تفسير قوله تعالى :" والله معكم " مع الكلام على معية الله تعالى والرد على الحلولية والإتحادية . حفظ
الشيخ : وقوله تعالى : (( وَاللَّهُ مَعَكُمْ )) متى يكون الله معنا ؟ استمع آيات متعددة (( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ )) (( وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )) .
والآيات في هذا المعنى كثيرة فلن يكون الله مع الإنسان ، إلا إذا كان قائما بأمر الله ، مؤمنا تقيا صابرا محسنا إلى آخر الأوصاف ، التي ذكرها الله تبارك وتعالى مقيدة للمعية .
واعلم أن معية الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم على أقسام :
القسم الأول : أن يراد بها الإحاطة .
والقسم الثاني : أن يراد بها النصر والتأييد .
والقسم الثالث : أن يراد بها الوعيد والتهديد كم ؟ كم الأقسام الآن ؟ .
الطالب : ثلاثة .
الشيخ : ثلاثة ، الأول ؟ .
الطالب : الإحاطة .
الشيخ : والثاني ؟ .
الطالب : النصر والتأييد .
الشيخ : النصر والتأييد ، والثالث ؟
الطالب : الوعيد والتهديد .
الشيخ : الوعيد والتهديد .
أما الإحاطة ففي مثل قول الله تبارك وتعالى : (( مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كانُوا )) ، وفي قوله تعالى : (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )) .
هذه معية ، معية ٌعامة تشمل جميع الخلق ومقتضاها الإحاطة بالخلق ، علما وقدرة وسلطانا وسمعا وبصرا وغير ذلك ، من معاني ربوبيته تبارك وتعالى ، انتبه نسمي هذه إيش ? المعية العامة التي مقتضاها الإحاطة .
الثاني : معية خاصة مقتضاها النصر والتأييد ، وهذه قيدت تارة بأوصاف ، وتارة بأعيان وأشخاص ، التي للنصر والتأييد قيدت تارة بأوصاف ، وتارة بأشخاص واعيان معينين .
مثال الأول : (( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ )) (( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )) لم يذكر الله عز وجل شخصا معينا كان الله معه ، بل أطلق ، كل من كان موصوفا بهذه الصفة فالله تعالى معه إيش ؟ نصرا وتأييدا وتثبيتا وهداية .
والثاني : مقيدة بأشخاص ، شخص معين ذكر الله أنه معه مثال ذلك ، قوله تعالى لموسى وهارون : (( لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى )) هذه معية مقيدة بموسى وهارون عَلَيْهِما الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وكقوله تبارك وتعالى في نبيه مُحَمَّد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ : (( إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا )) مع هذين الاثنين هذه مقيدة بأشخاص .
أما القسم الثالث : المراد به إيش ؟ الوعيد والتهديد ، ففي مثل قوله تعالى : (( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ )) فهنا المعية تقتضي إيش ؟ الوعيد والتهديد ، وأن يخافوا الله عز وجل ، لأنهم وإن بيتوا ما يبيتون من القول ، وخفي على الناس ، فإنه لا يخفى على الله عز وجل هو (( مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ )) .
ويبقى لدينا إشكال ، كيف يصح أن نقول إن الله معنا ، وهو سبحانه وتعالى فوق العرش ؟ .
فالجواب : ألا إشكال أولا : لأننا نثبت ما أثبته الله لنفسه ، ونعلم أنه حق ، وأنه لا تناقض بين ما أخبر الله به عن نفسه أو غيره لأنه من عند الله ، فنقول أثبت الله تعالى أنه مع خلقه في هذه الآيات ، وأثبت أنه فوق عرشه ، فنؤمن بأنه فوق عرشه ، وأنه مع خلقه ، لكن لا بذاته كما يقوله الحلولية الذين يقولون : " إن الله مع الخلق بذاته وفي كل مكان " فإن هذا لا شك أنه باطل ، لا شك أنه باطل ، ولا مانع من أن يكون الشيء عاليا ويقال إنه معك .
وضرب شيخ الإسلام ابن تيمية لذلك مثلا في كتابه " العقيدة الواسطية " التي أرجو من كل إنسان أن يحفظها ويتقنها لأنها كتاب مختصر ، هو زبدة عقيدة أهل السنة والجماعة قال رحمه الله : " وليس معنى قوله : (( مَعَكُمْ )) أنه مختلط بالخلق ، فإن هذا لا توجبه اللغة العربية ، وإذا كانت لا توجبه اللغة العربية ، فإن الله تعالى يمتنع غاية الامتناع ، أن يكون مختلطا بالخلق لأنه فوق سماواته " .
