تفسير قوله تعالى :" ولن يتركم أعمالكم ". حفظ
الشيخ : يقول عز وجل : (( فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ )) المعنى لن يقطعكم من أعمالكم ، فكل ما عمله الإنسان فلا بد أن يجده .
قال تبارك وتعالى : (( وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ )) وقال الله تعالى : (( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )) .
كل عمل الإنسان سيجده وسيثاب عليه ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، والسيئة بمثلها لا في الحرم ولا خارج الحرم ، وأما من اعتقد أن السيئات تضاعف في مكة ، كما تضاعف الحسنات فقد أخطأ خطأ عظيما ، السيئة بمكة وغيرها لا تضاعف .
الدليل قال الله تبارك وتعالى : (( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )) في أي سورة هذه الآية ؟ تفضل
الطالب : الأنعام .
الشيخ : الأنعام ؟ (( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )) في سورة الأنعام ؟ متأكد أو في الأعراف ؟ متأكد ، طيب جيد ، هذا علم ، إذا رأيت المجيب يثبت ، بعد أن تحاول أن يروغ يمينا وشمالا ، فاعلم أنه يتكلم عن علم هي في سورة الأنعام في آخرها .
سورة الأنعام مكية نزلت في مكة ، قبل أن يهاجر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فإذا كانت هذه السورة نزلت بمكة والله تبارك وتعالى يقول : (( وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها )) علمنا أن لا تضاعف في مكة ، لكنها أشد عقوبة يعني :
أن العقوبة على السيئة بمكة ، أشد ألما من العقوبة على السيئة في غير مكة ، وهذا مضاعفة بالكمية أو بالكيفية ؟ بالكيفية يعني ما يكون تكون السيئة بالسيئتين ، لكن تكون بسيئة مثلها ، إلا أنها أشد وأنتم تعلمون الآن بين شخص يضربك بسهولة ، وشخص آخر يضربك بقوة أيهما أشد ألما ؟ الثاني والعدد واحد .
وأما ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه خرج من مكة إلى الطائف وقال : " لا أبقى في بلد سيئاته وحسناته سواء " فهذا لا يصح عن ابن عباس ، وابن عباس رضي الله عنهما أفقه من أن يلتبس عليه هذا الأمر ، مع وضوحه وبيانه .
هذا ما أردنا أن نتكلم عليه فيما سمعناه من آيات الله البينات .