هل يجوز العمل بوصية من أوصى بالصلاة عليه في المسجد الحرام فقد يؤدي هذا إلى نقله من بلد لآخر ؟. حفظ
السائل : هل يجوز العمل بوصية ، من أوصى بالصلاة عليه في المسجد الحرام ، قد يؤدي هذا إلى نقله من بلد لآخر ؟.
الشيخ : إذا أوصى الإنسان أن يصلي عليه في المسجد الحرام ، فلا تنفذ وصيته لاسيما مع بعد المسافة .
أما لو كان الإنسان في جدة أو في بحرة ، أو في الأماكن القريبة ، فهذه ربما نقول تنفذ الوصية ، أما مع البعد فلا .
وكذلك لو أوصى أن يدفن في البقيع ، لأن أهل البقيع دعا لهم الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ ) فلا تنفذ وصيته ، حتى لو كان ذا مال كثير ، ويمكننا أن نستأجر من يؤديه إلى المكان من تركته ، فلا تنفذ الوصية ، وإنما يدفن الإنسان في المكان الذي مات فيه ، ويصلي عليه في المكان الذي مات فيه ، والأرض أرض الله ، والمشروع في الميت الإسراع والمبادرة في دفنه ،لقول النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ ، فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا إلَيْهِ ، وَإِنْ تَكُ غَيْرَ ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ ) .
ولهذا نأسف كثيرا ، لما يفعله بعض الناس يموت الميت فينتظر به يوما أو يومين ، حتى يقدم ولده من أمريكا أو من لندن أو من باريس أو مما وراء ذلك ، يقول لن ندفنه حتى يحضر ولده ، أعوذ بالله ،! جناية على الميت الميت ،! يحب أن يتقدم إلى الدفن كما جاء في الحديث الصحيح ( أن الرجل إذا خرج الناس بجنازته ، وهو صالح قال : " قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي ") يعني أسرعوا بي إلى مكان عملي ، إلى مكان الثواب الذي يفتح له فيه باب إلى الجنة ، جعلنا الله وإياكم من هؤلاء .
فهو جناية على الميت أن يحبس ، وهو خلاف السنة في الأمر بالإسراع ، يقال يا أخي أسرع به صل عليه وادفنه ، وقريبه أو ولده أو أبوه الذي في مكان آخر ، إذا جاء فالأمر واسع ماذا يصنع إذا جاء ؟ يصلي على قبره لأن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، ( صلى على القبر على قبر امرأة ، كانت تقم المسجد ، ويش معنى تقمه ؟
الطالب : تكنسه .
الشيخ : تكنسه ، ففقدها الرَّسُول عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، أو لم يفقدها وسأل عنها ، فقالوا إنها ماتت البارحة قَالَ : " هلا كنت آذَنْتُمُونِي " يعني علمتموني ، كأنهم تقالوا من أمرها ، وقالوا لن نزعج الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا الليل فقال : " دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِا " ، شوف شكر الرَّسُول عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، لمن خدم بيوت الله قال : " دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِا " ، وهي امرأة سوداء ، ما لها قيمة في المجتمع لكن (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )) قال : " دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ فدُلُّوه على قَبْرَهُا فَصَلَّى عَلَيْهِ ")
.
فنقول لهؤلاء : إذا كان الأب أو الابن أو القريب أو الصديق في مكان آخر ، فإذا جاء يصلي على القبر ، الأمر واسع لكن لا تعطل الميت عن مصلحته ، تؤخره .
فإذا قال إنسان : أليس النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مات يوم الاثنين ولم يدفن إلا ليلة الأربعاء ، يعني بقي أكثر من يوم ؟ قلنا : بلى ، لكن لماذا أخروا دفنه ؟ لأنهم لا يريدون أن يدفنوا رسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، حتى يقوم خليفته في أمته قبل أن يدفن ، وتعلمون أن الخلافة لم يعهد بها الرَّسُولعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ نصا صريحا إلى أحد .
فلذلك وقع فيها التشاور بين الصحابة رضي الله عنهم ، وصار اختيار الصحابة ، لما يريده الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، من اختاروا ؟ اختاروا أبا بكر رضي الله عنه بإجماع الصحابة .
فالصحابة أخروا دفن الرَّسُول عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، لئلا تخلو الأرض إيش ؟ من خليفة ، لو دفنوه يقيت الأرض لا خلافة فيها ، منذ دفنه حتى يقام الخليفة ، ومعلوم أن هذا المعنى لا يوجد في غيره .
فعلى كل حال المشروع ـ امشوا معي ـ المشروع في تجهيز الميت ، إيه ؟ الإسراع والمبادرة نعم . أثابكم الله .