تفسير سورة نوح عليه الصلاة والسلام " إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم قال يا قوم إني لكم نذير مبين أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ثم إني دعوتهم جهارا ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا...".
حفظ
الشيخ : فأول الرسل إذن من ؟ نوح ، وآخرهم مُحَمَّد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، بعث نوح إلى قومه فدعاهم إلى الله عز وجل ، سرا وعلنا ، ومكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ، وهو يدعوهم إلى الله ويبين لهم ويحذرهم ويرغبهم وما آمن معه إلا قليل .
وفي هذا عبرة للدعاة الذين يدعون إلى الله عز وجل ، ثم يملون إذا لم يروا من الناس إقبالا ، فنقول لهم : " لا تعجبوا إذا لم تجدوا من الناس إقبالا " ، فهاهم الرسل يبقون مدة طويلة لا يجدون إقبالا لقد بقي مُحَمَّد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ في مكة كم ؟ ثلاث عشرة سنة ، يدعوهم إلى الله عز وجل ، وفي النهاية أخرجوه من مكة ، ولكن النصر كان فيما بعد ، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، كل إنسان داعية لا بد أن يناله أذى .
كل إنسان داعية لا بد أن يجد من الناس ممانعة ، لا يستجيبون له بالسرعة التي يريد ، ولكن على الدعاة أن يصبروا ، أن يصبروا في الدعوة إلى الله ، وأن يدعوا إلى الله تعالى بالحكمة ، والموعظة الحسنة ، والجدال بالتي هي أحسن .
لأن من الناس من يدعو إلى الله وهو ينفر عن الله ، فتجده يدعو بعنف وبدون إقناع ، والنفوس تحتاج إلى اللين واللطف ، وتحتاج إلى الإقناع ، حتى يقبل الناس عن اقتناع إلى دين الله ، ويأخذوا بما دعا إليه هذا المصلح ، الذي يدعو إلى الله تبارك وتعالى ، من غير أن يمس المجتمع بما يشوش عليه وما يوغر صدوره على ولاة أموره .
إذن نقول : لا تعجب أيها الداعي إلى الله إذا تأخرت الإجابة ، فإن الله قد يبتلي الداعي إلى الله عز وجل ، بتأخر قبول الناس وإجابتهم حتى يمتحنه ، أصادق هو في الدعوة إلى الله أم ليس بصادق ، نوح عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، بقي في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ، يدعوهم إلى الله .
واستمع إليه في هذه السورة ، يقول عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : (( قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهاراً فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلاَّ فِراراً )) أتظنون أنه يدعوهم بدون آيات تدل على أنه رسول الله ؟ لأ ، يدعوهم بالآيات التي تدل على أنه رسول الله ، ومع ذلك لم يستجيبوا بل لم يزدهم دعاءه إياهم إلا فرارا (( وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ )) لئلا يسمعوا .
(( وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ )) يعني تغطوا بها ، لئلا يروا ، لأنهم يخشون إذا سمعوا شيئا ، يدخلوا مسامعهم حتى يصل إلى قلوبهم ، يخشون أن يؤمنوا بذلك ، فأرادوا أن يصدوا طرق الهدى عنهم ، كذلك يخشون أن يروا الآيات بأعينهم ، ثم يلجؤهم ذلك إلى الإيمان فصاروا إيش ؟ يستغشون ثيابهم ، حتى لا يروا الآيات والعياذ بالله ، وهذا دليل على شدة استكبارهم ونفورهم (( وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ )) .ويستفاد من قوله : (( لِتَغْفِرَ لَهُمْ )) أنهم لو تابوا لغُفر لهم ، وهذا شأن الله عز وجل ، شأن الله تعالى بعباده أن الإنسان كلما تاب إلى الله ، ولو عظم الذنب فإن الله يغفر له ، واستمع إلى قول الله تعالى في هذه الأمة ، حيث أمر نبيه أن يقول : (( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ )) مهما عظم ، مع أن هؤلاء يسبون الله ، ويسبون رسوله ، ويسبون دينه وقال : (( إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ )) .
