بيان خطورة الفتوى والتقول على الله عز وجل بغير علم . حفظ
الشيخ : المفتي تتعلق به ثلاثة حقوق : حق لنفسه ، وحق للشريعة الإسلامية ، وحق لعباد الله ، فعلى المفتي أن يراعي ذلك كله لا يفتي إلا بعلم حمابة لنفسه من الإثم ، وحماية للشريعة من الخطأ ، والثالث ألا يضل عباد الله عز وجل ، ولذلك كان مقام الفتوى مقاما عظيما ومسؤولية كبيرة ، خلافا لمن يتعجلون الفتوى اليوم ، وتجد الرجل إذا فهم مسألة من العلم قال أنا من أنا ، أنا الإمام أحمد وابن تيمية أو فوق الإمام أحمد وابن تيمية .
حتى بلغني عن بعض الصغار ، صغار العلم أنه تكلم في مسألة ، فقيل له إن مذهب الإمام أحمد خلاف ذلك ، قال من الإمام أحمد ؟ ،! الإمام أحمد رجل وأنا رجل ،! لكن ما كل لحية في وجه تكون على رجل ، صحيح أن الإمام رجل وهذا رجل ، لكن هل الرجل الجسم المكون من اللحم والعظم ، أو الرجل الذي يحمل معنى الرجولة ؟ الثاني لا شك .
ولهذا يعتبر مثل مثل هذا القول دليلا واضحا على إعجاب الإنسان بنفسه ، يقال له هذا قول الإمام ، ويقول من الإمام ؟ الواجب على الإنسان إذا أفتى بقول وقيل له إن فلانا يقول كذا ، ولو كان دون الإمام أحمد بمراحل ، أن يتوقف وينظر ويراجع نفسه ويراجع الأدلة ، فلعله أخطأ .
واعلم يا أخي أن من نعمة الله على العبد أن يهيىء الله له من يناقض قوله إذا كان قوله خطأ ، إذا كان ول المفتي خطأ ويسر الله من يناقض قوله ، فهذه نعمة ، نعمة على من على الناس عموما وعلى المفتي الذي أخطأ خصوصا ، لأن هذا المفتي لو لم يجد من يناقضه ، لعمل الناس بقوله واكتسب آثاما عظيمة ، إذا كان قد قصر في الاجتهاد ، فإذا يسر الله له من يبدل خطاه ، فهذا سيقلل من العمل بقوله ، وحينئذ يسلم من أخطاء كثيرة في عباد الله .
خلافا لمن إذا نوقش في شيء انتفخ ، وقال أنا من أنا حتى يناقشني فلان ، ثم يصمم على رأيه ولو تبين له أنه خطأ ، وهذه محنة عظيمة ولذلك يجب الرجوع إلى الحق ، متى تبين للإنسان ولو أن يقول إني قلت كذا ولكني أخطأت ورجعت .
الرجوع إلى الحق فضيلة ، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لأبي موسى في كتابه ، كتاب القضاء المشهور " أمره إذا تبين له الحق اليوم أن لا يمنعه القضاء به ، قضاءه بالأمس " بل يرجع عن القول الأول إلى القضاء الثاني ، متى تبين أن القضاء الأول خطأ .
والإمام أحمد وغيره من الأئمة رحمهم الله وجزاهم الله عن الإسلام خيرا ، إذا تبين لهم الخطأ رجعوا .
أذكر قصة عن الإمام أحمد ، كان رحمه الله يرى أن السكران إذا طلق زوجته وقع الطلاق ، والسكران يعلم ما يقول أو لا يعلم ؟
الطالب : لا يعلم .
الشيخ : لأ ، السكران يعلم ما يقول ولا ما يعلم ؟
الطالب : لا يعلم .
الشيخ : الذي يقول لا يعلم إما أن يأتي بالدليل ، وإلا فهو خاطىء هات الدليل نعم قم .
الطالب : ... .
