عجب لأن المجيب بهذا له شيء من الشبهة ، وهو في قصة سالم مولى ؟ :
قصة سالم أن زوج المرأة تبناه ، أي جعله ابنا له ، وكان الناس في أول الأمر ، يتبنى الإنسان من يراه أديبا صالحا للتبني ، فيقول : " أنت ابني " ويقول : " أنت أبي " فقد تبنى هذا سالما ، وصار عندهم في البيت بمنزلة الابن تماما ، فلما أنزل الله عز وجل نسخ التبني وإبطال التبني ، وقال الله تعالى : (( مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ )) ، فبطل التبني ، فجاءت امرأة حذيفة إلى الرسول عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وقالت إن الأمر مشكل مع سالم ، لأن سالما كان لهم بمنزلة الابن تماما ، يدخل ويخرج ويعمل كما يعمل الابن ، وفي التحرز منه مشقة شديدة ، فقال لها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عَلَيْهِ ) فأرضعته وصار ابنها من الرضاع ، وإذا صار ابنها من الرضاع ، صار محرما لها .
فاستدل بعض العلماء رحمهم الله بهذه القصة على أنه إذا احتيج إلى اجتماع الرجل مع المرأة ، فإنها ترضعه لكن هذا قول ضعيف ، مخالف لرأي الجمهور ، ويدل لضعفه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما قيل له أرأيت الحمو ؟ قال إيش : ( الْحَمْوُ الْمَوْتُ ) ولم يقل الحمو ترضعه زوجة قريبه فيكون محرما ، فلما لم يرشد إلى ذلك ، علم أنه لا يصح إرضاع الكبير ولا يؤثر ، ويدل لذلك أيضا ، قول الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنَ الْمَجَاعَةِ ) يعني أن اللبن لا ينفع إلا إذا كان يغني من الجوع ، والذي قد فطم وكبر لا ينفعه الرضاع ولا يغنيه من الجوع ، يحتاج إلى طعام .
لكن لو قال قائل : إن من القواعد " أن الشريعة الإسلامية لا تعلق الأحكام بالأشخاص وإنما تعلق الأحكام بإيش؟ بالأوصاف " انتبهوا إلى هذه القاعدة المفيدة جدا " الشرع لا يعلق بالأشخاص يعلق بالأوصاف " فإذا كان سالم أرضعته امرأة حذيفة وصار ابنا ، لها فإننا لا نخص سالما بذلك ، لأننا لو خصصناه بذلك لكان هذا من باب تخصيص الشرع بإيش ؟ بالأشخاص ، وهذا ممنوع ، قلنا :نعم لا نخصص الشرع بالأشخاص ، ولا يمكن ان يثبت لشخص معين حكم دون سائر الأمة ، إلا لسبب .
السبب هنا : لا يمكن أن يوجد بعد أن نسخ الله التبني ، لأن سالما مولى أبي حذيفة ، مولى حذيفة ، " ليس العلة أنه يدخل ويخرج " " العلة أنه كان في الأول إيش ؟ ابنا " والآن لا يمكن التبني إطلاقا ، فلو فرض أن هناك تبنيا ، ولا يمكن أن يكون بعد النسخ ، لقلنا الناس سواء ، سالم وغيره سواء ، لكن هذا غير ممكن .
ولذلك لا يمكن أن نستدل بقصة سالم على أن ، إرضاع الكبير مؤثر لما سمعتم .
انتهى ، طيب الآن إلى الأسئلة لأن الوقت انتهى . وقت الكلام على الحديث نعم .
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
الشيخ : نعم . إيش يقول ؟