تفسير قوله تعالى من سورة التكوير :" فلا أقسم بالخنس . الجوار الكنس . ...". حفظ
الشيخ : التي سمعناها من قراءة الإمام طيب ، استمعنا في صباح هذا اليوم في صلاة الفجر إلى قوله تبارك وتعالى : (( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ )) هذا أصلها الجواري جمع جارية ، لكن حذفت الياء إما للتخفيف ، وإما لالتقاء الساكنين (( الْكُنَّسِ وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ )) إلى آخره أولا : نتكلم على قوله : (( فَلا أُقْسِمُ )) أقسم بمعنى : أحلف ولا في قوله : (( فَلا أُقْسِمُ )) ليست نافية كما يتبادر في أول الأمر ، لأن المراد إثبات القسم ، المراد فأقسم إلى آخره فلماذا جاءت لا ؟ جاءت لا للتنبيه ، تنبيه من ؟ تنبيه المخاطب ، لأن الكلام إذا جاء على غير النسق المعروف ، فلا بد أن ينتبه الإنسان ، لماذا جاء السياق .
وعلى هذا فنقول (( فَلا أُقْسِمُ ))كلمة لا ، لإيش ؟ للتنبيه والجملة ثبوتية ، وليست سلبية يعني ليست للنفي ولكنها للإثبات ، (( أُقْسِمُ )) الفاعل هو الله عز وجل ، لأن القرآن كلام الله (( بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ )) ، هذه من أوصاف النجوم لأن بعض النجوم تجده وتشاهده يتراجع ، تجد هذا النجم في هذا اليوم مقارنا لنجم آخر في اليوم الثاني أو بعد أسبوع مثلا ، تجده تأخر عنه من الذي جعله - اجلس اجلس يا أخي استريحوا - من الذي جعله مقارنا أولا ، ثم رجع ثانيا ؟ أجيبوا من ؟ الله عز وجل ، لو اجتمع الخلق كلهم على أن يقدموا أو يؤخروا نجما واحدا ما استطاعوا ، إذا الذي خلق هذه الجواري والذي جعها تكنس أو تخنس هو الله عز وجل .