ثم ضرب لهذا مثلا بالقمر ، القمر من أصغر آيات الله الفلكية ، ومع ذلك يقال : إنه مع المسافر ويقول القائل العربي : " مازلنا نسير والقمر معنا " هل مراد القائل العربي : " والقمر معنا " أنه معه في متاعه على بعيره ؟ أجيبوا ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا ، ولكنه يصحبنا وهو في السماء ، فإذا كان هذا ممكنا في المخلوقات ، فإمكانه في الخالق من باب أولى ، لأن الله سبحانه وتعالى أعظم من أن يحيط به شيء من مخلوقاته .
وانتبهوا للقول أنه معنا بذاته في الأرض ، أنه يستلزم أن الرجل إذا دخل المرحاض ، أين يكون الله ؟! يكون معه في المرحاض والعياذ بالله ،! وهؤلاء الذين يقولون بهذا لو فكروا بعض التفكير ، لعرفوا أنهم على ضلال بيّن ، وأنه يجب عليهم أن يتوبوا إلى الله ، وأن يرجعوا عن هذا القول الخاطىء الضال .
ولو قلنا هذا القول يستلزم عليه من اللوازم الباطلة ، أن يكون الله تعالى في المسجد مع الذين في المسجد ، وفي سوق البيع والشراء مع الذين يبيعون ويشترون ، وفي المجزرة مع الجزارين وفي الزبائل مع الكناسين ، وهذا قول باطل من أبطل ما يكون .
فنصيحتي لمن كان يعتقد هذا ، أن يتوب إلى الله قبل أن يفجأه الموت ، وهو على هذه العقيدة الباطلة ، ولا يستطيع أن يتخلص بجواب عند الله عز وجل ، عليه أن يقلع عن هذه العقيدة الباطلة التي يشهد ببطلانها الكتاب والسنة والعقل ، وأن يرجع إلى الله ، وأن يقول سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت ، وأن يعتقد ان الله تعالى لا يليق به أن يكون كما تصور ، من هذا المعنى الباطل .
والآيات في هذا المعنى كثيرة فلن يكون الله مع الإنسان ، إلا إذا كان قائما بأمر الله ، مؤمنا تقيا صابرا محسنا إلى آخر الأوصاف ، التي ذكرها الله تبارك وتعالى مقيدة للمعية .
واعلم أن معية الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم على أقسام :
القسم الأول : أن يراد بها الإحاطة .
والقسم الثاني : أن يراد بها النصر والتأييد .
والقسم الثالث : أن يراد بها الوعيد والتهديد كم ؟ كم الأقسام الآن ؟ .
الطالب : ثلاثة .
الشيخ : ثلاثة ، الأول ؟ .
الطالب : الإحاطة .
الشيخ : والثاني ؟ .
الطالب : النصر والتأييد .
الشيخ : النصر والتأييد ، والثالث ؟
الطالب : الوعيد والتهديد .
الشيخ : الوعيد والتهديد .
أما الإحاطة ففي مثل قول الله تبارك وتعالى : (( مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كانُوا )) ، وفي قوله تعالى : (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )) .
هذه معية ، معية ٌعامة تشمل جميع الخلق ومقتضاها الإحاطة بالخلق ، علما وقدرة وسلطانا وسمعا وبصرا وغير ذلك ، من معاني ربوبيته تبارك وتعالى ، انتبه نسمي هذه إيش ? المعية العامة التي مقتضاها الإحاطة .
الثاني : معية خاصة مقتضاها النصر والتأييد ، وهذه قيدت تارة بأوصاف ، وتارة بأعيان وأشخاص ، التي للنصر والتأييد قيدت تارة بأوصاف ، وتارة بأشخاص واعيان معينين .
مثال الأول : (( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ )) (( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )) لم يذكر الله عز وجل شخصا معينا كان الله معه ، بل أطلق ، كل من كان موصوفا بهذه الصفة فالله تعالى معه إيش ؟ نصرا وتأييدا وتثبيتا وهداية .