نوح عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أول الرسول يقول : (( وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ )) على إيش ؟ على الكفر والعناد (( وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً )) أي استكبروا استكبارا عظيما (( ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً )) ولكن أبوا (( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ )) ، فانظر كيف رغبهم أولا : بثواب الآخرة ، وثانيا : بثواب الدنيا ، ثواب الآخرة في قوله : (( لِتَغْفِرَ لَهُمْ )) ثواب الدنيا .
وفي هذا عبرة للدعاة الذين يدعون إلى الله عز وجل ، ثم يملون إذا لم يروا من الناس إقبالا ، فنقول لهم : " لا تعجبوا إذا لم تجدوا من الناس إقبالا " ، فهاهم الرسل يبقون مدة طويلة لا يجدون إقبالا لقد بقي مُحَمَّد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ في مكة كم ؟ ثلاث عشرة سنة ، يدعوهم إلى الله عز وجل ، وفي النهاية أخرجوه من مكة ، ولكن النصر كان فيما بعد ، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، كل إنسان داعية لا بد أن يناله أذى .
كل إنسان داعية لا بد أن يجد من الناس ممانعة ، لا يستجيبون له بالسرعة التي يريد ، ولكن على الدعاة أن يصبروا ، أن يصبروا في الدعوة إلى الله ، وأن يدعوا إلى الله تعالى بالحكمة ، والموعظة الحسنة ، والجدال بالتي هي أحسن .
لأن من الناس من يدعو إلى الله وهو ينفر عن الله ، فتجده يدعو بعنف وبدون إقناع ، والنفوس تحتاج إلى اللين واللطف ، وتحتاج إلى الإقناع ، حتى يقبل الناس عن اقتناع إلى دين الله ، ويأخذوا بما دعا إليه هذا المصلح ، الذي يدعو إلى الله تبارك وتعالى ، من غير أن يمس المجتمع بما يشوش عليه وما يوغر صدوره على ولاة أموره .
إذن نقول : لا تعجب أيها الداعي إلى الله إذا تأخرت الإجابة ، فإن الله قد يبتلي الداعي إلى الله عز وجل ، بتأخر قبول الناس وإجابتهم حتى يمتحنه ، أصادق هو في الدعوة إلى الله أم ليس بصادق ، نوح عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، بقي في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ، يدعوهم إلى الله .
واستمع إليه في هذه السورة ، يقول عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : (( قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهاراً فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلاَّ فِراراً )) أتظنون أنه يدعوهم بدون آيات تدل على أنه رسول الله ؟ لأ ، يدعوهم بالآيات التي تدل على أنه رسول الله ، ومع ذلك لم يستجيبوا بل لم يزدهم دعاءه إياهم إلا فرارا (( وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ )) لئلا يسمعوا .
(( وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ )) يعني تغطوا بها ، لئلا يروا ، لأنهم يخشون إذا سمعوا شيئا ، يدخلوا مسامعهم حتى يصل إلى قلوبهم ، يخشون أن يؤمنوا بذلك ، فأرادوا أن يصدوا طرق الهدى عنهم ، كذلك يخشون أن يروا الآيات بأعينهم ، ثم يلجؤهم ذلك إلى الإيمان فصاروا إيش ؟ يستغشون ثيابهم ، حتى لا يروا الآيات والعياذ بالله ، وهذا دليل على شدة استكبارهم ونفورهم (( وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ )) .ويستفاد من قوله : (( لِتَغْفِرَ لَهُمْ )) أنهم لو تابوا لغُفر لهم ، وهذا شأن الله عز وجل ، شأن الله تعالى بعباده أن الإنسان كلما تاب إلى الله ، ولو عظم الذنب فإن الله يغفر له ، واستمع إلى قول الله تعالى في هذه الأمة ، حيث أمر نبيه أن يقول : (( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ )) مهما عظم ، مع أن هؤلاء يسبون الله ، ويسبون رسوله ، ويسبون دينه وقال : (( إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ )) .
نوح عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أول الرسول يقول : (( وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ )) على إيش ؟ على الكفر والعناد (( وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً )) أي استكبروا استكبارا عظيما (( ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً )) ولكن أبوا (( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ )) ، فانظر كيف رغبهم أولا : بثواب الآخرة ، وثانيا : بثواب الدنيا ، ثواب الآخرة في قوله : (( لِتَغْفِرَ لَهُمْ )) ثواب الدنيا .