الشيخ : لا لا لا أنا أقول الدليل مو بالتعليل يا اخي ،! نعم .
الطالب : (( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ )) .
الشيخ : نعم أحسنت بارك الله فيك (( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ )) فعُلم من الآية الكريمة أن السكران لا يعلم ما يقول وهذا هو الواقع ، السكران قد ذهب عقله ولا يعلم ما يقول ، بل ولا يعلم ما يفعل ، أحيانا يذبح ولده والعياذ بالله ، وأحيانا يزني ببنته ، والقضايا في هذا مشهورة .
المهم أن الإمام أحمد رحمه الله كان أولا يقول بأن طلاق السكران واقع ، يلاحظ رحمه الله أن السكران ينبغي أن يشدد عليه ، أن نشدد عليه ونلزمه بأقواله ، قال : " حتى تبينت يعني حتى تأملت وتبين لي ، فرأيت أن طلاق السكران لا يقع ، لأنني لو أوقعت طلاق السكران ، لأتيت خصلتين : حرمتها على الزوج ، وأحللتها ـ امشوا ـ لزوج آخر " فيكون حرم شيئا بلا دليل يعتمد عليه ، وأحل شيئا بلا دليل يعتمد عليه ، فرجع عن قوله الأول إلى قوله الثاني ، وهو عدم طلاق ــ امشوا معي ـ عدم طلاق السكران .
فانظر إلى الإمام أحمد وهو إمام أهل السنة رحمه الله ، صرح بأنه رجع عن القول الأول إلى الثاني لأنه تبين له ، ورجوع الإنسان إلى الحق يعتبر فضيلة ، وهو أشد تمسكا بقوله عند الناس ، إذا رأوا الرجل إذا تبين له الحق رجع ، ازدادوا تمسكا بقوله وفتواه ، كما أن الإنسان إذا سأل عن شيئ ، وقال لا أعلم وهو لا يعلم ، ازداد الناس تمسكا ـ امش يا أخي ـ بفتواه وقوله .
الشيطان يقول للإنسان : أنت إذا قلت لا أدري قال هذا رجل ما عنده علم وتركوك ، هكذا يقول الشيطان للإنسان لكن الواقع خلاف ذلك ، الواقع أن الإنسان إذا سُأل عن شيء ، وهو لا يعلمه وقال لا أعلم ، أن الناس يزدادون إيش؟ ثقة بقوله ورجوعا إليه ، خلافا لما يوهمه الشيطان لبني آدم .
والخلاصة الآن : أن المفتي على باب عظيم من الخطر ، ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم ، بل كان السلف يتدافعون الفتيا إذا جاء أحد يستفتيهم يقول اذهب إلى غيري ، ويقول اذهب إلى غيري ، حتى ترجع إلى الأول كل هذا خوفا من أن يضل فيضل ، لأن ضلال المفتي ليس على نفسه فحسب ، بل على نفسه وعلى غيره ، وليس على غيره ممن هو في عصره ، بل على غيره ممن في عصره وممن يأتي بعده .
فالفتوى أيها الإخوة ليست تجارة ، تباع وتشترى في الأسواق وسلعة ، ينتهز الإنسان الربح فيها ، لكنها خطر عظيم ، لأن المفتي يقول عن الله فليحذر أن يقول على الله ما لا يعلم ، وإذا كان في البلد من يفتي سواه فالحمد لله ، يقول أنا لا أفتي بهذا ، واذهب إلى المفتي في البلد ، يعني له أن يقول هذا ، لاسيما إذا كان يعلم أن المستفتي يريد تتبع الرخص ، لأن بعض المستفتين يا إخوان ـ انتبهوا لهذه النقطة ـ لأن بعض المستفتين يجي يستفتيك ، تفتيه ، ما جازت له الفتوى ، وين يروح يا أخ ؟ ماذا قلت ؟
الطالب : ... بعض المستفتين ... .