والثاني : مقيدة بأشخاص ، شخص معين ذكر الله أنه معه مثال ذلك ، قوله تعالى لموسى وهارون : (( لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى )) هذه معية مقيدة بموسى وهارون عَلَيْهِما الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وكقوله تبارك وتعالى في نبيه مُحَمَّد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ : (( إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا )) مع هذين الاثنين هذه مقيدة بأشخاص .
أما القسم الثالث : المراد به إيش ؟ الوعيد والتهديد ، ففي مثل قوله تعالى : (( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ )) فهنا المعية تقتضي إيش ؟ الوعيد والتهديد ، وأن يخافوا الله عز وجل ، لأنهم وإن بيتوا ما يبيتون من القول ، وخفي على الناس ، فإنه لا يخفى على الله عز وجل هو (( مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ )) .
ويبقى لدينا إشكال ، كيف يصح أن نقول إن الله معنا ، وهو سبحانه وتعالى فوق العرش ؟ .
فالجواب : ألا إشكال أولا : لأننا نثبت ما أثبته الله لنفسه ، ونعلم أنه حق ، وأنه لا تناقض بين ما أخبر الله به عن نفسه أو غيره لأنه من عند الله ، فنقول أثبت الله تعالى أنه مع خلقه في هذه الآيات ، وأثبت أنه فوق عرشه ، فنؤمن بأنه فوق عرشه ، وأنه مع خلقه ، لكن لا بذاته كما يقوله الحلولية الذين يقولون : " إن الله مع الخلق بذاته وفي كل مكان " فإن هذا لا شك أنه باطل ، لا شك أنه باطل ، ولا مانع من أن يكون الشيء عاليا ويقال إنه معك .
وضرب شيخ الإسلام ابن تيمية لذلك مثلا في كتابه " العقيدة الواسطية " التي أرجو من كل إنسان أن يحفظها ويتقنها لأنها كتاب مختصر ، هو زبدة عقيدة أهل السنة والجماعة قال رحمه الله : " وليس معنى قوله : (( مَعَكُمْ )) أنه مختلط بالخلق ، فإن هذا لا توجبه اللغة العربية ، وإذا كانت لا توجبه اللغة العربية ، فإن الله تعالى يمتنع غاية الامتناع ، أن يكون مختلطا بالخلق لأنه فوق سماواته " .
ثم ضرب لهذا مثلا بالقمر ، القمر من أصغر آيات الله الفلكية ، ومع ذلك يقال : إنه مع المسافر ويقول القائل العربي : " مازلنا نسير والقمر معنا " هل مراد القائل العربي : " والقمر معنا " أنه معه في متاعه على بعيره ؟ أجيبوا ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا ، ولكنه يصحبنا وهو في السماء ، فإذا كان هذا ممكنا في المخلوقات ، فإمكانه في الخالق من باب أولى ، لأن الله سبحانه وتعالى أعظم من أن يحيط به شيء من مخلوقاته .
وانتبهوا للقول أنه معنا بذاته في الأرض ، أنه يستلزم أن الرجل إذا دخل المرحاض ، أين يكون الله ؟! يكون معه في المرحاض والعياذ بالله ،! وهؤلاء الذين يقولون بهذا لو فكروا بعض التفكير ، لعرفوا أنهم على ضلال بيّن ، وأنه يجب عليهم أن يتوبوا إلى الله ، وأن يرجعوا عن هذا القول الخاطىء الضال .
ولو قلنا هذا القول يستلزم عليه من اللوازم الباطلة ، أن يكون الله تعالى في المسجد مع الذين في المسجد ، وفي سوق البيع والشراء مع الذين يبيعون ويشترون ، وفي المجزرة مع الجزارين وفي الزبائل مع الكناسين ، وهذا قول باطل من أبطل ما يكون .
فنصيحتي لمن كان يعتقد هذا ، أن يتوب إلى الله قبل أن يفجأه الموت ، وهو على هذه العقيدة الباطلة ، ولا يستطيع أن يتخلص بجواب عند الله عز وجل ، عليه أن يقلع عن هذه العقيدة الباطلة التي يشهد ببطلانها الكتاب والسنة والعقل ، وأن يرجع إلى الله ، وأن يقول سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت ، وأن يعتقد ان الله تعالى لا يليق به أن يكون كما تصور ، من هذا المعنى الباطل .