تفسير قوله تعالى :" وما صاحبكم بمجنون . ولقد رءاه بالأفق المبين . وما هو على الغيب بضنين . وما هو بقول شيطان رجيم ". حفظ
الشيخ : استمع إلى وصف الرسول الثاني : (( وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ )) من المراد بالصاحب هنا ؟ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، والخطاب هنا لقريش يعني : (( ما صاحِبُكُمْ )) الذي تعرفونه وصحبتموه من أول أمره ومن أول حياته ، ما هو بمجنون بل هو عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، أتم الناس عقلا وهم يقولون إن محمدا مجنون ، ويقولون شاعر نتربص ريب المنون فقال : (( وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ )) وهذا داخل في جواب القسم يعني أقسم الله بأن مُحَمَّدا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس بمجنون .
فإن قال قائل كيف أقسم الله تعالى على نفي الجنون عن محمد عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وهذا أمر معلوم ؟ قلنا لدفع هذه الدعوى الكاذبة الخبيثة ، ما هي الدعوى ؟ أنه مجنون فنفى الله ذلك (( وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ )) وتأمل كيف قال : (( وَما صاحِبُكُمْ )) للتنويه بعدوانهم واستكبارهم ، لأنه إذا كان صاحبهم فالواجب أن يكونوا أول مؤمن به لأنهم يعلمونه ، والعجب يا إخواني أن مُحَمَّدا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كان يعرف عند قريش بالأمين متى ؟ قبل أن يبعث ، فلما بعث صار كاذبا ساحرا شاعرا مجنونا ، وما أشبه ذلك لأنهم مستكبرون عن الحق والعياذ بالله .
(( وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ )) إذا الإقسام هنا على أن هذا القرآن قول رسول كريم ومن المراد بالرسول هنا ؟ الأخ إي نعم ، الرسول الملكي أو البشري ؟ إيش يقول ؟ هه ، لا لا إنه لقول رسول ، هل المراد الرسول الملكي أو البشري ؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب صح ، وهو أجيبوا ؟ وهو جبريل ، استمع إلى آية أخرى ((فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ وَما لا تُبْصِرُونَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ )) مثل هذه الآية (( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ ))
هنا أقسم بأنه قول رسول كريم ليس بقول شاعر ، فمن المراد بالرسول هنا الملكي أو البشري ؟ البشري المراد بذلك الرسول البشري ، ومن هو ؟ مُحَمَّد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وهنا يسأل السائل يقول كيف يكون كلاما واحدا منسوبا لاثنين ؟ كيف يكون كلاما واحدا منسوبا لاثنين ، نقول نعم هو منسوب لاثنين باعتبار التبليغ ، لا باعتبار الإنشاء ، لأن الإنشاء لا يمكن أن يكون كلاما واحدا من اثنين أبدا ، لكن في التبليغ يمكن أن يضاف الكلام إلى من بلغه ولو كانوا ألفا ، فهنا نقول : نسبة القرآن إلى جبريل نسبة تبليغ ، نسبته إلى محمد ؟ أجيبوا يا جماعة ؟
الطالب : نسبة تبليغ .
الشيخ : نعم نسبة تبليغ ، فجبريل بلغه مُحَمَّدا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم من عند الله ُ، ومحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بلغه أمته واضح الكلام ولا لأ ؟ .
إذا الإشكال كيف يكون الكلام الواحد منسوبا لاثنين هذا الإشكال ؟
الجواب : هذا باعتبار إيش؟ باعتبار التبليغ إذا المنشئ لهذا القول غير الاثنين ، ما دمنا نقول إن نسبته للرسول الملكي والرسول البشري نسبة تبليغ ، فمن الذي قاله أولا ؟ الله عز وجل ، الله عز وجل ، ولهذا قال الله تعالى : (( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ )) ، ولهذا نقول إن القرآن كلام الله ،القرآن كلام الله .