الشيخ : إيش ؟ بعض المستفتين إيش ؟ إيش يقول ؟ هه .
الطالب : بعض المستفتين ، يتبع رخص .
الشيخ : بعض المستفتين ، يتبع رخص ، أنا ما قلت ها الكلام استرح ، ولا ، لا يقربنك النوم ، بعض المستفتين إذا استفتاك وأفتيته لم تصلح له الفتوى ، ولم توافق هواه يذهب إلى شخص آخر ، ويستفتيه إن وافقت الفتوى هواه ، قال ما شاء الله هذا الموفق للصواب ، وإن خالفت طلب ثالثا ، وهلم جرا حتى يصل إلى ما يوافق هواه .
قال العلماء : " ومن تتبع الرخص صار فاسقا " من تتبع الرخص صار فاسقا ، إذا ماذا أصنع نقول للعامي إذا أردت أن تستفتي ، فأنت لست تسأل عن ثمن سلعة ، أو قيمة سلعة تسأل عن إيش ؟ عن شيء يتعلق بدينك يكون حجة لك عند الله يوم القيامة ، فعليك أن تتأنى وأنت تنظر من يكون أقرب إلى الحق ، لعلمه وأمانته وتسأله وإذا سألته انتهى الموضوع ، لا تسأل غيره لأنك إنما سألته معتقدا أن ما يقوله هو إيش ؟ هو دين الله ، فانظر أقرب العلماء إلى الحق لعلمه والثاني أمانته ، وإنما اشترطنا الأمانة .
لأننا نرى أن العلماء ثلاثة أقسام ، العلماء ثلاثة أقسام ـ انتبه يا أخي ـ وين رحت ـ ، العلماء ثلاثة أقسام عالم ملة ، وعالم أمة ، وعالم دولة ، أنتم معنا ؟ كم قسم ؟
الطالب : ثلاثة .
الشيخ : ثلاثة عالم ملة ، عالم أمة ، عالم دولة ، طيب بارك الله فيكم .
عالم الملة هو : الذي يتبع ما جاءت به الملة ، سواء رضي الناس أم لم يرضوا ، لأنه لا يريد إلا إقامة الملة ، هذا عليك به ، عليك به ، استمسك بغرزه .
الثاني عالم أمة : ينظر ما يوافق هوى الناس ، وإذا وافق هوى الناس ولو كان له حظ من النظر واحد بالمئة أفتى به ، أنتم فاهمين معي هذا ؟ ينظر اللي يوافق هوى الناس ، سواء في المعاملات الربا أو النكاح أو غيره ، الذي يوافق هوى الناس ، ولو لم يكن فيه من الحق إلا واحد في المئة يفتي به ، ويقول المسألة خلافية وسع على الناس ، خل الناس يمشون ، هذا نسميه إيش ؟
الطالب : عالم أمة .
الشيخ : عالم أمة ، ينظر ويش يريد الناس بس ويمشي .
الثالث البلاء ، الثالث البلاء وهو : عالم الدولة ، الذي يقول للدولة ماذا تريدين ، أفتي به فيفتي بالباطل الذي يعلم أنه باطل ، لكن فيه احتمال من مئة احتمال ، أو من ألف احتمال علشان إيش ؟ علشان خاطر ، خاطر إيش ؟
الطالب : الدولة .
الشيخ : خاطر الدولة ، صح صدقت يا بني ، علشان خاطر الدولة ، ويعسف النصوص ويلوي أعناقها ، لتوافق ما تريده الدولة ، فِرّ من هذا ومن الذي قبله إيش ؟ فرارك من إيه ؟
الطالب : من الأسد .
الشيخ : من الأسد ، وعليك بالأول ، عليك بعالم الملة ، الذي لا يريد رضا الناس بما يقول ، وإنما يريد بما يقول ، رضا الله عز وجل .
أسأل الله أن يرزقني وإياكم علما نافعا ، وعملا صالحا ، ورزقا طيبا واسعا ، إنه على كل شيء قدير .
والآن إلى الأسئلة .
السائل : ... .
الشيخ : إذا وقعت إن شاء الله يسهل الله . هذا يسأل يقول ما هو الراجح في طلاق السكران ؟ وأقول له في الجواب إذا وقعت المسألة وابتلينا بها ، أفتينا بما نرى أنه الصحيح نعم .
حتى بلغني عن بعض الصغار ، صغار العلم أنه تكلم في مسألة ، فقيل له إن مذهب الإمام أحمد خلاف ذلك ، قال من الإمام أحمد ؟ ،! الإمام أحمد رجل وأنا رجل ،! لكن ما كل لحية في وجه تكون على رجل ، صحيح أن الإمام رجل وهذا رجل ، لكن هل الرجل الجسم المكون من اللحم والعظم ، أو الرجل الذي يحمل معنى الرجولة ؟ الثاني لا شك .
ولهذا يعتبر مثل مثل هذا القول دليلا واضحا على إعجاب الإنسان بنفسه ، يقال له هذا قول الإمام ، ويقول من الإمام ؟ الواجب على الإنسان إذا أفتى بقول وقيل له إن فلانا يقول كذا ، ولو كان دون الإمام أحمد بمراحل ، أن يتوقف وينظر ويراجع نفسه ويراجع الأدلة ، فلعله أخطأ .
واعلم يا أخي أن من نعمة الله على العبد أن يهيىء الله له من يناقض قوله إذا كان قوله خطأ ، إذا كان ول المفتي خطأ ويسر الله من يناقض قوله ، فهذه نعمة ، نعمة على من على الناس عموما وعلى المفتي الذي أخطأ خصوصا ، لأن هذا المفتي لو لم يجد من يناقضه ، لعمل الناس بقوله واكتسب آثاما عظيمة ، إذا كان قد قصر في الاجتهاد ، فإذا يسر الله له من يبدل خطاه ، فهذا سيقلل من العمل بقوله ، وحينئذ يسلم من أخطاء كثيرة في عباد الله .
خلافا لمن إذا نوقش في شيء انتفخ ، وقال أنا من أنا حتى يناقشني فلان ، ثم يصمم على رأيه ولو تبين له أنه خطأ ، وهذه محنة عظيمة ولذلك يجب الرجوع إلى الحق ، متى تبين للإنسان ولو أن يقول إني قلت كذا ولكني أخطأت ورجعت .
الرجوع إلى الحق فضيلة ، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لأبي موسى في كتابه ، كتاب القضاء المشهور " أمره إذا تبين له الحق اليوم أن لا يمنعه القضاء به ، قضاءه بالأمس " بل يرجع عن القول الأول إلى القضاء الثاني ، متى تبين أن القضاء الأول خطأ .
والإمام أحمد وغيره من الأئمة رحمهم الله وجزاهم الله عن الإسلام خيرا ، إذا تبين لهم الخطأ رجعوا .
أذكر قصة عن الإمام أحمد ، كان رحمه الله يرى أن السكران إذا طلق زوجته وقع الطلاق ، والسكران يعلم ما يقول أو لا يعلم ؟
الطالب : لا يعلم .
الشيخ : لأ ، السكران يعلم ما يقول ولا ما يعلم ؟
الطالب : لا يعلم .
الشيخ : الذي يقول لا يعلم إما أن يأتي بالدليل ، وإلا فهو خاطىء هات الدليل نعم قم .
الطالب : ... .
الشيخ : لا لا لا أنا أقول الدليل مو بالتعليل يا اخي ،! نعم .
الطالب : (( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ )) .
الشيخ : نعم أحسنت بارك الله فيك (( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ )) فعُلم من الآية الكريمة أن السكران لا يعلم ما يقول وهذا هو الواقع ، السكران قد ذهب عقله ولا يعلم ما يقول ، بل ولا يعلم ما يفعل ، أحيانا يذبح ولده والعياذ بالله ، وأحيانا يزني ببنته ، والقضايا في هذا مشهورة .
المهم أن الإمام أحمد رحمه الله كان أولا يقول بأن طلاق السكران واقع ، يلاحظ رحمه الله أن السكران ينبغي أن يشدد عليه ، أن نشدد عليه ونلزمه بأقواله ، قال : " حتى تبينت يعني حتى تأملت وتبين لي ، فرأيت أن طلاق السكران لا يقع ، لأنني لو أوقعت طلاق السكران ، لأتيت خصلتين : حرمتها على الزوج ، وأحللتها ـ امشوا ـ لزوج آخر " فيكون حرم شيئا بلا دليل يعتمد عليه ، وأحل شيئا بلا دليل يعتمد عليه ، فرجع عن قوله الأول إلى قوله الثاني ، وهو عدم طلاق ــ امشوا معي ـ عدم طلاق السكران .
فانظر إلى الإمام أحمد وهو إمام أهل السنة رحمه الله ، صرح بأنه رجع عن القول الأول إلى الثاني لأنه تبين له ، ورجوع الإنسان إلى الحق يعتبر فضيلة ، وهو أشد تمسكا بقوله عند الناس ، إذا رأوا الرجل إذا تبين له الحق رجع ، ازدادوا تمسكا بقوله وفتواه ، كما أن الإنسان إذا سأل عن شيئ ، وقال لا أعلم وهو لا يعلم ، ازداد الناس تمسكا ـ امش يا أخي ـ بفتواه وقوله .
الشيطان يقول للإنسان : أنت إذا قلت لا أدري قال هذا رجل ما عنده علم وتركوك ، هكذا يقول الشيطان للإنسان لكن الواقع خلاف ذلك ، الواقع أن الإنسان إذا سُأل عن شيء ، وهو لا يعلمه وقال لا أعلم ، أن الناس يزدادون إيش؟ ثقة بقوله ورجوعا إليه ، خلافا لما يوهمه الشيطان لبني آدم .
والخلاصة الآن : أن المفتي على باب عظيم من الخطر ، ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم ، بل كان السلف يتدافعون الفتيا إذا جاء أحد يستفتيهم يقول اذهب إلى غيري ، ويقول اذهب إلى غيري ، حتى ترجع إلى الأول كل هذا خوفا من أن يضل فيضل ، لأن ضلال المفتي ليس على نفسه فحسب ، بل على نفسه وعلى غيره ، وليس على غيره ممن هو في عصره ، بل على غيره ممن في عصره وممن يأتي بعده .
فالفتوى أيها الإخوة ليست تجارة ، تباع وتشترى في الأسواق وسلعة ، ينتهز الإنسان الربح فيها ، لكنها خطر عظيم ، لأن المفتي يقول عن الله فليحذر أن يقول على الله ما لا يعلم ، وإذا كان في البلد من يفتي سواه فالحمد لله ، يقول أنا لا أفتي بهذا ، واذهب إلى المفتي في البلد ، يعني له أن يقول هذا ، لاسيما إذا كان يعلم أن المستفتي يريد تتبع الرخص ، لأن بعض المستفتين يا إخوان ـ انتبهوا لهذه النقطة ـ لأن بعض المستفتين يجي يستفتيك ، تفتيه ، ما جازت له الفتوى ، وين يروح يا أخ ؟ ماذا قلت ؟
الطالب : ... بعض المستفتين ... .
الشيخ : إيش ؟ بعض المستفتين إيش ؟ إيش يقول ؟ هه .
الطالب : بعض المستفتين ، يتبع رخص .
الشيخ : بعض المستفتين ، يتبع رخص ، أنا ما قلت ها الكلام استرح ، ولا ، لا يقربنك النوم ، بعض المستفتين إذا استفتاك وأفتيته لم تصلح له الفتوى ، ولم توافق هواه يذهب إلى شخص آخر ، ويستفتيه إن وافقت الفتوى هواه ، قال ما شاء الله هذا الموفق للصواب ، وإن خالفت طلب ثالثا ، وهلم جرا حتى يصل إلى ما يوافق هواه .
قال العلماء : " ومن تتبع الرخص صار فاسقا " من تتبع الرخص صار فاسقا ، إذا ماذا أصنع نقول للعامي إذا أردت أن تستفتي ، فأنت لست تسأل عن ثمن سلعة ، أو قيمة سلعة تسأل عن إيش ؟ عن شيء يتعلق بدينك يكون حجة لك عند الله يوم القيامة ، فعليك أن تتأنى وأنت تنظر من يكون أقرب إلى الحق ، لعلمه وأمانته وتسأله وإذا سألته انتهى الموضوع ، لا تسأل غيره لأنك إنما سألته معتقدا أن ما يقوله هو إيش ؟ هو دين الله ، فانظر أقرب العلماء إلى الحق لعلمه والثاني أمانته ، وإنما اشترطنا الأمانة .
لأننا نرى أن العلماء ثلاثة أقسام ، العلماء ثلاثة أقسام ـ انتبه يا أخي ـ وين رحت ـ ، العلماء ثلاثة أقسام عالم ملة ، وعالم أمة ، وعالم دولة ، أنتم معنا ؟ كم قسم ؟
الطالب : ثلاثة .
الشيخ : ثلاثة عالم ملة ، عالم أمة ، عالم دولة ، طيب بارك الله فيكم .
عالم الملة هو : الذي يتبع ما جاءت به الملة ، سواء رضي الناس أم لم يرضوا ، لأنه لا يريد إلا إقامة الملة ، هذا عليك به ، عليك به ، استمسك بغرزه .
الثاني عالم أمة : ينظر ما يوافق هوى الناس ، وإذا وافق هوى الناس ولو كان له حظ من النظر واحد بالمئة أفتى به ، أنتم فاهمين معي هذا ؟ ينظر اللي يوافق هوى الناس ، سواء في المعاملات الربا أو النكاح أو غيره ، الذي يوافق هوى الناس ، ولو لم يكن فيه من الحق إلا واحد في المئة يفتي به ، ويقول المسألة خلافية وسع على الناس ، خل الناس يمشون ، هذا نسميه إيش ؟
الطالب : عالم أمة .
الشيخ : عالم أمة ، ينظر ويش يريد الناس بس ويمشي .
الثالث البلاء ، الثالث البلاء وهو : عالم الدولة ، الذي يقول للدولة ماذا تريدين ، أفتي به فيفتي بالباطل الذي يعلم أنه باطل ، لكن فيه احتمال من مئة احتمال ، أو من ألف احتمال علشان إيش ؟ علشان خاطر ، خاطر إيش ؟
الطالب : الدولة .
الشيخ : خاطر الدولة ، صح صدقت يا بني ، علشان خاطر الدولة ، ويعسف النصوص ويلوي أعناقها ، لتوافق ما تريده الدولة ، فِرّ من هذا ومن الذي قبله إيش ؟ فرارك من إيه ؟
الطالب : من الأسد .
الشيخ : من الأسد ، وعليك بالأول ، عليك بعالم الملة ، الذي لا يريد رضا الناس بما يقول ، وإنما يريد بما يقول ، رضا الله عز وجل .
أسأل الله أن يرزقني وإياكم علما نافعا ، وعملا صالحا ، ورزقا طيبا واسعا ، إنه على كل شيء قدير .
والآن إلى الأسئلة .
السائل : ... .
الشيخ : إذا وقعت إن شاء الله يسهل الله . هذا يسأل يقول ما هو الراجح في طلاق السكران ؟ وأقول له في الجواب إذا وقعت المسألة وابتلينا بها ، أفتينا بما نرى أنه الصحيح نعم .